“فليحيا هذا الوطن”.. “كورونا” تكشف الوجه الإنساني و المواطن لرجل السلطة المسؤول
هبة بريس – ياسين الضميري
عشرات مقاطع الفيديو تناقلتها مواقع و منصات التواصل الاجتماعي لرجال سلطة بدرجات مختلفة ستظل موشومة طويلا في ذاكرة المغاربة برز من خلالها الوجه الآخر لرجل السطلة الذي ترسخت لنا صورته لعقود بانطباع الجبروت الممزوج بالتسلط.
اليوم و في عز أزمة كورونا، خرج نساء و رجال السلطة بمختلف درجاتهم و مناصبهم، ليلا نهارا، بالشوارع كما الحال بالمداشر، يتنقلون رغم كل المخاطر، يقومون بالتوعية و التحسيس بكل نكران للذات.
يسارعون الخطى لنهي أصحاب المتاجر عن الزيادة في أسعار المواد الغذائية، يفسحون الطريق و يزيحون العراقيل بالأسواق تفاديا للازدحام، يخاطبون هذا و ذاك دون كلل و لا ملل، يستمعون لشكوى مواطن مقهور و يوجهون آخر لا يدري ماذا سيقدم و لا يؤخر.
يحرصون رفقة أعوان السلطة على توزيع اسثمارات التنقل الاسثتنائية رغم الكثافة السكانية و أحيانا عدم مراعاة المواطن للإكراهات التي تعيقهم للوصول لهم في الوقت المناسب في ظل الضغط الرهيب الذي يعيشون فيه مؤخرا.
يراقبون حركة النقل و التنقل و يتأكدون من هوية و أسباب خروج كل شخص من بيته رغم حالة الطوارئ الصحية المفروضة، بلباسهم العسكري الأنيق يواجهون فيروس كورونا في الصفوف الأمامية بكل تحد و عزيمة و إصرار.
نعم هم نساء و رجال السلطة، من ولاة و عمال و باشاوات و رؤساء دوائر و قياد و شيوخ و مقدمين و أعوان سلطة و غيرهم من ممثلي أم الوزارات، يومهم لا ينتهي حتى يبدأ آخر جديد، لا مكان للنوم في برنامجهم مؤخرا، حتى بيوتهم و ذويهم آخر شيء يفكرون فيه مادام هم الوطن و سلامته أكبر من كل شيء.
نعم ، لقد أظهر لنا فيروس كورونا اللعين، أن رجل السلطة ذاك، الذي كنا دائما نعتبره متجبرا متسلطا ، هو إنسان و مواطن قبل كل شيء، يضحي بالكثير كما هو حال الشرطي و الدركي و عنصر الوقاية المدنية و الطبيب و الممرض و غيرهم كثر لننعم نحن بالسلامة و العافية و الطمأنينة.
مقاطع فيديو جعلتنا نفتخر بنساء و رجال السلطة في هذا البلد ، تواصل راقي بلغة سليمة تخترق الآذان لتصل عمق الوجدان، مواطنة عالية و سلوك مسؤول بكل نكران للذات، خلية نحل لا تنام بل لا تجد حتى الوقت لتأكل و ترتاح من التعب الذي نتسبب لهم فيه نحن المواطنين بسبب عدم الامثتال.
لكل هؤلاء نقول، اليوم قبل غدا، شكرا لكم على كل التضحيات الجسام، سنظل دوما فخورين بكن و بكم، سنحفظ تلك المقاطع في ذاكرتنا طويلا، و سنتيقن من اليوم أن رجل السلطة مواطن إنسان، جزء من هذا الشعب، جزء يجعلنا نرفع الهامات عاليا لنصيح بفخر و اعتزاز “فليحيا هذا الوطن”.