غياب المغرب عن جلسة “إدانة روسيا “..ذكاء استراتيجي يفتح للرباط متنفسا في قلب العاصفة

بدا لافتا غياب المغرب، اليوم الأربعاء، عن الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، والتي انتهت بالموافقة على قرار يدين الحرب الروسية على أوكرانيا بأغلبية ساحقة قوامها 141 صوتا مقابل معارضة 5 دول وامتناع 34 عن التصويت.

غياب المغرب عن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أدين فيها الغزو الروسي لأوكرانيا هو عين العقل، ما دامت كل دولة تضع مصلحتها في المقدمة، وهو ما يعني أن المملكة اختارت عدم إبداء أي موقف إضافي داخل أروقة المنظمة بعد أن سبق لها التعبير عن موقفها الرسمي من الأزمة عبر بيان لوزارة الخارجية.

وبالرغم من ان جل التوقعات كانت تشير الى امكانية تصويت المغرب لصالح قرار ادانة روسيا مادامت الرباط أقرب الى المعسكر الغربي، الا ان غياب المملكة عن الجلسة فاجأ عدد من المتتبعين سيما ان لائحة الممتنعين ضمت اصدقاء تقليديين لروسيا من بينهم الصين وايران وكوبا والجزائر .

فتأييد القرار كان سيؤجج لامحالة علاقة الرباط بروسيا، والامتناع بدوره كان سيثير حفيظة الشركاء الغربيين كونه أقرب الى تأييد الموقف الروسي ، ما حدا بالرباط الى اتخاذ قرار الغياب عن الجلسة كموقف حيادي يأخذ بعين الاعتبار المصالح الاستراتيجية للمملكة .

ويبقى المغرب شريكا مهما للأوربيين تربطه معهم ملفات ومصالح مشتركة ، الا أن حيادهم “البارد” تجاه الوحدة الترابية للمملكة دفعته في الآونة الاخيرة الى اتخاذ مواقف صارمة ازاء عدد من البلدان “الكبرى” داخل الاتحاد الاوربي ، كما ان اختياره اليوم الغياب عن جلسة ادانة روسيا ” يعكس ذكاء استراتيجيا قد يفتح للرباط متنفسا في قلب العاصفة.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. غياب الوفد المغربي فيه خير لنا الغرب تماطل علينا سنين والنتيجة صفر الخيار الاحسن الحياد..شكرا هسبريس

  2. من البديهيات ان المغرب سيغيب عن التصويت. فروسيا حليفة للجزائر واي تأييد للغرب سينعكس سلبا عن علاقتنا بروسيا وما سيؤثر على قضية الصحراء. نقطة أخرى لا ننسى مؤاخرا انه في القرار الاخير لمجلس الأمن في قضية الصحراء امتنعت روسيا على التصويت رغم ميل القرار الاخير لصالح المغرب والذليل اتهام الجزائر والبوليزاريو بتحيز القرار لصالح المغرب فرفضوه بشدة ومع ذلك لم تصوت روسيا ضد القرار. هناك ازدواجية التعامل الاتحاد الأوربي مع قضية المغرب الوطنية الأولى وهي الصحراء وتعامله ببرودة وتحيزه الى خصومته اسبانيا مما يجعل هذا الاتحاد لن يعول عليه. ونقطة أخرى مهما يجب الإشارة اليها. وتخص الجبهة الذاخلية للشعب المغربي وهي اعتراف اكرانيا بالقدس عاصمة لإسرائيل وهي الدولة الوحيدة انذاك والاولى التي اتخدت قرار الاعتراف اظافة إلى اذانتها للصواريخ الفلسطينية على تلابيب وتاييدها للضربة العسكرية الاسرائلية على غزة في حر ماي2021مما أدى إلى 288قتيل فلسطينيا. فإن اخد المغرب هده النقطة بالاعتبار او لم ياخدها فهي تصب لصالحة خصوصا بعد الانتقادات التي وجهت له بسبب علاقته مع إسرائيل. عامل اخر مهم. وهو العنصرية ضد المغاربة اللتي لاحظتها كل الرعايا وغالبيتهم طلبة من طرف حرس الحدود الاكراني. عليه فالامتناع سيجنب لا محالة الموقف مستقبلا من اكرانيا في قضية الطلبة الذي سيرجعون لدراستهم عكس لو امتنع عن التصويت. نقطة مهمة لقد وضع المغرب الجزائر في حرج كبير ومفاجئة لان الامتناع أقرب إلى التصويت ضد عكس سياسة الكرسي الفارغ التي نهجها المغرب.

  3. قرار حكيم من جانب المغرب وهو كذلك يؤكد ان عهد الخنوع والاسطفاف المجاني وراء القوى الغربية التي لا تومن الا بمصالحها قد ولى. وخير دليل على ذلك المواقف المتدبدبة للدول الاوروبية إزاء قضية وحدتنا الترابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى