من غرائب الزمان… إشارة مرور بلا شارع مرور بسطات

محمد منفلوطي_هبة بريس

من غريب الزمان، هو ما اقتنصته كاميرا هبة بريس من قلب ساحة محمد الخامس بسطات، لإشارات ضوئية خارجة عن الخدمة لما يقارب الثلاث سنوات بدون شارع وبلا حركة سير تنظمها، وهي الاشارة الضاوئية التي ظلت منتصبة لوحدها بعد أن تم في وقت سابق “تقزيم” شارعها الذي كان يعد من أقدم وأروع شارع بالمدينة، شارع له تاريخ ومعنى ودلالات.

فبعد أن تمت إعادة تأهيل هذا الشارع وبثر جزء منه لصالح توسعة رقعة ساحة محمد الخامس، ظلت هذه الإشارات الضوئية بمثابة شاهد اثبات على تاريخ هذا الأخير، بيد أنها كانت تنظم حتى حركة المرور به، وهاهي الآن ظلت وحيدة تُطل على ما تبقى منه بطرف خفي، تقبع بساحة احتضنت هواة لعب “الكارطة” وممتهني فن “الحلقة”.

إنها مدينة سطات، المدينة الهادئة التي طمست بعض معالمها مع مر السنين بفعل عمليات التأهيل التي طالتها، جلساء مقاهيها من أبنائها الأحرار لاحديث بينهم وهم يرتشفون كؤوس القهوة الدافئة، إلا عن ماضي المدينة الجميل، وألسنتهم تردد: أين “المارشي القديم قبالة قيسارية الشاوية؟ أين مقهى كوميرس وبيسيس وسينما كاميرا؟ أين شارع محمد الخامس التاريخي الذي تم بثر جزء منه ليوضع رهن إشارة هواة لعب أوراق الكارطة؟ أين فنانوها من أصحاب الحلقة والحليقية الكبار مثل الربيب، وحمامو، وعبد الرحمن، وعبد القادر لغرام وووو، أين وأين تم أين..منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر؟؟

تحولت المدينة بقدرة قادر إلى ضيعة خاصة في ملك أناس سال لعابهم على نهب ملك العمومي واستغلاله بدون استحياء، فتحسنت أوضاعهم المادية والمعنوية على حساب المواطنين البسطاء و الشرفاء وعلى مصلحة الوطن، حتى أضحى الأمر كابوسا يهدد سلامة ومصالح المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين في كثير من الأحيان إلى الاستعانة بالأرصفة والطرقات من أجل الوصول إلى غاياتهم لتفادي الاصطدام بهذه الأسوار المتحركة.

جمعويون غيورون عن المدينة، استنكروا بطء الأشغال الجارية على مستوى حي البطوار وبعض الأحياء الاخرى كحي بام ومانيا… واصفين اياها بالأشغال البطيئة التي زادت من معاناة السائقين والراجلين على حد سواء، جراء عمليات التهيئة وحفر قنوات الصرف الصحي، والتي ما أن تنتهي من أشغالها كالعادة حتى تترك الحبل على الغارب، لتبقى الأتربة والغبار المتطاير على نوافذ المساكن المجاورة عناوين بارزة تؤثث المشهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى