الوزير “اعمارة” الوحيد في حزب “البيجيدي” من يهاتف بنكيران

ع اللطيف بركة : هبة بريس

من نادر جدا كلما انتهمت مهمة مسؤول في مؤسسة، أن تقل اتصالات الناس به رويدا، قبل ان تختفي أحيانا ولا يجد أمامه سوى أسرته الصغيرة، التي يقضي بها ما تبقى من مشوار حياته، لكن ان تكون رئيسا للحكومة ولك من معارف المسؤولين العدد الكبير، وان يكون لك أسرة أخرى في الحزب وانت مؤسسه بل كان بحولك وزراء أغلبهم اخترته من حزبك، يشتغلون الى جانبك وانت من تأمرهم وتشجعهم أحيانا وتنتقدهم أحيانا، بل قد تساهم في عزلهم إن تهاونوا في أداء مهامهم.

– قصة بنكيران مع وزراء حزبه بعد تقاعده

بعد إعفاء بنكيران من مهامه كرئيس للحكومة وما أعقبها من خروجه من الامانة العامة لحزب المصباح، بدأ حضوره يتلاشى مع الايام، بالرغم من خرجاته الاعلامية في موتقف وقضايا معينة، لكن الرجل الذي أسسس حزب المصباح ودافع بإستماتة على حضوره في المشهد السياسي المغربي، بدأ يحس أن كل من كان من حوله من وزراء حزبه لم يعد لهم حضور في حياته الخاصة، لا يسألون عنه ولو بالهاتف، او يزورونه في مناسبات، بعدما كان منزله يعج بهؤلاء في وقت سابق، ويرجح ان هذا الوضع الذي دفع بنكيران أكثر من مرة بمهاجمة بعض وزراءه من الحزب، والتهكم عليهم وعن مصدر تغير أحوالهم المادية، مما تسبب لهم في إحراج ، بعضهم علق عليه ب ” الوعيد” لبنكيران، ومنهم من التهم لسانه واكتفى بالصمت.

– الوزير عبد القادر عمارة الوحيد من يهاتف بنكيران

كشفت مصادر من داخل بيت البيجيدي ل ” هبة بريس” أن وزير التجهيز عبد القادر أعمارة، هو الوزير الوحيد الذي يهاتف بنكيران ويسأل عن أحواله بين الحين والاخر، أما أغلبية الوزراء الاخرون لا يهاتفونه ومنهم من قاطع زيارته من يوم مغادرته لرئاسة الحكومة.

هذا وإن كانت أدبيات واخلاقيات الحزب دو المرجعية الاسلامية، تؤكد على ضرورة تبادل الزيارات بين الاخوة والاخوات كيفما كان الحال، لكن لماذا انصرف الوزراء في الحزب عن بنكيران ؟؟؟

من المعلوم ان رئيس الحكومة السابق كان له الفضل على إخوانه ، بل ان هذا الاخير دافع عن بعضهم في اوقات معينة ” قضية الشوباني وابن خلدون ( الكوبل) وبعدها قضية اعمارة او ما اطلق عليه انذاك ” السرير والدوش” بوزارة الطاقة والمعادن”، وغيرها من المواجهات مع معارضيه وخصومه السياسيين في انتقاذ طريقة تدبير بعض وزراءه، لكن الوزير أعمارة لم يتغير، وظل ذلك الشاب الذي صان حبل الود مع بنكيران، يحمل هاتفه ويسأل عن احواله، وممكن ان يطلب مشورته في موضوع ما، عكس الوزراء الاخرين الذين فضل بعضهم مواجهة بنكيران .

– رأي وزراء البيجيدي في بنكيران

سبق لوزير من العدالة والتنمية، وقيادي في الأمانة العامة، أن علق خلال المؤتمر الثامن للحزب في دجنبر من السنة الماضية، حينما تحرك أنصار عبد الإله بنكيران ونقل معركة الولاية الثالثة من المجلس الوطني إلى المؤتمر الوطني للحزب ، مؤكدا أن ما جرى يعني بلغة بنكيران نفسه “انتهى الكلام”.

ومن بين الوزراء الذين انتقدوا بنكيران المصطفى الرميد، القيادي في حزب العدالة والتنمية، الذي سبق وأن وجه مدفعية الهجوم نحو عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب “المصباح”، وذلك على خلفية الكلمة التي ألقاها هذا الأخير ، أمام منتخبي “المصباح” في مجالس الجماعات.

وهاجم الرميد انذاك بنكيران من خلال تدوينة على حسابه في فيسبوك، ردا على حديث رئيس الحكومة السابق عن فترة الحملة الانتخابية لعام 2011، التي أفرزت فوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى وقيادة الحكومة، حيث فهم من كلام بنكيران اتهامه لباقي قيادات الحزب بالتقصير في تنشيط التجمعات الانتخابية، مقارنة مع الجهد الذي بذله هو.

وأعاب الرميد على بنكيران، من خلال تدوينته المطولة، خوضه في هذه الموضوع واستهدافه بالذات، وتساءل قائلا: “الأخ الأمين العام، إنني أتساءل حقيقة، هل كنت ستقول الذي قلته لو ناصر المصطفى الرميد التمديد لولاية ثالثة، وأنت تعرف في هذا رأيي المبدئي، والذي سبق أن بسطته عليك تفصيلا منذ حوالي سنتين وهو ما سأعود إلى استعراضه في مناسبة قادمة إن شاء الله”.

وليس الرميد وحده من دخل في صدام مع الأمين العام لحزب المصباح، بل وصلت علاقة الأخير بعزيز الرباح عضو الأمانة العامة نفقا مسدودا ينذر بانفجارات تنظيمية، حيث تبادل الاثنان القصف بسبب تغيير قوانين الحزب لتمكين بنكيران من ولاية ثالثة.
وبعدها لحسن الداودي وما قاله ضد بنكيران في مناسبات عدة، وغيرهم من قياديين في الحزب تنكروا لجميل زعيمهم، فالحال لا يدوم وطبائع الناس تتغير .

ومن المرجح أن تحركات بنكيران الاخيرة بعدد من مناطق المغرب ولقاءه بمناضلين بالحزب ، قد يكون من وراءه شيء لم يفصح عنه بنكيران، وممكن ان تكون الاشهر او السنوات المقبلة كفيلة بكشف نوايا مؤسس ” المصباح” .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بنكيران في الطريق لتأسيس حزب جديد وقراءة الفاتحة على حزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات القادمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى