لزرق :” الحكومة الجديدة ضد الطموحات و عكس الآمال“

هبة بريس – رضى لكبير

علق رشيد لزرق، خبير القانون الدستوري والشؤون البرلمانية، على لائحة أسماء الحكومة الجديدة، معتبرا إياهاً ضد الطموحات و عكس الآمال و النقاشات حول ضرورة تطعيم الحكومة بكفاءات عالية، من حيث الخبرة و التكوين العلمي و الكفاءة على مستوى تدبير العديد من القطاعات.

وقال لزرق في تصريح لجريدة ”هبة بريس“، بأن مطلب حكومة الكفاءات لازال مؤجلاً في ظل منظومة حزبية معطوبة تسودها الكولسة التنظيمة و أحزاب الأفراد التي تقدم الولاء للزعيم عوض تحنكها بالخبرة و التخصص، إضافة إلى وجود قيادات شعبوية لا تؤمن المشاريع العقلانية و تمتهن التهيج.

واعتبر رشيد لزرق بأن المشهد السياسي بات بلا قيادة سياسية وإن كثرت الأسماء والزعامات الشعبوية، نجم عن فراغ سياسي فتح الباب لكثير من النكرات والمغامرين ليحتلوا المشهد السياسي، وأسفر عن ابتذال السياسة، جراء التهرب من تحمل مسؤولية السياسية، و اختباء الحكومة خلف خطاب توافقي بدعوى أن هناك تحالف أحزاب و ليس حزب واحد.

واسترسل ذات المتحدث، بالقول :”غير أن هذا الخطاب استنفد أغراضه في المرحلة السابقة خاصة هناك تحديات كبيرة يعرفها الاقتصاد الوطني تفرض على المغرب الانخراط في الاقتصاد الدولي و تحقيق التنمية و جعل من المغرب مراكز الجذب المالي على مستوى الإفريقي، كما أن الوضع الحالي في الحكومة اتجه منحى معاكس في التراشقات السياسية المتصارعة بين الفينة و الأخرى“.

وأوضح مصدرنا أن ما ذكر أعلاه جعل الاستعانة بالتقنوقراط، أو تفويض بعض مجالات التدبير إليهم، خيارا أكثر عقلانية من سياسات حزبية تراعي الحساسيات والتوازنات وأحيانا الترضيات على حساب الكفاءات، غير أن استمرار منطق التقنوقراط وفق هذا المنحنى تقتل السياسية، في ظل منظومة حزبية غارقة في التكتيك و النعرات الحزبية و ممارسة سياسة خالية من مدلول قيمي ولا تتقن من شيء آخر غير التهريج والتهييج.

وختم لزرق مشيرا إلى أن هذه التصرفات الحزبية المقيتة ينتج عنها غياب أي عرض مجتمعي أو رؤية سياسية تحقق أهدافاً تنموية ملموسة، يوسع الخيارات و هو ما يعيق توطيد الخيار الديمقراطي و تقوية التراكم الكمي، ويفاقم ضعف الأدوات الحزبية و قتل السياسية، عبر اختزال السياسية في مجرد تدبير تقني حسابي، وهو ما يدفع إلى إلغاء النقاش العمومي، وتعطيل مساهمة المواطنين في تدبير المصير المشترك، ما يجعل المواطنين مجرد موظفين، وبذلك تترك الباب مفتوحا أمام الفكر الأصولي الغوغائي لكي يملأ فراغ الوعي السياسي والحس الثقافي لدى الراي العام.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى