قيادي تجمعي: “الأحرار” يجني ثمن صمته عن “حماقات” قياديي “البيجيدي”
مرة أخرى، جندت قيادة حزب العدالة والتنمية، كتائبها بمواقع التواصل الاجتماعي، للهجوم على قياديي ومناضلي حزب التجمع الوطني للأحرار، عقب تصريحات القيادي والوزير رشيد الطالبي العلمي.
قيادة “البيجيدي” لم تكتف ب”جيشها الالكتروني” المنتشر بجميع مواقع التواصل الاجتماعي، بل تجاوزته الى حد خروج نائب الامين العام للحزب، سليمان العمراني، بتدوينة “فيسبوكية” تهجم من خلالها على حليف “البيجيدي” بالحكومة، وطالبهم بالانسحاب منها.
تدوينة العمراني، تلاها توجيه زعيم “البيجيدي” ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الذي دعا أعضاء حزبه الى الالتزام بالصمت وعدم الخروج بأية تصريحات متعلقة بالموضوع.
توجيه العثماني، ظنه الجميع قرار “عقلاني” من حزب أصبح يعي مكانته بالحكومة ويحترم مبادئ وأسس ميثاق الأغلبية الحكومية، قبل أن تخرج الأمانة العامة للحزب اليوم الاربعاء ببلاغ هاجمت من خلاله الوزير الطالبي العلمي، ووصفت تصريحاته ب”المسيئة” قبل أن تنتقد استمراره بالحكومة.
خرجة البيجيدي والحرب “الضروس” التي يشنها بأمانته العامة وقيادته وكتائبه الالكترونية ضد “الأحرار”، اعتبرها عدد من المتتبعين، مجرد اشفاء للغليل بسبب الخسارة القاسية التي تعرض لها في الانتخابات الأخيرة بالشمال، وكذا بسبب حالة التصدع والصراعات الداخلية التي يشهدها من مدة طويلة.
واعتبر ذات المتتبعون أن حزب التجمع الوطني للأحرار، يجني اليوم ثمن صمته عن حماقات قياديي وزعماء حزب العدالة والتنمية، التي تسبب في أزمات دبلوماسية مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة، لافتين الى أن “البيجيدي” يشن حملة كبرى ضد وزراء الأحرار بسبب تصريحات الطالبي العلمي الأخيرة، غير أن حزب أخنوش لم يسبق له أن حرك ساكنا من السواكن لانتقاد زلات وتجاوزات زعماء وقياديي “المصباح” .
وفي هذا الصدد، ذكر قيادي تجمعي، أن مسار بنكيران الحكومي تميز بسجل حافل من التصريحات المسيئة و اللامقبولة في حق عدد من الدول، وفي مقدمتها “قضية كولومبيا”، عندما وصف هذا الأخير البلد ب”بلد العصابات” بتجمع خطائي لحزب العدالة والتنمية.
ودعا بنكيران، في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزبه بتجمع خطابي، المغاربة إلى عدم الانسياق وراء المطالبين بتقنين زراعة القنب الهندي والمتاجرة به، حتى لا يتحول المغرب إلى كولومبيا جديدة.
كلمة بنكيران أنذاك، يضيف ذات القيادي، تسببت في أزمة دبلوماسية مع دولة كولومبيا، حيث قام السفير الكولومبي لدى الرباط بتبليغ استياء بلده للسلطات المغربية، كما قامت بلده باستدعاء سفير المغرب لإبلاغه بتجميد العلاقات مع المغرب، إلى أن تقدم حكومته تفسيراً رسمياً للموضوع.
رد فعل دولة كولومبيا على “اتهامات بنكيران” لم تتوقف الى هذا الحد، حيث أنها وصلت الى مطالبة رئيس البرلمان الكولومبي فرناندو فيلاسكو، بالاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية “البوليساريو” . وفق ذات القيادي
أزمة كولومبيا، تلتها “أزمة روسيا” التي تسبب بها بنكيران، بعد اتهامه لدولة بوتين بتدمير سوريا والتسبب في تعميق أزمتها السياسية، والتورط في الجرائم الانسانية التي تشهدها المنطقة.
حديث بنكيران، أثار غضب دولة روسيا الصديقة، حيث أبلغ السفير الروسي المعتمد في الرباط، فاليري فوروبييف، أنذاك، احتجاجا رسميا لبلاده إلى صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون سابقا، قبل أن يذكر هذا الأخير بموقف المغرب الواضح بشأن الأزمة السورية، ويؤكد للسفير الروسي على أن المملكة المغربية، باعتبارها دولة مسؤولة وذات مصداقية على الساحة الدولية، تحدد مواقفها الديبلوماسية الرسمية على ضوء القيم والمبادئ والمصالح التي تحكم سياستها الخارجية، وأن اتخاذ هذه المواقف الرسمية، أتى عقب تقييم عميق ومسلسل من التفاعل والتثبت بانخراط عدد من الفاعلين والمؤسسات، مشيرا أنه لا يمكن لهذه المواقف الرسمية، بالنظر لتعقدها وخطورتها، أن تكون محط ارتجال، أو أن تعبر عن وجهات نظر شخصية.
خرجات بنكيران الاعلامية المسيئة لعلاقات الصداقة والتعاون القوي مع عدد من الدول الشقيقة، لم تعتبر الوحيدة التي أساءت لصورة البلد ومسؤوليه الحكوميين والتي تسببت في أزمات دبلوماسية مع عدد من الدول، بل رافقتها مواقف وأفعال مرفوضة لبنكيران، وفي مقدمتها “التعامل المستصغر” مع وزيرة العدل البلجيكية «أنيمي تيرتلوبوم» في أبريل 2012، حيث كشفت هذا الأخيرة للصحافة البلجيكية، أن رئيس الحكومة السابق أهانها، مشيرة الى أن استقباله لها ولوزير الخارجية «ديدي رانديرس» كان باردا، حيث أنه ظل ممسكا بالسبحة ولا يتوجه بالحديث إلا إلى وزير الخارجية، على أساس أنه رجل، وما زاد الطينة بلة، تؤكد الوزيرة، ما قاله بنكيران لوزير الخارجية «لماذا اصطحبت معك مترجمة، فأنا أتقن اللغة الفرنسية جيدا؟»، في إشارة إلى وزيرة العدل.
كما تعمد بنكيران، يسترسل القيادي التجمعي، الاساءة الى صورة المسؤول المغربي، عند دعوته لحفل العيد الوطني للجمهورية الصينية، حيث طلب منه السفير الصيني تقطيع كعكة الاحتفال، ليجيبه رئيس الحكومة السابق بالقول : “هذه الكعكة في حاجة إلى سفير وليس رئيس حكومة”، قبل ان ينصرف أمام اندهاش وامتعاض عدد من الديبلوماسيين والمسؤولين الذين كانوا حاضرين.
والى جانب بنكيران، يضيف ذات المتحدث، تسبب وزير الاتصال السابق، والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في أزمة دبلوماسية مع دولة المكسيك، عندما هاجم مدراء قنوات القطب العمومي واتهمهم بتحويل التلفزيون العمومي ل”ماخور للمكسيك”.
تشبيه الخلفي، جر عليه انتقادا واسعا، وتسبب في أزمة مع دولة المكسيك، التي رفعت احتجاجها الرسمي عبر القنوات الدبلوماسيَّة، إلى الدولة المغربيَّة، قبل أن يعتذر الخلفي عن كلامه ويوضح قصده.
وختم القيادي بحزب “الحمامة”، بالتأكيد على أن الخرجات الاعلامية المسيئة التي رافقت قياديي العدالة والتنمية، والتي تسببت في أزمات دبلوماسية مع عدد من الدول، لم تشهد أي استنكار أو تنديد من الاحزاب المغربية وفي مقدمتها حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يتلقى اليوم الطعنات والرصاصات من كل حدب وصوب، بسبب موقف ورأي تشاطر مضمونه محللون سياسيون وخبراء اقتصاديون.. فهل يجني التجمع اليوم ثمن صمته عن حماقات بنكيران ورباعته؟