سطات.. إمام مسجد يُهاجم الهاتف النقال ويصفه بقرين السوء

“وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ” صدق العلي القدير في محكم كتابه، من خلال هذه الآية الكريمة وبعض الأحاديث النبوية، انطلق خطيب مسجد الخير بسطات اليوم الجمعة، (انطلق) ليذكر نفسه وعموم المصلين بمنافع ومفاسد الهواتف النقالة، معتبرا اياها بالابتلاء الذي لاغنى عنه في حياتنا اليومية، اذ لا تفارق صاحبها أينما حل وارتحل ليلا ونهارا، يتصفحها قبل نومه وبعد الاستيقاظ، منهم من يوظفها في الخير ومنهم من ارتأى توظيفها في الشر وتتبع عورات العباد، ونشر الفضائح وتقاسم الفيديوهات والصور الاباحية مع باقي أصدقاء صفحته، غير آبه للمخاطر التي قد يسببها بفعلته هاته في تخريب البيوت وزرع الفتن وتوسيع دائرة الفواحش، داعيا إياهم إلى توخي الحذر في التعامل معها، مستعرضا في الوقت ذاته منافعها كتقريب المسافات ونسج العلاقات والتذكير بمواقيت الصلوات.

وتابع خطيب مسجد الخير قائلا: ” إن المرء بفعلته هاته (خاصة ممن يستعمله في المحرمات) وكأنه يصدق عليه قول ربنا عزو جل : “وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ”، في إشارة إلى أن الهواتف النقالة باتت ملازمة لأصاحبها، تذل البعض منهم على فعل المنكرات والفواحش ما ظهر منها وما بطن، محذرا من هاته الآفة التي ولجت البيوت وجعلت أفراد الأسرة فيها منشغلون وقد أرخوا رؤوسهم على هواتفهم بلا حديث فيما بينهم وكأنهم حاضرون بالأجساد بلا أرواح، ومنهم من لايتحرك وكأن على رأسه الطير ، وحتى مجالس الرجال لم تخل من هذه الفتن، بل صاروا يجالسون بعضهم البعض لساعات طوال دون أن يتجاذبوا أطراف الحديث فيما بينهم.

موضوع خطيب المسجد هذا الذي تطرق فيه بشكل واضح ودقيق لمخاطر هذه الآفة المتمثلة في الهواتف النقالة على الرغم من ذكر منافعها والتحذير من مخاطرها، يجعلنا نعيد القول مرة أخرى ونحذر من مخاطر أخرى تتربص بالاستقرار الأسري وتهدد تماسكه، هذه المعضلة المتمثلة في “المسلسلات المدبلجة” التي اقتحمت البيوت خلسة من أهلها لتجد لها قدم صدق داخل الأسر المحافظة مساهمة في ضرب القيم والأخلاق والعادات والتقاليد، وما الوضع الاجتماعي والأسري العربي الذي بات مهددا الآن، بفعل انتشار الجريمة الأخلاقية والانحلال الخلقي بشتى ألوانه وأطيافه، والدعارة والخيانة الزوجية والانتحار والاعتداء على الآباء والأمهات والزوجات، إلا نتيجة حتمية لهذه الآفة الإعلامية الخطيرة الفارغة من المضمون والمحتوى، ناهيك عن تأثيراته المباشرة على التوازنات الاقتصادية للمنتوج الاقتصادي لهذه البلدان العربية التي تعاني بدورها من الرداءة في المنتوج، وهي آفة يجب التصدي إليها والتحذير من مخاطرها الكثيرة التي من شانها أن تهدم البيوت وتجسد ثقافات غريبة وتترك وراءها مظاهر مشينة حتى الشباب والشابات صاروا يقلدون أبطال هذه المسلسلات في لباسهم وحلاقة رؤوسهم ولِحيهم ضمن تقليدي أعمى.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى