رحلة لجهنم.. السقوط في قبضة “الكاغول” و بداية متاعب لم تخطر في البال(الحلقة7)

بعد ساعات طوال من المشي في الغابات و الحقول الشائكة، مهتدين بما رسموه من نقاط في تطبيق الخرائط الذي يشتغل دون حاجة للإنترنيت “مابس مي”، وصل رشيد الدكالي و مرافقه القنيطري للطريق السيار الذي يوصل مباشرة لمدينة تيسالونيك، بوابة “الحراكة” نحو أوروبا.

قرر الثنائي السالف الذكر الاستراحة أسفل قنطرة بالطريق السيار و تناول بعض من الأكل الذي قدما به من تركيا، و خلال استراحتهما حرصا على التواري عن الأنظار و مراقبة السيارات و التحركات بالمنطقة.

واصل بعد ذلك رشيد و رفيقه طريق “الجينغل” سيرا على الأقدام بمحاذاة الطريق السيار في الاتجاه المعاكس للسيارات، تارة يختبؤون خلف السياج إذا شكوا في سيارة ما قد تكون لأمنيين بأزياء مدنية و تارة يجلسون القرفصاء في انتظار خلو المكان.

قطع الدكالي و مرافقه مسافة لا تقل عن العشرين كيلومترا من “لاباف”، ليتفاجأ دون سابق إنذار بوجود “كازيرنا” عسكرية أعلى جبل مطل على الطريق السيار، هناك حيث يرابض عسكر الحدود يراقبون بالمنظار كل التحركات لأفواج المهاجرين السريين الذين يتخذون من الطريق السيار نحو تيسالونيك معبرا لهم.

حاول رشيد و القنيطري تجنب رصدهما من طرف عسكر الحدود اليونانية، فقررا التوقف مؤقتا و الاختباء بإحدى الحقول المحاذية للاستراحة في انتظار حلول الليل لاستكمال المشوار، مادامت فرص رصدهما في الليل تكون أقل من نظيرتها في النهار.

و بينما غط الاثنان في نوم عميق بحوار إحدى الأشجار وسط حقل شاسع، فوجئا بأربعة عناصر ملثمة من “الكاغول” التابعين لحلف الناتو المكلفين بمراقبة حدود الاتحاد الأوروبي و هم يحاصرانهما من كل الجوانب شاهرين في وجهيهما الأسلحة النارية التي يتحوزونها.

لقد وقعا في قضبة “الكاغول”، هاته العناصر التي لا تعرف معنى الرحمة و لا الإنسانية، لطالما سمعا قصص مهاجرين يروون معاناتهم مع عناصر “الناتو” اليونانية و كيف يجردون “الحراكة” من ملابسهم و أحذيتهم و آدميتهم، و كيف يسرقون أموال المهاجرين و يسلبونهم هواتفهم و يشبعونهم ضربا و تعذيبا قبل أن يرسلوهم لسجون مكتظة مخصصة للمهاجرين، بينما الأوفر حظا يتم إعادتهم للحدود التركية و هم عراة و حفاة في عز البرد القارس.

لم تنطق شفاه رشيد ولا رفيقه بأي كلمة، هول الصدمة جعلهما يرتعشان خوفا و هما يتخيلان مسبقا الجحيم الذي سيقضيانه في سجون اليونان و قبله العذاب الذي سيذوقانه من أيادي و أرجل هؤلاء الوحوش الضخمة المسلحة الواقفون أمامهم… (يتبع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى