أمطار مارس تنعش مابقي من آمال الفلاحين في زمن الكورونا

محمد منفلوطي_هبة بريس

تعيش العديد من المناطق بالمملكة في زمن الكورونا على وقع الأمطار المتهاطلة المصحوبة بالرياح، مما أنعش ما تبقى من آمال الفلاحين خلال الموسم الحالي الذي عانى ولازال يعاني من قلة التساقطات، ويأمل العديد من الفلاحين أن تعود هذه الامطار بالنفع على بعض الزراعات الربيعية كالقطاني من فول وحمص وعدس وبعض الخضروات كالبصل والجزر وكذا بعض الاشجار المثمرة، كما سيكون لها الأثر الايجابي خاصة على الفرشة المائية، إذ ستساهم هذه المياه المتدفقة من السماء في تعزيز المخزون المائي في العديد من السدود التلية والأنهار، ناهيك عن تغذية المياه الجوفية التي تضررت خلال السنوات الماضية، خاصة بعد حالات الترقب والخوف التي كانت تهيمن على الساكنة والفلاحين.

وكشفت مصادر لهبة بريس هنا بعاصمة الشاوية باقليم سطات، عن كون العديد من الفلاحين باتوا متخوفين من تحول آبارهم إلى حفر جافة بلا ماء بسبب قلة الأمطار في السنوات الماضية وانتشار عمليات الحفر العشوائية بواسطة آليات متطورة عكس الطرق البدائية التي اعتاد القرويون على استعمالها، الأمر الذي أثر سلبا وبشكل مباشر على الفرشة المائية لاسيما وأن عملية الحفر هاته تفوق بعض الأحيان 200 متر، مما جعل العديد من الآبار ذات العمق المتوسط توضع خارج الخدمة بعدما جفت مياهها، كما ان الامر لم يقف عند هذا الحد، بل عمد بعض أصحاب المصانع والمزارع والدور السكنية إلى نهج أسلوب الاستغلال السيئ لهذه الثروة المائية، الذين باتوا يستغلونها بشكل غير سليم، حيث تكون عمليات الحفر داخل مواقع سكناهم، وبالتالي تزداد الخطورة هنا حين تتعرض هذه المياه الجوفية للتلوث نتيجة اختلاطها بشبكة الصرف الصحي، الأمر الذي يتطلب من الجهات المختصة التحرك لوقف هذا الخطر القادم من الشرق علما أن هذه العمليات من الحفر تعتبر ظاهرة دخيلة على مجتمعنا، بغية ضمان وحماية المياه الجوفية من الهدر والإستغلال العشوائي الذي بلغ ذروته بالعديد من الجماعات القروية.

ويرى متتبعون للشأن الفلاحي أن استمرارية هطول الأمطار خلال شهر مارس يعتبر فال خير على الفلاحين، سيساهم لا محالة في زيادة المنتجات الزراعية، خاصة وأن المنطقة عرفت تأخرات في هطول الامطار على مدى اكثر من موسم مضى بفعل التغيرات المناخية.

كما يرى بعض من مربي الماشية، أن أمطار مارس ستنعكس ايجابا ايضا على مربي الماشية وخاصة سلالة الصردي التي تتميز بها منطقة بني مسكين من خلال نمو الاعشاب، علما ان قطاع تربية المواشي، كان قد تضرر من التأخرات المطرية وما عانى منه الكسّابة الذين عجزوا عن توفير الأعلاف، إذ ارتفعت أسعار بيعها إلى مستويات قياسية الأمر الذي جعلهم يعرضون مواشيهم للبيع بأثمنة بخسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى