ماء العينين : لماذا لا تسهم النخب السياسية في تقوية المؤسسات ؟

بين الفينة والاخرى تطل البرلمانية امينة ماء العينين  على الرأي العام بتدوينات فيسبوكية مختلفة تعالج من خلالها قضايا وطنية انطلاقا من قناعتها الشخصية .

البرلمانية امينة ماء العينين تختلف كثيرا عن باقي زملائها في البيجيدي .. فعلى الاقل تجدها لاتحصر كلمة حق بداخلها وتسارع الى التفاعل مع كل القضايا ذات الاهتمام المشترك .

اخر تدوينات البرلمانية امينة ماء العينين  كانت على الشكل التالي :

قضيت ولاية برلمانية ونصف ولاية وأنا مسكونة بسؤال متكرر:كيف يمكن أن يؤدي البرلماني دوره المطلوب؟
أعترف أنه رغم المجهود الكبير الذي يتخلله بدون شك تقصير وضعف،أشعر أن البرلمان المغربي يشبه إلى حد كبير واقع المجتمع، بل ويعكس مستوى الحياة الديمقراطية وهشاشة البنية المؤسساتية التي تنتجها.
لست من دعاة الانسحاب،هذا اختيار أتحمل مسؤوليته لذلك سيكون نقاشي من داخله،وسيصير السؤال: لماذا لا تسهم النخب السياسية في تقوية المؤسسات التي تنتمي اليها؟
أتصور أنه سؤال شديد التعقيد،لن يسهم في الاجابة عنه كل هذا القدر من الهجوم والتبخيس الذي لحق المؤسسة البرلمانية دون غيرها من المؤسسات.
سيرورة افراز النخب الحزبية والتمكين لها بصناعتها احيانا وبابرازها وايصالها الى مواقع القرار داخل التنظيمات الحزبية والبنيات البرلمانية سيرورة موجهة بآليات مدروسة لا تسمح بانفلات النخب القادرة على الدفاع عن استقلالية المؤسسات واضطلاعها بأدوارها،وإذا حدث اختراق لهذه السيرورة التقليدية،يتم التدخل بالعنف اللازم ضمانا لاستدامة الهيمنة وإعادة انتاجها.
يتساءل الجمهور بشكل متكرر عن كيفية وصول شخصيات”فارغة” هزيلة المستوى إلى رئاسة التنظيمات والهيئات والمواقع المؤثرة في القرار داخل أحزاب وبنيات تحتضن كفاءات عالية.
الجواب يتطلب تحليل طبيعة الثقافة السياسية السائدة التي تنزع إلى تشجيع بروفايلات لا تشكل تهديدا للبنية القائمة على الخضوع كسيكولوجيا موحدة تمنح الشعور بالأمان،تدريجيا تصير الأغلبية ميالة إلى عزف نغمة واحدة يشعر بداخلها الفرد أنه جزء من الجماعة وأنه غير مسؤول عن تغيير العالم وأنه غير مستعد للتضحية بنفسه في شبه انتحار داخل بنية منيعة لا تتغير بسهولة.
الإشكال يكمن في قدرة هذه المقاربة على الدفاع عن نفسها بنزعة تبريرية قوية تتجه إلى عزل المختلف وتسفيهه بطريقة ناعمة من خلال التهكم والسخرية السوداء وانتاج التصنيفات وهي آليات نفسية لتصريف الشعور بالعجز الداخلي لأصحابها،ثم بآليات عنيفة تقوم على الإقصاء الممنهج والمدروس مما يؤدي بالكفاءات الحقيقية إلى مغادرة التنظيمات وهجرها،وهو ما تكرر عبر التاريخ مما ادى إلى تحييد النخب الجادة وتواريها عن الحياة السياسية فصرنا أمام شبه فراغ.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لانهم ليس عندهم ثقة بالنفس ويخافون من المنافسة ووعي الناس.
    لا يفهمون ان الجهلة سيكون معك اليوم ويبيعونك غدا وبدون مقابل

  2. كفى من الكلام والكلام نريد مواقف حازمة وأفعال، لقد تحولت تدويناتك إلى ما يشبه الخواطر الأدبية ونحن في حاجة إلى مواجهة المخاطر الواقعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى