مقتل مريم…قصة تلميذة حولت الكارة إلى مكان للباحثين عن الخبر ” صور”

محمد منفلوطي – هبة بريس

طوي اليوم السبت آخر صفحات التحقيق الذي فتحته عناصر الدرك الملكي بمركز مليلة بسرية بن سليمان حول قضية مقتل التلميذة القاصر العائدة من مقاعد الدراسة، طويت قصة قتلها المؤلمة بإعادة تمثيل الجريمة وسط استنفار أمني غير مسبوق وحضور جماهيري لكل مطلبه.

رجال الدرك الملكي وعناصر الوقاية المدنية، مدججين بالأسلحة، وهم ينصبون شريطهم الحدودي الأمني، تحسبا لأي طارئ، حشود من المواطنين من أقارب الضحية وعلامات الأسى والحزن بادية على محياهم، ومنهم من لم يستيقظ بعد من هول الصدمة، وأمام كاميرات الإعلام ، ترجل المشتبه فيه وهو يعيد تمثيل جريمته النكراء وكيف وجه طعنته القاتلة على مستوى القلب.

صفير وصراخ واستياء، هناك وسط تلك الحقول الخضراء، جرى إعادة تمثيل الجريمة تحت اشراف عناصر الفصيلة القضائية للدرك الملكي بالمركز المذكور المشتبه فيه في انتظار إحالته صباح غد الأحد على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء الأحد المقبل من أجل التهم الموجهة إليه.

مريم التلميذة البريئة وهي عائدة من مؤسستها التعليمية، وعلى مستوى الحدود بين اقليمي بن سليمان وبرشيد، هناك ستظل تربة المنطقة شاهدة على دمائها التي سالت في حين غفلة منها، لتبقى هناك جثة هامدة وسط بركة من الدماء بمحاذاة الطريق الرابطة بين الكارة ومليلة وتحديدا دار القايد، الأمر الذي عجل بحضور مصالح الدرك الملكي.

مريم القتيلة، حولت مدينة الكارة إلى قبلة للباحثين عن الخبر، انتقلت مختلف وسائل الاعلام للنبش في الحيثيات، قتلها ساهم في إماطة اللثام عن مدينة ظلت لعقود تعاني ضعفا في البنيات التحتية وانتشار مظاهر الجربمة وترويج المخدرات، شبابها يعانون البطالة وغياب فرص العمل، ومرافق الترفيه والمنتزهات ودور الرياضة، مدينة ضاربة جذورها في التاريخ، لكنها تبقى خارج ايقاعات الزمن وكأنها خارج برامج التنمية.
رحلت مريم عن دار الدنيا إلى دار الخلود، تركت وراءها أسرة مكلومة تعيش على ذكراها الجميلة، ولحظات طرقها لباب المنزل وهي عائدة من مؤسستها التعليمية كل مساء.
رحلت بلارجعة، تاركة محفظة كتبها وأدواتها المدرسية كعربون محبة لعلها تمسح دموع أم مكلومة ستبقى تذرف الدموع وتنذب الخذوذ، وتطالب بإنزال أقصى العقوبات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى