قمة التناقض.. المغاربة يصرحون “عيد الحب حرام” و مع ذلك يحتفلون به!!‎

“مكنحتافلوش بيه هادشي حرام” ، كان هذا تعليق غالبية المغاربة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على استبيان قامت به إحدى الصفحات النشيطة بمناسة عيد الحب “الفالانتاين” الذي يصادف يومه الأربعاء 14 فبراير.

الجواب و الذي يبدو أنه لأول مرة يحصل عليه إجماع بين صفوف غالبية المغاربة حمل تناقضا كبيرا ، حيث بمجرد “كليك” على حسابات غالبية المعلقين في استطلاع الراي الذي أكدوا من خلاله أن الاحتفال بهاته المناسبة حرام يتضح أنهم سبق ونشروا عدد من التدوينات الساخرة يؤكدون أنهم يتمنون الاحتفال به “خاص غير معامن”.

تناقض صارخ بين أقوال هؤلاء المعلقين و أفعالهم ، حيث أنه و في مثل هذا اليوم يتضاعف بشكل كبير الإقبال على شراء الهدايا من ورود و علب الشوكولاتة و العطور و بعض التذكارات مما يؤكد أن فئة كبيرة من مغاربة هذا الوطن يحتفل بهاته المناسبة و كل على طريقته.

و يصادف يوم الرابع عشر من الشهر الجاري من كل سنة عيد القديس “فالانتين” أو ما يعرف بعيد الحب، وهو عيد العشاق الذي يخول لكل محب أن يعبر عن مشاعره وعواطفه لحبيبته أو خطيبته أو زوجته، بعضهم يقدم هدية من الورود، والبعض الآخر يقدم هدايا قد تكون مادية وثمينة، وقد تكون معنوية ورمزية، وبعضهم يكتفي بنظم قصائد شعرية، لكن هناك شريحة أخرى من الشباب لا يقدمون فيه أي شيء لحبيباتهم لأنهم لا يؤمنون بهذا العيد ويعتبرونه دخيلا على ثقافتنا العربية وبدعة من المستحدثات التي خرقت التربية الدينية الإسلامية.

أما عن قصة عيد الحب، فأشهر الروايات التي تحكي قصة هذا العيد تقول انه في القرن الثالث الميلادي كان هناك إمبراطور روماني اسمه كلاودس الثاني، وقد لاحظ أن هناك قسا يدعى فالانتاين كان يدعو إلى النصرانية، ويعارض بعض أوامر الإمبراطور، ومن بينها أمره بمنع عقد قران الشباب قبل إرسالهم إلى حلبة القتال، بدعوى أن غير المتزوجين هم أكثر صبرا من المتزوجين أثناء الحروب.

غير أن القس فالانتاين عارض هذا الأمر بالخصوص، فبدأ يعقد قران المحبين على بعضهم البعض، حتى انكشف أمره عند الإمبراطور الذي أمر بسجنه وإعدامه. وقبل ذلك قام فالانتاين بعلاج ابنة السجان من مرض عضال، وبعد شفائها وقعت في غرامه، وقبل إعدامه بليلة واحدة أرسل إليها وردة حمراء بداخل بطاقة وقعها بهذه العبارة “المخلص فالانتاين”، وبعد وفاة فالانتاين تحولت الفتاة إلى النصرانية مع عدد كبير من أصدقائها وأقربائها.

ومنذ ذلك اليوم أصبح العالم يحتفل بهذا العيد، ليس استذكارا لوفاة القس فالانتاين وإنما إحياء لمشاعر الحب في قلوب الناس وإشاعة الود والألفة بينهم، رغم أنهم لا يعرفون أي شيء عن أسباب هذا العيد وحيثياته.

لكن رغم كل ما قيل يبقى الاحتفال بعيد الحب رهينا بمدى قناعة كل شخص وذلك حسب التكوين الذي تلقاه، وبيئته التي تربى ونشأ في كنفها، وكذا علاقاته وتجاربه وممارساته الاجتماعية ومكتسباته الثقافية ومدى مفهوم مشاعر الحب لديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى