هل يحنُّ “الباميون” لعهد إلياس العماري ؟

لبنى أبروك – هبة بريس

حالة من السخط والتذمر، تلك التي تعم عددا من قياديي ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة خلال الفترة الأخيرة، بسبب تراجع الحزب في الساحة السياسية الوطنية، وبسبب موته البطيء.

عدد من قياديي “البام”، أكدوا في حديث مع هبة بريس، على أن حزب “التراكتور”، لم يبقى لديه سوى الاسم والصورة “القويه” التي تركها الياس العماري خلال فترة قيادته، لافتين إلى أنه الحزب أصبح يفقد مكانته يوما بعد آخر، كما يفقد عددا من أبنائه بسبب قرارات لامسؤولة من مسؤوليه.

وفي هذا الصدد، عبر قيادي بامي، عن حنين أبناء الحزب ل”عهد العماري”، واصفا هذا الأخير ب”القائد الأقل ضررا”، مشيرا الى أن عددا من “الباميين” لم يكن يرق لهم طريقة تسيير وتدبير العماري ل”الجرار” غير أنه نجح في خلق توافق وانسجام مع أغلبهم.

وأضاف ذات المصدر ، أن “البام” تمكن من فرض حضور ومكانة مهمة داخل المشهد السياسي خلال فترة العماري، كما أنه كانت محصنا من الصراعات الداخلية بين أعضائه، بسبب عقده لاجتماعات ولقاءات مستمرة بين قياداته للتداول في أبرز القضايا الوطنية والحزبيه والداخلية، هذه الاجتماعات، يضيف ذات المتحدث، التي أصبحت اليوم شبه منعدمة.

صراعات داخلية، يقول المصدر ذاته، واعفاءات وتعيينات “غريبة” ، تلك التي ميزت الحزب خلال الفترة الأخيرة، بدءا من انقسامه بيته الداخلي لتيارين “تيار يحن لعهد العماري” و”تيار يصفق لاخفاقات بنشماس”، والخلافات والصراعات القائمة بين أبرز قياديه، وفي مقدمتها حملة “الطرد” التي طالت مجموعة من قياديي الحزب واعضائه بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وإلى تعيين اخشيشن كنائب للامين العام في سابقة “غريبة” من نوعها، جميعها تسببت في الموت البطيء للحزب وفي تلاشيه شيئا فشيئا.

لا يختلف اثنان، يسترسل المتحدث ذاته، على أن حزب الأصالة والمعاصرة، كان يعيش أحسن أيامه و في عز مجده، خلال فترة قيادته من طرف الياس العماري، الذي مكنه من حصد أصوات انتخابية لم يحلم بها سابقا خلال استحقاقات “7 أكتوبر” وجعله على بعد خطوات من قيادة الحكومة.

ولعل ما يؤكد قوة وبروز حزب “البام” قبل عهد بنشماس، حضوره الدائم في الساحة السياسية، واستغلال الامين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية” لجميع التجمعات الحزبية والمهرجانات السياسية لتوجيه مدفعيته صوبه وصوب قيادته، على اعتبار أنه كان يشكل المنافس الأول والاقوى ل”البيجيدي”.

حزب “الجرار” الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، واستقدم إليه أبرز الكفاءات والاسماء السياسية، وجعل منه حزبا يفرض وجودته وقوته في الساحة الوطنية خلال سنوات قليلة أصبح اليوم يعيش أسوء لحظاته، بسبب تسييره وتدبير أموره من طرف أشخاص لا يفقهون شيئا في السياسة ويقدمون مصالح واغراض شخصية على أهداف وغايات حزبية ووطنية.

الى ذلك، حمل المصدر ذاته، مسؤولية “موت” الحزب سياسيا، الى حكيم بنشماس، متهما هذا الأخير باستغلال منصبه لتصفية حسابات سياسية، ولقضاء أغراض شخصية، دون استحضار مبدأ التواصل أو التشاور مع باقي الأعضاء، قبل أن يختم بالتساؤل:”هل يتحرك باقي أبناء الحزب الحقيقيين لإنقاذ التراكتور من العطب القاتل?

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى