شخصيات تركت أثرا في ذاكرة المغاربة .. الحلقة التاسعة: علي يعتة

لبنى أبروك – هبة بريس

تعاقب على المغرب طيلة السنوات الماضية، شخصيات أمنية وسياسية وحزبية صنعت تاريخا لها، ونجحت في ترك أثر لاسمها في ذاكرة جميع المغاربة الذين عايشوا فترتها أو الذين قرأوا وسمعوا عنها قصصا وروايات جذبت اهتمامهم وفضولهم.

وزراء، سياسيون، حزبيون، أمنيون ورجال دولة سنستعيد أسماءهم عبر هذه السلسلة الاسبوعية، و سنسافر وإياكم إلى الوراء بحثا عن أهم إنجازاتهم وأعمالهم أو الجدل الذي أثارته أسماءهم خلال فترة سلطتهم وهيمنتهم أو بعد إبعادهم أو ابتعادهم.

دراستهم، تكوينهم، مناصهم وأهم الانجازات والأحداث التي طبعت مسارهم، وكذا الشخصيات المعروفة التي رافقت مسيرتهم، والتي كشفت جانبا من حياتهم وكواليسا ووقائعا من سيرتهم، تلك هي الجوانب التي سنتطرق إليه بالمختصر المفيد خلال هذه السلسلة.

الحلقة التاسعة : علي يعتة

أحد أهم الأسماء السياسية التي برزت في الساحة الحزبية بالمغرب خلال فترته كما نجح في ترك بصمة في ذاكرة عدد من المغاربة.

هو مؤسس حزب التقدم والاشتراكية، هذا الحزب الذي يضم كفاءات مهمة، والذي أخرج وزراء ومسؤولين حكوميين يشهد لهم بالتميز والقوة، كما يشهد بمساهمتهم في الرفع من مستوى المشهد السياسي المغربي.

علي يعتة، أشهر شيوعي في المغرب الحديث، أو الحاج الشيوعي المؤمن كما كان يحلو للبعض تلقيبه، يعد أحد أقوى الأمناء العامين لحزب مغربي استطاع الحفاظ عن مكانته وحضوره طيلة السنوات الماضية. فما هي قصته؟

في ال25 غشت 1920، ولد علي يعتة في مدينة طنجة من أب جزائري الأصل، وأم من منطقة الريف، التحق علي في الرابعة من عمره بكتاب قرآني لحفظ القرآن وأبجديات القراءة والكتابة، قبل أن يسجله والده بالمدرسة الابتدائية الفرنسية العربية.

انتقل علي سنة 1933 رفقة عائلته إلى مدينة الدار البيضاء، حيث تابع دراسته بثانوية ليوطي ، قبل أن يسافر الى الجزائر لاتمام دراسته العليا ويحصل على شهادة الدراسات التطبيقية العربية من كلية الآداب سنة 1949 ثم شهادة أصول العربية في السنة الموالية.

عاد علي يعتة الى المغرب، وبدأ شغفه ورغبته في الدخول الى العالم السياسي يظهران، حيث عمل عضوا في خلايا الحزب الوطني بالدار البيضاء قبل أن يلتحق عام 1943 بالحزب الشيوعي المغربي الذي كان يسيطر عليه الفرنسيين ويضم عددا قليلا من المغاربة، قبل أن يتم حله سنة 1968.

بعدها، تأسس حزب “التحرر والاشتراكية” الذي عين علي يعتة كأمين عام له، هذا الحزب الذي غير اسمه سنة 1974، وأصبح حزب “التقدم والاشتراكية”
علي يعتة، أو “الحاج يعتة” كما كان يناديه الملك الراحل الحسن الثاني، نجح في ضمان مكانة مهمة لحزبه داخل المشهد السياسي، رغم الانتقادات التي كانت تطال حزبه بسبب خطاباته وتوجهاته التي تختلف وتوجهات المجتمع المغربي المحافظ.

علي يعتة، أو “الحج الشيوعي” أدى مناسك الحج، كما اعتاد على ختم مداخلاته في البرلمان بترديد الآية الكريمة: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم..» رغم تشبعه بالفكر الشيوعي.

وموازاة مع نشاطه السياسي، نجح علي يعتة في ابراز اسمه وتعزيز حضور حزبه في الساحة الوطنية، عبر الترويج له اعلاميا من خلال ادارته لصحيفة الحزب.

في ال 13 غشت سنة 1997، نشرت الصحف وبثت الاذاعات المغربية خبر وفاة علي يعتة، نتيجة اصابته في حادث سير خطير.

ونشرت جريدة “البيان” التابعة للحزب، في اليوم الموالي، الرواية التالية حول وفاة علي يعتة قائلة: “ترجل من سيارته، متوجها إلى مقر الجريدة في الجهة المقابلة من الشارع، لكن سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس باغتته وصدمته بقوة بسبب سرعتها المفرطة، لترديه قتيلا” فرحم الله الفقيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته أنه كان نعم الخطيب المفوه لن عباراته الموزونة وافكاره النبرة عندما ياخد الكلمة في البرلمان الكل بصغي شيبا و شبابا

  2. رغم ميوله للحزب الشيوعى فانه كان رحيما بالفقراء عكس المسلم بنكيران وحاشيته وازلامه ومريدوه . فاللهم انزل شابيب رحمتك على روح الوطنى الغيور المرحوم على يعتة واسكنه فسيح جنانك واجعله مع النبيئين والشهداء والصالحين امين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى