هي خير من ألف شهر ……

حيث ان الله عز وجل هو اعلم اين يجعل رسالاته و كما سبحانه سبق في علمه ان اصطفى من البشر و الملائكة رسلا كذلك سبحانه اختار ليلة القدر و جعلها اشرف الليالي و زادها شرفا و رفعة نزول القرءان الكريم فيها و جعل سبحانه وتعالى اجر المؤمن الذي يوافقها عدل 83 سنة من العبادة المتواصلة.

ليلة يقدر فيها من الله كل امر حكيم وهي سلام على العباد سلام دائم من الله ليلة تقدر فيها كل امور الخلائق و حركاتهم في الوجود بما في ذلك امور الانسان التي لا تستطيعها نفسه و يضنها شر فباسنادها لحكمة الخالق سيجدها الانسان خيرا بحسبان قوله تعالى عسى ان تحبوا وعسى ان تكرهوا و بحسبان ايضا قوله تعالى:

” و عزتي و جلالي لا اقبض عبدي المؤمن و انا احب ان ارحمه الا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقما في جسده او اقتارا في رزقه او مصيبة في ماله او ولده حتى ابلغ منه مثل الذر فاذا بقي عليه شيء شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته امه.

ان هذا الحديث القدسي يحمل من الله خيرا كبيرا و سلاما للانسان لذلك فكل ما يجري به القدر مما تتنزل به الملائكة من امور سواء حققت خيرا او شرا حسب اعرافنا و وقياساتنا فهي امور خير ذلك ان الله بيده الخير و هو على كل شيء قدير و من هذه الامور ما يحدث اليوم في الوطن من تدافع و صراعات سياسية فهي ايضا تحقق الخير للامة جميعها فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض.

ان المشكل الحقيقي في الوطن هو ان الطبقة السياسية احتقرت العبقرية الوطنية للمغاربة و استهزئت بقدرتهم على الصبر و الابتكار و الاجتهاد ولم تقف الطبقة السياسية عند هذا الحد و فقط بل حاربت المشروع التنموي الكبير الذي خطه جلالة الملك نصره الله و الذي كان قادرا بقليل من الجهد تلبية اكثر 90% من الاحتياجات الملحة للمواطن و كان بالامكان مع توافر الجهود تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفئوية و التفاوتات المجالية.

ان ” المقاطعة” التي تعرفها بلادنا اليوم ليست و ليدة اللحظة او العفوية بل نتيجة التراكمات التي خلفتها السياسات الفاشلة التي نهجتها الحكومة منذ 2011 حتى اصبحت اليوم عاجزة عن احتواء الاحتقان الاجتماعي بعدما حادث هي كذلك عن خارطة الطريق التنموية التي رسمها جلالة الملك الذي من غير المفترض ابدا ان تطلب منه الحكومة التدخل لتصحيح مساراتها الخاطئة في ادارة شؤون الحكم لان ذلك من اكمل مسؤولياتها الدستورية

و تبعا لذلك و امام هذا البؤس السياسي العقيم لابد في نظري من اعمال مقتضيات الفصل 172 من الدستور وذلك لمراجعة الفصل 47 وفقا للاختصاص الدستوري المسند لجلالة الملك بدلالة الفصل 42 من الدستور ذلك لان الاختيار الديموقراطي يبقى مقيدا بالاصالة بضمان دوام الدولة و استمرارها اذ ان الانبثاق الديموقراطي للسلطة التنفيذية و ان كان دستوريا مؤسسا على المنهجية الديموقراطية الا ان اخطاء المرحلة بعد سنة 2011 و ما تلاها من اخفاقات على جميع الاصعدة كرس اليوم بؤسا اجتماعيا غير مسبوق لهو اكبر دليل على انه من غير المعقول الاستمرار في الشكل الحالي لانبثاق السلطة التنفيذية مع ضرورة اعطاء المكانة الوازنة و الدائمة للملكية التنفيذية الحل الوحيد و الامثل الجدير بالوقوف في وجه كافة المخططات الهدامة التي تستغل البؤس الاجتماعي لاغراض سياسوية بعد ان اسست لتفوقها باذكاء و اشاعة روح التشاؤم و الانهزامية و اليأس بين مكونات الوطن الواحد.

ان من اكبر اعداء الوطن اليوم كذلك هم سراق و ناهبي المال العام المتواطئون على مقدرات الامة لا يرقبون في وطنهم الا و لا ذمة تهمهم فقط المكاسب الشخصية و تكديس الثروات انهم هم من اجهضوا المشروع التنموي و خارطة طريق الامة التي دشنها الملك محمد السادس منذ سنة 2005 .

ان مثل هذه الاحداث التي نعيشها كانت قبل سنة 2011 مشهودة بجموهرية مصر العربية ذلك ان رجال السياسة و الاقتصاد تواطئوا فيما بينهم بكل عزم لاختلاس ثروات مصر و تفقير اهلها مقابل تكديس الاموال و نهبها بل قادهم غيهم الى ارتكاب جرائم حقيقية في حق الشعب المصري امتدت الى درجة تسميمه بالاغدية الفاسدة لذلك على الحكومة المغربية ان تضطلع بدورها الدستوري و الانساني في حماية الشعب المغربي من البؤس و القهر المدفوع اليه و المفروض عليه كما انه آن الوقت في هذا اليوم الاغر يوم الغفران و في هذه الليلة المباركة ان يتصالح الساسة المغاربة مع وطنهم و الامة و عليهم في هذه الليلة البيضاء ان يتقربوا الى الله زلفة و ان يتقوا الله في وطنهم و ليعلموا ان سلام الله عليهم ما اقسطوا و ما اعدلوا سلاما دائما دوام ليلة القدر التي اسأل الله لي و لكم ان يغفر لنا فيها الذنوب و يكتبنا عنده من عتقائه من النار و اسأل الله اخيرا ان يتقبل منا و منكم قوله: ” لا يكلف الله نفسا الا وسعا لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا و لا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين” صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى