محلل سياسي يبرز أهم الأحداث الديبلوماسية المغربية لسنة 2021

هبة بريس – ادريس بيگلم

شهدت السنة المنصرمة، أحداثا كثيرة، لاشك أن بعضها سيظل محفوظاً في الذاكرة، كما أن البعض الآخر ستكون له تداعيات مستمرة، وعلى وقعها ستنبثق أحداثا جديداً .

وعلى غرار باقي دول المعمور، مرت سنة 2021، بالمغرب على وقع أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة، وسنحاول في هذه المادة الصحفية تقديم رصد لأهم الأحداث التي طبعت هذه السنة، والقت بظلالها على مختلف المجالات ومناحي الحياة بالمغرب.

وتميز العام الذي ودعناه بزخم كبير طال ملفات الصحراء المغربية، والعلاقات الخارجية للمملكة، فضلا عن إجراء الانتخابات التشريعية، ونتائج فاجأت المتتبعين كما السياسيين، فضلا عن استمرار الحرب ضد فيروس وجائحة كورونا.

وفي هذا السياق يرى الخبير في العلاقات الدولية عصام العروسي، أن أهم ما ميز السنة المنصرمة على مستوى الأحداث السياسية والديبلوماسية المرتبطة بالمغرب، فالأمر يتعلق بثلاثة محاور أساسية الأول هو مسألة الصحراء المغربية والثاني مرتبط بالأزمات التي شهدتها علاقات المغرب مع دول الجوار فيما الثالث يتمحور حول الاتفاقيات التنائية والتقاطبات الجديدة التي انخرط فيها المغرب.

واعتبر العروسي في تصريح لجريدة “هبة بريس” الإلكترونية، أن قضية الصحراء المغربية شهدت زخما كبيرا لصالح المغرب في السنة الماضية، لعل أبرز مظاهره هو قرار مجلس الأمن الذي ثمن مبادرة الحكم الذاتي المغربية، وتعيين ديمستورا كمبعوث أممي لإعادة إطلاق المسار السياسي الذي شدد عليه المجلس ، معتبرا أن هذه تعزز التصور المغربي وتدعم رؤية المغرب للحل ويكرس الحل السياسي المبني على الطرح المغربي، مشيرا إلى أن مجلس الأمن عادة ما كان يشير إلى الطرحين الاساسيين بما فيها تقرير المصير، لكن في هذه المرة تحدث من جديد وبقوة عن الحل السياسي الواقعي والمقبول والقابل للتنفيذ مما يفيد دعم الطرح المغربي.

وأوضح المحلل السياسي إلى أن هذه حصيلة هذه السنة بخصوص ملف الصحراء المغربية، وفي عدد من الملفات الاقليمية والدولية كرس عزلة الجزائر في محيطها الإقليمي والدولي، سيما بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الذي أعطى هو الآخر زخم جيوسياسي قوي لقضية الصحراء المغربية، وجعل المدن الجنوبية المغربية، مناطق جذب قوية للاستثمار ، ورأينا كيف تكررت زيارات المبعوثين الأمريكيين للمدن الصحراوية المغربية، وتبادل وجهات نظر بين بلينكن وبوريطة حول هذا الملف، عكس ما كان يعتقده البعض على أن الموقف الأمريكي سيتغير بمجيء بايدن، لكن تبين العكس حيث تأكد أن هذا الاعتراف هو اعتراف دولة وليس اعتراف رئيس أو شخص، دون أن نغفل زخم فتح دول عدة لقنصلياتها في العيون والداخلة، وكذلك الدعم الخليجي الكبير للمغرب في ملف وحدته الترابية.

وشدد العروسي على أن السنة التي ودعناها كانت سنة تأكيد الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة واسرائيل، عبر توقيع اتفاقية الدفاع مع المغرب والتي تم تصنيفها على أنها من الأبرز والأهم في تاريخ العلاقات ما بين اسرائيل والدول العربية، معتبرة هذه الاتفاقية نتيجة المحيط المتوتر الذي يعيش فيه المغرب، عقب التصعيد الجزائري الأخير ضد المغرب، وافتعال أزمات ليس لها أي اساس، وهذه الشراكة تشمل جوانب عدة أمنية وعسكرية واستخباراتية واستراتيجية، من خلال التزود بأسلحة نوعية ومتطورة كمنظومات دفاع جوي، وطائرات متطورة وغيرها، وكل هذه المكتسبات مهمة للمغرب في الدفاع عن أراضيه واختياراته الكبرى.

وعلى مستوى العلاقات الخارجية سجل أستاذ العلاقات الدولية، استمرار الأزمة بين المغرب واسبانيا والتي ارتبطت بملف ابراهيم غالي عقب استقباله سرا في اسبانيا، إضافة الى استمرار اسبانيا في التعامل غير المقبول مع ملف الصحراء المغربية، واستمرارها وعدد من الدول في معاداة المغرب في هذه القضية، مشيرا إلى أن المغرب أصبح يتعامل بمنطق آخر مع الدول التي تعادي وحدته الترابية، حيت لا يتصور شراكة وتعاون وعلاقات طبيعية في ظل استمرار هذه الدول في مواقفها المعادية للوحدة الترابية للمملكة.

وذكر المتحدث ذاته، كذلك بالخلاف المغربي الألماني الذي أدى إلى سحب سفير المملكة في برلين، غير أنه في نهاية هذه السنة تراجع منسوب التوتر وفرضت لغة الواقع والمصالح نفسها على اثر بيان الخارجية الالمانية الذي يثمن مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، وتم إنهاء هذا التوتر بعودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

كما شهد العام المنصرم حسب العروسي استمرار نوع من العلاقات غير الودية مع فرنسا، وخاصة أن فرنسا تدخلت بشكل أو بآخر في ادكاء الخلاف المغربي الجزائري، لافتا كذلك إلى المحاولات الجزائرية التي شهدتها هذه السنة، لعزل المغرب عبر التقرب من تونس وموريتانيا لكنها لن تؤثر كثيرا باعتبار المغرب رقم صعب في المنطقة.

وختم ضيفنا حديثه، بالاشارة إلى نتائج الانتخابات التشريعية المغربية، و التي أسقطت حزب العدالة والتنمية، في هزيمة مدوية، وصعود أحزاب ليبرالية محافظة للحكم، واستمرار النمو المرتفع للاقتصاد في ظل الإكراهات التي يعرفها العالم والمغرب في ظل جائحة كورونا التي يواجهها المغرب بسياسة ناجعة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السنة المنصرمة كانت سنة النجاحات الكبيرة التي حققها المغرب على جميع المستويات بكل ما في الكلمة من معنى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى