سفينة التنمية بأكادير بلا “ربان”

ع اللطيف بركة : هبة بريس

كتبت الاقدار الذي صنعتها صناديق الاقتراع او عبر تعيينات لمسؤولين ترابيين، أن تبقى مدينة الانبعاث بلا تنمية وكان الحال يقول لن تنبعثوا من جديد، وهذا هو حالكم، تتوالى العقود ووجوه تتعاقب على تسيير المدينة، أغلب انجازاتها ” الملاغة” والوعود، والمال العام يهدر ” وكلها يلغي بلغاه.

هذه الايام، انفجرت قضية الاصلاحات التي باشرها عمدة أكادير صالح المالوكي، في جزء من ” حائط المبكى” لمقر بلدية أكادير، الذي تعثبر بحسب الكثيرين ثراثيا معماريا للمدينة، فالمالوكي المنتمي لحزب ” البيجيدي” حاول توسيع فضاء قسم الحالة المدنية وتصحيح الامضاءات، وكانت الاصلاحات من الداخل جيدة وتطورت خدمات المرتفقين، لكن مع مجرد هدم جزء خارجي، تحركت الحناجر واستنكرت الفعل، بل تدخلت السلطات ومنعت أشغال الهدم، وطالبت فعاليات مدنية بإرجاع الوضع لحاله الطبيعي، بينما تحركت فرق حزبية في المعارضة الى طلب معاقبة الجناة، في الوقت الذي التزمت جمعيات تعنى بالثراث الصمت تجاه ما حدث، وتحرك أخرون لمطالبة الوالي حجي بتطبيق القانون وحال المحتجين يقول ” لمن تشكي همك ابن عدي”.

– مشاكل متعددة تواجه مدينة الانبعاث

سبق ل ” هبة بريس” ان تناولت مواضيع عدة، تهم التنمية بأكادير، كان أهمها الشلل الذي أصاب مخطط التسريع الصناعي، الذي دخل غرفة الانعاش، ووصل صداه الى أعلى سلطة في البلاد الذي غضبت من تأخر اخراجه الى حيز الوجود، وهو ما دفع مسؤولي أكادير الى الاسراع في اصلاح ما أفسده ” الخمول” وبهذا الخصوص كشفت مصادرنا ان عدد من المستثمرين غير معروفين، وضعوا ملفاتهم من جديد، لكن النتيجة ستكون كارثية أكثر من الاولين.

كل شيء بمدينة أكادير، لا يبعث على الاطمئنان، شوارع توقفت أشغال تعبيدها، اختناق للمرور لا يطاق، مزبلة عشوائية وضعت بالقرب من ملعب أدرار الدولي، تنفث سمومها أرضا وروائحها جوا، حتى تسببت في رحلة مواطنين من أحياء ” الداخلة السلام والهدى” تاركين منازلهم، بعدما لم يسمع صوتهم المسؤولين.

أحياء وأزقة بأكادير، ملأها الباعة المتجولين، في سياسة القرب الذي انتهجتها بلدية أكادير بمباركة من السلطات التي لازالت توزع ” العربات المجرورة” من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

قطاع سياحي لم ينهض بعد، بالرغم من صرف الملايين من الدراهم على الاشهار، منطقة تاغازوت السياحية لازالت متعثرة، كل شيء يتحرك مثل ” السلحفاة” بمدينة يعتقد أنها عاصمة سوس .

– هدم ” حائط المبكى” ببلدية أكادير من المسؤول؟؟

من غرائب التسيير لدى أغلبية ” البيجيدي” هو ما وقع بعد هدم جزء من حائط في قصر بلدية أكادير، عندما خرج النائب المكلف بالتعمير برسالة وجهها الى أخيه العمدة المالوكي، يخبره بضرورة وقف أشغال الهدم والاصلاح، وحاله يقول بحسب الفاهمين لشؤون البلدية هو ان النائب في التعمير يراسل نفسه، القضية وإن تبدو للبعض بسيطة فإنها تكشف عن خلل كبير لدى الاغلبية هناك من ” يشرق والاخر يغرب” والحال يقول اتفقنا ان لا نتفق، ماذا ستقول ساكنة أكادير امام هذا الوضع، إذا كان حائط كشف المستور بوضعية غير سوية يعيشها إخوان العثماني في تدبير أمور المدينة.

– قاعة ابراهيم الراضي شملتها أشغال ولم تعقبها احتجاجات

من المفارقات العجيبة، أن قاعة ابراهيم الراضي بدورها، تعرضت لاصلاحات في عهد العمدة السابق ” طارق القباج” من خلال ازالة خشبة القاعة، والتي بدورها تعد إرثا تاريخيا، لانها احتضنت المئات من التظاهرات واللقاءات الفكرية، بل فوقها وقف نساء ورجال مسرح كبار، أينها اليوم تلك ” الخشبة”، اعتقد انها رميت وسط المتلاشيات كما رميت ذاكرة المدينة.

أكادير اليوم تحتاج الى سواعد حقيقية الى مستثمرين لا يملأ الجشع بطونهم، حتى تنهض ولن يتحقق ذلك الا عندما تتخلى ساكنتها على البابغاوات بائعي الوهم الى المتسكعين سياسيا الذين ينتعشون كلما وقعت واقعة بأكادير، الى أولائك الذين لا يعرفون سوى لغة البلاغات والبيانات، أتركوا اكادير من فضلكم تنهض برجالها ونساءها وشبابها الحالم بمدينة توفر له فرص شغل عوض الغرق بقوارب الموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى