لزرق :”لا يمكن ميلاد حكومة وحدة وطنية لانعدام ثلاثة أسباب رئيسية “

رضى لكبير – هبة بريس

عقب خبير القانون الدستوري، رشيد لزرق، على مداخلة، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم منار اسليمي، التي توقع من خلالها، أن تشهد سنة 2019 تشكيل حكومة وحدة وطنية، خصوصاً في حالة استمرار الحكومة في العمل بشكلها الحالي، مضيفا في معرض مشاركته في نقاش مباشر لمنبر إعلامي زميل أن السيناريو الآخر هو أن تستعد الأحزاب المغربية للانتخابات، داعياً إلى إعادة إحياء نموذج أحزاب الحركة الوطنية.

رشيد لزرق عقب على مداخلة منار اسليمي، مؤكداً على أن المشهد السياسي و الإجتماعي يعرف اختناقا بفعل عدم تحمل الحزب الأول المسؤولية السياسية بفعل صعوبة تأقلمه مع المؤسسات، و تأتيره على الحكومة التي تعرف أزمة و انعدام الثقة بين الأحزاب المشاركة فيها، إضافة إلى واقع اجتماعي يعرف هو الآخر إختناقا بفعل الصعوبة الكبيرة في تنزيل المخطط الاجتماعي، وهو الأمر الذي جعل البعض يتحدث عن الحاجة ل ”حكومة الوحدة الوطنية“ بفعل تأثره بتجربة دول اقليمية مجاورة كتونس.

هذا التأثر، يضييف رشيد لزرق في تصريح لجريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية، يؤكد على عدم فهم طبيعة النظام السياسي المغربي، الذي تعد فيه الملكية ضامنة للاستقرار، و بالنظر كذلك لسوء التهافت الذي جعلهم لم يستوعبوا السياق السياسي و الإقيلمي و الدولي الذي تمر به بلادنا المحتاجة للتوازن، وخطورته مثل هذه الصيغة (حكومة وحدة وطنية) على المؤسسات والخيار الديمقراطي و المكتسبات المحققة.

ولخص رشيد لزرق، عدم إمكانية و جود حكومة وحدة وطنية لثلاثة أسباب رئيسية، أولا أن الأخيرة لا تكون إلا في الحالات الاستثنائية أو حصول تقارب في ميزان القوى بين التيارات الحزبية المتنافسة، و هذه الأمور لا وجود لها.

و السبب الثاني يسترسل لزرق، لكون خطورة هذه الصيغة في المغرب، حيث تتمثل الخطورة في كون وجود قوى لا تؤمن بالشرعية المؤسساتية بإسم الثورة أو القومية خارج المؤسسات، إضافة إلى حراك إقليمي متقلب قابل لكل احتمالات يمكن أن تؤدي بنا نحو المجهول.

وختم رشيد لزرق بالسبب الثالث، الذي كشف فيه أنه وبموجب الصلاحيات الموكلة لرئيس الدولة و منطوق الدستور، في إطار الاختيار الديمقراطي، الذي يوطد و يصون المكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال، وباعتبار الملك هو المؤتمن على على المصالح العليا للوطن والمواطنين، يمكن من خلال كل هذا من خلال هذا تجاوز وضعية الجمود الحالية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ” عدم فهم…سوء التهافت” جهاز مفاهيمي لا يتداوله حتى العوام فما بالك بخيير. انها ليست ازمة مثقفين بقدر ما هي تهافت وصوليين.اما الخبراء الحقيقيون فقد الجموا السنتهم لان الساحة تعج بالمتنطعين. قرأت بداية المقال لعلي اقف على سجال سياسي مفيد لكني توقفت مرغما لان هدف الخبير لم يكن الا فش غله على السليمي الذي نحترمه وان كنا لا نوافقه على بعض خرجاته.

  2. لا يختلف اثنان على ان جلالة الملك هو الضامن الوحيد لتماسك بلدنا وامنه. لكن للملك انشغالات اخرى اكثر اهمية من اصلاح ما يفسده الهواة من الساسة. يستفزني في الحقيقة بعض الجهابذة عندما يتحدث عن سير البلد نحو المجهول وما لا يحمد عقباه، وهو بذلك يقارن المغرب بدول الخريف العربي وان كان يبدي رفضه لهذه المقارنة. النضال في المغرب يا فريد زمانه ليس ضد النظام ولن يكون ضد النظام لاسباب ستجد جوابها في جينات المواطن وهي علاقته بملكه وتعلقه به وهذا الامر لا يحتاج الى تقرير، النضال ضد رداءة اداء القطاعات الخدماتية لتغيير بعض اشكال التواصل والتدبير الاداريين وهو ما اعلن عنه ملكنا في خطابات سابقة. لكن استجابة المعنيين لم تتحرك قيد انملة لسبب واضح هو انهم ليسوا مهنيين بالمفهوم السياسي ويفتقرون الى الكفاءة اللازمة للمبادرة، ولانهم انخرطوا في مزايدات سياسية لا طائل منها ونتائجها ستطالهم وحدهم لا شك. وعليه فبلدنا في الاتجاه الصحيح ولا داعي لتسويق ثقافة التخويف والتيئيس. فالمغرب سيكون افضل باذن الله مستقرا ينعم ابناؤه بالامن والرفاه عندما يستيقظ الساسة ويكونوا وطنيين اكثر من كونهم سياسيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى