أمن طنجة يفُكّ “لغز” تدنيس مجسم اليوسفي ويكشف هوية الفاعل

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

توصلت المصالح الأمنية بطنجة ، مساء أمس الجمعة 19 يونيو، إلى فك “لغز” تدنيس مجسم شارع يحمل إسم الراحل عبد الرحمان اليوسفي ، أواخر شهر ماي الماضي، ليسدل الستار على  قضية تناسلت حولها التأويلات والاتهامات.

وحسب ما كشف عنه مصدر مطلع، فان الامر يتعلق بسيدة تعيش حالة التشرد وتعاني من خلل عقلي حيث تم وضعها بمستشفى الأمراض العقلية.

وكانت واقعة تدنيس النّصب التذكاري للراحل عبد الرحمان اليوسفي،في 31 ماي الماضي قد استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية بمدينة طنجة، حيث باشرت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن طنجة  تحرياتها لتحديد هوية المتورطين في تلطيخ مجسم شارع يحمل اسم الزعيم الاتحادي .

و قامت مصالح الأمن بمراجعة كاميرا المراقبة المثبتة بأحد المتاجر المقابلة للنصب التذكاري، ما مكن من التعرف على الفاعل الذي لم يكن سوى سيدة تعيش حياة التشرد.

وكان مواطنون في طنجة، قد أقدموا على وضع الأزهار ورسائل التأبين على مجسم شارع عبد الرحمن اليوسفي، ترحما على روح اليوسفي الذي فارق الحياة شهر ماي الماضي ، وهي رسالة تحمل دلالات ورسالة رمزية لرجل دولة وسياسة رصع اسمه بمداد الاحترام والتقدير.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. شيء غريب، هذه السيدة المتشردة لم تقدم على هذا الفعل إلا بعد وفاة المرحوم و وضع الزهور فوق نصبه التذكاري؟ مع أنه يوجد هناك منذ سنوات ولم يتعرض قط لفعل من هذا القبيل.

  2. هوية بريس – عابد عبد المنعم

    حتى لا ننسى، فمباشرة بعد تدنيس “نصب اليوسفي” بمدينة طنجة خرج المتطرف “عصيد” ليصرح بأن هذا الفعل دليل على وجود غلّ وحقد كبيرين في نفوس البعض.

    وحتى قبل أن تصدر نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية، شدد المتطرف المعروف بمواقفه وتصريحاته العدائية ضد الدين والمتدينين، أنه “يخطئ من يعتقد بأن هذا مجرد تطرف وتهور لا علاقة له بالثقافة الإسلامية عموما، فالموضوع يثير مشكل ذهنية سائدة في المجتمع المغربي.. وهو تقليد وجد منذ القرن الأول الهجري، واستمر إلى حدود إنشاء الدولة الحديثة التي بفضلها توقفت الكثير من الأعمال الهمجية.. وذكر المؤرخون المسلمون بأن الكثير من فقهاء الفرق المختلفة وأتباعهم من الغوغاء لم يكونوا يكتفون بتدنيس القبور أو النصب وتخريبها، بل كانوا يعمدون إلى نبشها وإخراج جثث أصحابها وجلدها وإحراقها، وكان هذا من تقاليد الحنابلة على وجه الخصوص”.

    ولأن حبل الكذب قصير، فلم تمض سوى 20 يوما، حتى كشفت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة أن المتورط في هذا الفعل سيدة تبلغ من العمر 48 سنة، تعيش حالة تشرد وتعاني من خلل عقلي، ليتبين أن الأمر لا صلة له من قريب أو بعيد، لا بالحنابلة ولا بمتطرفين ولا إسلاميين.. ولا غيرهم.

    وبعد أن كشفت الحقيقة أمام الجميع، تساءل كثير من المتابعين عمن أثاروا لغطا واتهموا العلماء والمذاهب والجماعات الإسلامية بالوقوف وراء هذا الفعل، هل لديهم الشجاعة للاعتذار أو على الأقل لمراجعة بعض الأفكار التي يتعصبون لها ويوالون ويعادون عليها؟

    وفي هذا الصدد تساءل أيضا الدكتور إدريس الكنبوري “أين اختفى أصحاب الحنابلة الذين دنسوا نصب اليوسفي ظلما وعدوانا؟ لماذا ابتلعوا ألسنتهم وأكلوها أكلا؟”.

    ليعقب بعد ذلك بقوله “مهلا. الحنابلة لا يدنسون أحجارا لا تتكلم. الحنابلة كانوا رجالا حملوا على أكتافهم أعباء أمتهم فما وهنوا ولا استكانوا. الحنابلة كانوا ضحايا القمع والتنكيل دفاعا عن الرأي الحر وتحملوا سياط فئة انتهازية من أدعياء الاعتزال الذين باعوا ضميرهم للمأمون لقاء صرة من دنانير، مثلما يفعل اليوم بعض الصراصير. وصبر أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وتحمل وبكى ولكن ما تآمر على وطنه انتقاما لنفسه، رغم الإغراءات، كما يفعل بعض الحاقدين الذين يشمتون في الوطنيين، ويضعون أنفسهم الهابطة في كفة والوطن كله في كفة، لا يهمهم إن قتل أو عاش”.

    ووجه الباحث في المجال الديني إلى أن “من عنده خلط بين أتباع ابن حنبل العظيم الشامخ الطود العلم وبين المتشددين الذين هم هم لا غيرهم فعليه مراجعة التاريخ.

    كان ابن حنبل رحمه الله أول من تبنى الدفاع عن حقوق الإنسان في الرأي والتعبير في وجه سلطة يخشاها كل أحد، سلطة استولى عليها جماعة من المتمسحين بالعقل والحوار، فما أشبه الليلة بالبارحة، لولا أن دعاة العقل بالأمس غير أدعياء “العقل” اليوم”.

    وختم الكنبوري تدوينة له على صفحته بالفيسبوك بقوله “أيها السادة، لقد سقطتم في أعين الناس سقوطا مريعا ومرغتم شرف الكلمات النبيلة في التراب. تلك الكلمات التي تتبرأ منكم لأنها خلقت في اللغة لتوضع على ألسنة الأمناء، لا على ألسنة شهود الزور. المغرب بلد الحكمة والعقل وبلد الصلحاء، ولن يرضخ لابتزاز الانتهازيين السحرة الذين يموهون الناس بتحويل الزبالة إلى زئبق”.

    مشاركة

  3. اذا كانت المتشردة هي التي فعلت فعلتها هاته فان المسؤول هي الدولة التي تركت المتشردة تصول وتجول وتفعل ما تريد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى