سطات.. مظاهر تهدد سلامة المواطنين مسؤولية من؟

محمد منفلوطي_هبة بريس

عرفت الساحة المقابلة للقصبة الاسماعيلية بقلب مدينة سطات، (عرفت) صباح اليوم الاثنين حالة من الاستنفار القصوى زاد من حدتها تجمهر العديد من المواطنين والفضولين وهم يتابعون حركات خطيرة يقوم بها أحد الأشخاص- يرجح أنه يعاني اضطرابات نفسية – حاملا في يده قنينة جعة صغيرة مشهرا إياها في وجه كل من يقف أمامه بشارع الحسن الثاني، حيث ظل المشهد المروع مستمرا لفترات من الزمن يستقطب العديد من المواطنين لمتابعة أطواره قبل ان تتدخل عناصر الأمن على وجه السرعة فيما غابت عناصر السلطات المحلية والمصالح الطبية التابعة للمجلس البلدي عن مسرح الواقعة.

عناصر الأمن التابعة للامن الولائي بسطات، هرعت إلى عين المكان، حيث قامت بشل حركة المعني بالأمر وتوقيفه بعد ان أبدى مقاومة عنيفة، وظلت لفترة من الزمن تنتظر تدخل باقي الأطراف دون جدوى، قبل ان تربط الاتصال بعناصر الوقاية المدنية التي انتقلت إلى عين المكان لنقله بصعوبة بالغة مصفد اليدين…وهنا يبقى السؤال معلقا: على من تقع المسؤولية هنا في حالة وقوع الكارثة؟ ومن الجهة المخولة لها قانونيا تحديد الوجهة لنقل مثل هؤلاء الأشخاص؟

واقعة اليوم تفتح النقاش من جديد حول الأدوار الرئيسية للشرطة الادارية العامة والاهداف من تأسيسها، وكذا الاجراءات والتدابير المتخذة في الحفاظ على النظام العام وصيانته مما قد يمسه من الانتهاكات في الطرق والأماكن العامة والتي يدخل في نطاقها” حماية المواطنين من المختلين عقليا والمجانين والسكارى ومن الحيوانات الخطرة كالكلاب المسعورة والضالة..”.

ويذكر، أن شوارع مدينة سطات تحولت في الآونة الأخيرة إلى قبلة لضحايا الأمراض النفسية والعقلية يجوبون مختلف الأزقة وبالقرب من المرافق العامة أمام صمت وتجاهل الجهات الوصية، إذ عزى البعض الأمر لرفض مستشفى الامراض العقلية والنفسية ببرشيد استقبال مثل هؤلاء الحالات المرضية، عبر التخلص منهم وتصديرهم صوب مستشفى الحسن الثاني بسطات، فيما أرجع آخرون الأمر إلى عدم استيعاب مستشفى برشيد لأعدادهم المتزايدة التي تأتي من خارج الإقليم، خاصة وأن عددا كبيرا منهم يقيمون بشكل دائم بعد أن تخلت عنهم أسرهم، أو لسبب تجاوز العديد من هؤلاء المرضى لمدة إقامتهم التي امتدت لسنوات عدة، كل هذا يحد من قدرة هذه المستشفيات على إيجاد حل للمرضى الجدد، مما يتطلب خلق نواة خاصة بإقليم سطات لايواء مثل هاته الحالات بدل تركها تجوب الشوارع على شكل قنابل مهددة أوراح المواطنين وممتلكاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى