إختفاء “مدافع نحاسية” .. من سرق ذاكرة “أكادير اوفلا” ؟

ع اللطيف بركة : هبة بريس

تناسى السوسيون وبالخصوص ساكنة مدينة أكادير ، موضوعا دو أهمية قصوى متعلق بذاكرة المدينة، وهو إختفاء أزيد من أربعين مدفعا نحاسيا، من قلعة “أكادير أوفلا” في جريمة بشعة سرقت ذاكرة أهل سوس .

وقالت مصادر مهتمة بتاريخ قلعة ” أكادير أوفلا” أن المدافع النحاسية قد إختفت في ظروف غامضة، دون التأكد من الجهات التي قامت بالاستيلاء عليها، في الوقت الذي كانت تلك المدافع ان تكون منتوجا سياحيا مهما يجسد لحقبة تاريخية شهدتها المدينة.

وكشفت مصادر متطابقة، أن وزن تلك المدافع العتيقة يفوق طن ونصف كلها من معدن النحاس الخالص، الذي يصل ثمنه الان في الاسواق الى ارقام قياسية، بسبب دوافع إستعماله كخليط للذهب في صناعة الحلي والمجوهرات في الاسواق العالمية.

وبالرغم من أن “قلعة اكادير اوفلا” تحظى بقيمة تاريخية ورمزية كبيرة عند ساكنة سوس،فهي معقل تاريخي وموقع استراتيجي شاهد على شجاعة وبسالة السوسيين في الدفاع عن ارضهم ضد التواجد البرتغالي في القرن الخامس عشر.

ولم يبقى من تلك المدافع الى مدفعين موضوعين أمام بوابة ولاية جهة سوس ماسة، في حين ان الباقي إختفى ولم يتم بعد فتح تحقيق حول مصير مكون أساسي من ذاكرة سوس، وهو مسؤولية مشتركة تقتضي العمل على جمع كل الوثائق التاريخية والأركيولوجية وفي نفس السياق لن تكتمل صورة إحياء ماضي المدينة دون استرجاع المدافع لمكانها ” المدافع عددها بين اربعين وخمسين مدفع كلها يجب ان تعاد لمكانها الاصلي التي كانت توجد بالموقع.

القصبة أو القلعة

المدافع كانت في قمة ” أكادير اوفلا” في إتجاه الشاطئ بعلو يصل الى 236 متر عن سطح البحر شمال أكادير .

تأسست القلعة سنة 1540 م على يد السلطان محمد الشيخ السعدي لهدف التحكم في ضرب البرتغاليين الذين استقروا عند قدم الجبل منذ 1470 م، في إطار بحثهم عن طريق الهند، وقد أنشئوا عند الساحل قرب عين فونتي حصناً وأقاموا على سفح الجبل برجا آخر لمراقبته، مما دفع السعديين إلى بناء القصبة على قمة نفس الجبل. لقد مكن هذا الموقع الاستراتيجي من قصف المنشآت البرتغالية بالمدافع في سنة 1541 م ثم تحرير الحصن البرتغالي المسمى “سانتاكروز” وبالتالي تناقصت أهمية القصبة إلى أن أعاد الغالب بالله السعدي بناءها.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لقد ثمت سرقة و تخريب قصر البديع السعدي سابقا1660 م،ومسجد السعديين لاحقا بجوار ضريحهم (المنبر،الرخام الأبيض،الساعة ،الذهب …).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى