تلويح متهم ب ”الموت“ يبعث الرعب في نفوس هيئة دفاعه والنيابة العامة :«مجرد هواجس»‎

رضى لكبير – هبة بريس 
أنهت الهيئة القضائية في ملف محاكمة معتقلي حراك الريف والصحفي حميد المهداوي مدير نشر موقع بديل المتوقف عن الصدور، بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء مساء الجمعة الاستماع للمتهم ربيع الأبلق، المتابع بتهم ثقيلة، محددة زوال يوم الإثنين موعدا جديدا لإستئناف الاستماع لما تبقى من المتهمين وهم محمد جلول وناصر الزفزافي و نبيل أحمجيق.
وفاجأت والدة المعتقل ، بدر الدين بولحجول، القاضي علي الطرشي، بكلمات مؤثرة لحظة استئناف جلسة المحاكمة بعد رفعها من أجل الاستراحة، حيث أخذت الكلمة فور جلوس الهيئة القضائية على كراسيها الخشبية، متحدثة بعفوية صادقة “أنا أم بدر… هادي 10 شهور ما شفت ولدي… أنا غا نبقا هنا… مغا نمشيش… كنت مريضة”، قبل أن يسأل القاضي عن هوية السيدة ويطلب من المحامي المسعودي التدخل.
وتقدم المحامي محمد المسعودي عن هيئة دفاع معتقلي حراك الريف نحو السيدة الطاعنة في السن والمرتدية لجلباب أبيض، مقبلا رأسها، حيث طلب منها بعد ذلك الهدوء والجلوس في مكان الحضور، مخبرا القاضي بأنها كانت تعاني من المرض ولم يكن باستطاعتها الحضور للمحاكمة أو لمدينة الدار البيضاء من أجل زيارة إبنها بسجن عكاشة.
وشهدت الجلسة بعد ذلك مواجهة بين ربيع الأبلق والصحافي حميد المهداوي، حول المسمى إبراهيم البوعزاتي، حيث قال الأخير بأن الأبلق كان مصدر أخبار موقع بديل بمدينة الحسيمة وأن العلاقة بينهما انطلقت منذ حادثة وفاة كريم الأشقر سنة 2014، مضيفا أنه وجد نفسه أمام ورطة حقيقية بخصوص التبليغ عن المكالمة الهاتفية للمسمى ‘البوعزاتي’ الذي هدد بإدخال ذبابات وأسلحة للمغرب.
وأضاف حميد المهداوي، بأنه وضع بين خيارين أحلاهما مر، الأول إما عدم التبليغ على ما قاله إبراهيم البوعزاتي والثاني التبليغ وبالتالي تشويه صورته، قائلا :”لي حطني فهاد الملف معلم… فضلت نضرب الحبس ولا تشوه صورتي… أنا رجل شريف…حيث الا بلغت ايقولوا المهداوي مخزني والا مبلغتش غادي يدخلوني للحبس”، مسترسلا بالقول عندما هم بالمغادرة صوب القفص الزجاجي، :”أنا صحافي وإلا شفتي شي صحافي فالحبس عرف شي حد باغي يدير الخشونة”.
وعاد ربيع الأبلق بعد ذلك للحديث حيث قال بأنه مستعد للإعدام ولا يخشى من الموت، موجها في الختم رسالة لوالدته باللهجة الريفية، تطوع المحامي أنور البلوقي لترجمتها والتي قال فيها، :”سامحيني إلا مت… الموت ختاريتها… غا تبكي واحد المدة وغا تنسايني” وهو الكلام الذي بث الرعب في نفوس هيئة الدفاع بعدما كرر المتهم الحديث عن الموت و الإعدام.
وتدخل المحامي أنور البلوقي عن هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، معتبرا أن المحكمة لم تأخذ كلام المتهم على محمل الجد، خصوصاً أنه كان ضحية تآمر من طرف أسماء ذكرها بالإسم، وأنه مستعد للموت من أجل الحقيقة وليس من أجل العدالة، مقدما ملتمسا للقاضي بغية فتح تحقيق بخصوص ما ذكره المتهم عن المخابرات ومسؤلين ترابين.
وتدخلت بعد ذلك المحامية خديجة الروكاني عن هيئة الدفاع معتقلي حراك الريف، معتبرة بأنه وجب على المحكمة المناداة على المتهم من جديد لمعرفة مقصوده من الحديث عن الموت خصوصاً أن بعض الكلمات التي استعملها لا تكون إلا في الحالات النفسية الكئيبة، مضيفتا  بأن الأمر تتحمل فيه المحكمة كامل المسؤولية حسب ما هو منصوص عليه في الدستور المغربي من حق في الحياة.
وأضافت خديجة الروكاني، بأن المتابعين في الملف وخصوصاً ربيع الأبلق، هدد بالقتل وأن أجهزة استخباراتية كانت في الملف وأنه سيأتي وقت وسيكتب التاريخ عن هذه المحاكمة، محملة المسؤولية أيضاً للنيابة العامة في حق الحياة للمتهم وباقي المعتقلين، حيث تقدمت بعد ذلك بملتمس للمحكمة من أجل المناداة على المتهم وتوضيح مغزى كلامه عن الموت والإعدام.
وعند نهاية هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف التقدم بالملتمسات للمحكمة، عقب نائب الوكيل العام حكيم الوردي، باعتبار أن بعضها سبق وأن نظرت المحكمة إليها، وأن استدعاء بعض المسؤولين الترابين مثل الوالي اليعقوبي لن يفييد في شيئ خصوصا أنه ليس شاهدا والشاهد بمعناه القانوني هو من رأى وشاهد.
وأضاف حكيم الوردي، بخصوص ”مزاعم“ ربيع الأبلق كون تعرضه لتهديدات من طرف جاره المدعو ”فريد“ الذي يشغل بجهاز المخابرات ”ديستي“، بأن سمع مجموعة من الملتمسات تتحدث عن أجهزة …استخبارات… ، وأنه يستلهم الجواب عليها بحوار حول الميتافيزيقيا، وفي هذه الحالة لا يحق للنيابة العامة أن تتحدث عن الميتافيزيقيا القانونية ولا تتحدث إلا من خلال الإثبات وما هو مدون في المحاضر، مضيفا بأن أي دولة ديموقراطية لا يمكن لها سوى أن تكون جديرة بحماية مواطنيها عبر أجهزة مخابراتية تشتغل تحت اطار قانوني، وأن مزاعم تدخل المخابرات في القضاء بخصوص ملف حراك الريف، فهو تشبيه بالفلسفة وهي تعالج مواضيع الميتافيزيقيا.
وأضاف حكيم الوردي مستحضرا بيتا شعريا لمحمود درويش :”على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، معتبرا أن « التهديد بالقتل هو جنحة يعاقب عليها القانون وأن تدعي بأن الموت يلاحقك وأنت في مؤسسة سجنية وتخشى على نفسك من القتل، فلا أريد أن أقول محض خيال أو هواجس غير مبررة وأمور صعبة التصديق»، مطالبا دفاع المتهم بوضع شكاية حول التهديد بالقتل رفقة الإثبات و ”العيب والعار“ إن لم تفتح النيابة العامة تحقيقا يقول الوردي.
وبخصوص ملتمس استدعاء ”إبراهيم البوعزاتي“ الذي يعتبره الصحافي حميد المهداوي ودفاعه أنه رجل مخابرات كان دوره توريطه في التهمة المتابع من أجلها، قال حكيم الوردي بأن استدعاء البوعزاتي سبق وأن تم تقديمه للمحكمة وأن موضوع الأبحاث مشمول بالسرية والسرية لا ترفع عن الأبحاث إلا في حالة الحفظ أو المتابعة أو الأمر بالإحالة وبه فإن الملتمس مخالف للقانون ويكون واجب الرفض، ملتمسا من القاضي رفض جميع الملتمسات المقدمة بعدما أجاب عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى