العثماني ومحاربة الفساد .. نية حكومية تُدحضها تقارير جلية

قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، قبل ايام خلال الملتقى الجهوي الرابع لشبيبة “مصباح” فاس مكناس إن محاربة الفساد من أولويات هذه الحكومة، مما يعني محاربة عدد من الممارسات التي تدخل تحت مسمى الفساد، سواء كانت رشوة أو اختلاس مال عام أو أي ممارسات أخرى.

وفي مناسبة ثانية رفض رئيس الحكومة ، الاتهامات التي وجهتها بعض فرق المعارضة للحكومة بـ “التستر على الفساد والمفسدين”، مؤكدا في مقابل ذلك، أنه “يتعين ألا نتحدث عن الفساد بالطريقة التعميمية، التي تعطي انطباعا سيّئًا عن جهود الحكومة لمحاربته ومقاومته ”

وأكد العثماني بمجلس المستشارين، خلال جلسة الأسئلة الشهرية قائلا “صفحتنا بيضاء، ونحن جادون في محاربة الفساد، ولا نتوفر على أي شركات وعلى أي أموال غير مشروعة.. نحن هنا لكي نقوم بواجبنا الوطني، وأن نستمر في مقاومة الفساد حتى النهاية”.

كلام رئيس الحكومة اسقطه استطلاع أجرته منظمة “ترانسبرانسي” المغرب والذي اكد أن 74 في المائة من المغاربة يعتبرون أن الحكومة تقوم بعمل سيء في مكافحة الفساد.

الاستطلاع الذي عرضته “ترانسبرانسي” في ندوة صحفية عقدتها اليوم الخميس، بالرباط أظهر أن عدم ثقة المواطنين في عمل الحكومة الخاص بمحاربة الفساد ارتفع بمعدل 10 نقاط، من 64 في المائة سنة 2015 إلى 74 بالمائة في 2019.

ويعتقد 41 في المائة من المغاربة الذين شاركوا في الاستطلاع أن أعضاء البرلمان مرتشون، وتصل النسبة إلى 37 في المائة بالنسبة للمسؤولين الحكوميين و 38 في المائة بالنسبة للمسؤولين الترابيين، و 28 في المائة بالنسبة لرجال الأعمال، و %26 بالنسبة للقضاة، و 24 % بالنسبة لرجال الشرطة.

وأكدت “ترانسبرانسي” أن محاربة الفساد المزمن والنسقي، والقضاء على أسس اقتصاد الريع، ينبغي أن تكون نقطة الانطلاق في أي نموذج تنموي.

ودعت المنظمة إلى سد الثغرات في مجال إنفاذ القوانين وتطبيق التشريعات، وضمان فعلي لاستقلالية القضاء، وتعزيز المؤسسات المسؤولة عن الحفاظ على التوزان بين السلط.

وطالبت “ترانسبرانسي” أيضا بدعم منظمات المجتمع المدني التي تساهم في تتبع النفقات والصفقات العمومية، خاصة في الجوانب المتعلقة بالحصول على المعلومة.

كما شددت المنظمة على ضرورة دعم وسائل الإعلام الحرة والمستقلة وضمان سلامة الصحفيين، مؤكدة أن المغرب يعرف تراجعا كبيرا في حرية الصحافة التي أصبحت مشكلا كبيرا في البلاد.

تصريحات رئيس الحكومة بخصوص محاربة الفساد تزامنا مع صدور استطلاع على هذا النحو امر يبعث على الحيرة ، هذا اذا وضعنا نصب اعيننا ان العلاقات بين الدول في العالم الحديث تنبني على الكثير من الأرقام والإحصائيات والمعطيات التي تأتي بها هذه التقارير دون نسيان ان بعضها ـ أي التقارير ـ تصدر لاجل الإساءة والتشويه كهدف أساسي .

وسيكون من البديهي ايضا ان تنتبه الجهات المسؤولة لمحتوى هذه التقارير وان تتجاوب مع مضامينها من اجل تجاوز الاختلالات وتصحيحها ، فكيفما كان الحال ..فالمطلب واحد ولا يمكن ان يكون سوى تحقيق تقدم البلاد وتفوقها ومسايرتها لباقي دول العالم دون الشعور باي مركب نقص .

وفي شق اخر وجب التذكير ان رئيس الحكومة قد ادلى في تصريح سابق ان “الفساد يكبد المغرب خسارة تبلغ قيمتها بين 5 و7 في المائة من الناتج الداخلي الخام سنويا”، وهو الاعتراف الذي قال عنه العربي المحرشي، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين ” هذا الرقم يمثل ربع ميزانية الدولة وثلاثة أضعاف ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ”

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى