الريسوني يكتب : قضية بوعشرين .. فضائح جنسية أم فضائح سياسية

بقلم أحمد الريسوني 
منذ أن اعتقل المحلل السياسي والصحفي اللامع السيد توفيق بوعشرين وأنا أتابع هذه القضية الغريبة العجيبة.
أتابع أطوارها عبر وسائل الإعلام،
استمع إلى تعليقات الناس واستنتاجاتهم،
أتأمل فيما أقرا وأسمع…
أول ما لفت انتباه الناس وصدمهم هو الأخبار المتلاحقة حول طريقة الاعتقال وما رافقها من أعمال لوجيستية واستباقية واحتياطية، سريعة ومباغتة ومنسقة، تشبه تلك التي تكون في العمليات العسكرية الخطيرة.
 وقد كان من أوائل ما سمعته من تعليقات، تعليق ساخر لأحد الجيران حين قال لي: يبدو أنهم قد عثروا على أسامة بن لادن في الدار البيضاء، فقلت له: أظن أنه أبو بكر البغدادي، الذي تحدثت بعض المصادر بأنه قد تسلل مؤخرا إلى شمال أفريقيا.
وفي الصباح تأكد أن العملية كلها إنما تتعلق برجل مدني أعزل، ليس له لا أتباع ولا أنصار، ولا ميليشيات، ولا حراس خصوصيون!
توالت بعد ذلك المفاجآت وتواصلت حالة الاستنفار والتعبئة، وتكثفت التدابير والأساليب الخارقة للعادة، وليست الخارقة للقانون فحسب، فتأكد للخاصة والعامة أننا أمام قضية غير عادية. وحتى لو قلنا إنها قضية سياسية، فهذا لا يكفي، بل هي قضية سياسية فوق عادية!؟
منذ تفجرت قضية بوعشرين وأنا أستجمع كل ما يمكنني التحلي به من صبر وتصبير، وتريث وتأنٍّ، في انتظار أن ينقشع الغبار وأفهم أكثر وأفضل، فلم أفهم إلا ما هو أسوأ وأقبح. وقد استهلكت كل رصيدي ومدخراتي من الغفلة والتغافل والتبلد، وحاولت استعمال أقصى ما يمكن من السذاجة وحسن الظن بما يتردد على ألسنة الادعاء العام والادعاء الخاص الموازي له… ومع ذلك عجزت عن تصديق ما يقال عن بوعشرين وقضيته.
وبناء على قول حكماء الصوفية “أَلْسِنَةُ الْخلق أَقلَام الحق”، فقد أَنْصَتُّ كثيرا – وما زلت أُنصت – إلى عامة الناس، رجالا ونساء شيبا وشبابا، فلم أجد إلا من يجزم أن القضية “مخدومة” وفيها “إنَّ”، ولم أجد أحدا يصدق الروايات الرسمية أو يحملها على محمل الجد..
ومما زاد الطين بلة والطَّبلَ رنة، أن أحزابا سياسية ومنظمات نسوانية التحقت بقوات التحالف المناهض لبوعشرين، وانخرطت في المعركة ضد شخص يقال لنا في جميع الشرائع والقوانين: إنه بريئ حتى تثبت إدانته بحكم قضائي نهائي نزيه ومستقل.
وأما النسوة اللاتي يتم إخفاؤهن في القاعة المغلقة، فمن المؤكد الآن أنهن قد ساهمن أو استعملن في اغتصاب رجل: في أمنه وعِرضه وحريته وكرامته ومهنته. أما هل تعرضن هن للاغتصاب؟ وهل تم الاتجار بهن؟ فهذا ما زال في طور “الادعاء”، وينتظر حكم القضاء والقدر. 
أحمد الريسوني

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الأمن يأتي حتى بألف رجل أمن ليس مهم هدا يدخل في إختصاصات رجال الأمن. من قال لك أن هناك عشرة رجال أمن و الآخرون رجال أمن حضروا ليتعلموا كيف يتم تدخل حقيقي ضد الشركات و حجز الأدلة.
    أقسم بالله مرة في ألمانيا كنا طلبة نشتغل فأتى أكثر من 60 شرطي و جمعونا.
    المتهم يكون برئ إدا لم يكن تحث المراقبة و لم تكن ضحايا و أدلة. و الدليل محاولة أصحاب بوعشرين تقديم رشاوى للضحايا لإسكاتهم. يعني بوعشرين و أصحابه يريدون شراء القضاء بجميع الطرق. أنا لا أثق إلا في القضاء. الإسلام إنقرض من المغرب و من يعتبرون أنفسهم مسلمين فلا علاقة لهم بالإسلام.
    إنجلترا لا تسمح لمتهم بالدخول لها حتى يقول القضاء كلمته. إنجلترا هي المسلمة.

  2. حسب علمي المتواضع و بما انه داعية وجب ان يسأل هل مارس المتهم الزنا ام لا و ان يقول اذا زنا فعليه أن ينال عقابه و ان يتوب الى الله و اذا لم يكن قد زنا فذلك ظلم و لماذا لم يسأل عن الفيديوهات المسجلة و يمارس فيها المتهم الجنس الذي يحرمه الشرع قبل القانون اعتقد أن لهذا السيد وجهة نظر من جهة لا علاقة للشرع بما يقوله و لنفترض انه يريد الحق لطن وجب عليه الحياد و مجانبة التحيز لشخص واحد من شخوص القضية و ينتظر ما ستؤول اليه القضية للتثبت من الأمر

  3. قال تعالى ” لا تقف ماليس لك به علم ”
    الطريقة التي بدت لك غريبة في اعتقال(الصحفي اللامع) طريقة احترافية لكي لا يتلف المتهم أدوات جرائمه…وهي أشرطته الفاضحة …ويجب على الجميع احترام القضاء…أن تكون صحفيا أو…لا يدل أن الإنسان معصوم من الزلل…

  4. يضهر واضحا لمادا الأمة الإسلامية تقبع في مؤخرة الأمم! انتبهوا إلى أفكار أحد يحسب من مراجع أهل الشورى في البلد.أصدر احكامه المطلقة على المشتكيات دون أن يتبين! هو تعصب و غباء لبنو الجلدة فقط لأنه يظن نفسه ملاكا و الأخرون مجرد شياطين. يعتقد أنه من خير أمة أخرجت للناس فقط لمجرد ترك لحيةٍ دون قس !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى