دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي بقلم الباحث في القانون الرقمي
بقلم مصطفى السكني
بعد الثورة الزراعية والصناعية والرقمية دخل العالم لثورة الذكاء الاصطناعي، التي وفرت حلولا جديدة ومبتكرة ساهمت في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، ما أحدث تغيرات كبيرة على مستويات عديدة، ساهمت في رقي وتطوير كافة القطاعات، حيث أصبحت الآلات قادرة على التعلم وإتخاد القرارات وإعطاء الاستنتاجات وإقتراح الحلول و القيام بمهام كثيرة كانت موكولة للإنسان .
إن الذكاء الاصطناعي هو عنوان المرحلة القادمة من تاريخ البشرية وتقدمها وتطورها، لذلك من المهم أن نستعد للتكيف مع هذه التغيرات ومواكبتها وتحرير مشاعر الخوف من تهديداته على المستقبل من خلال الانفتاح على الوسائل الالكترونية الذكية والتعامل معها .
وقد شكلت تطبيقات الذكاء الإصطناعي المتمثلة في البرامج الذكية القادرة على معالجة وتحليل البيانات بطرق تفوق قدرة الإنسان، أداة أساسية في تعزيز البحث العلمي ما مكن الباحثين من بلوغ مستويات عالية في التحليل والفهم وبروز ثورة جديدة في عملية الكتابة والنشر العلمي.
ويعد برنامج شات جي بي تي (ChatGPT) أحد التطبيقات الشهيرة للذكاء الاصطناعي المستعملة في إعداد البحوث العلمية، وهو عبارة عن برنامج دردشة آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويساعد الباحثين على تسريع وتحسين جودة كتاباتهم و منشوراتهم الأكاديمية وتوفير قدر كبير من الوقت إذ يمكن من إنشاء الفرضيات، واكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وتفريغ المحتويات، وتلخيص النصوص، والترجمة إلى مختلف اللغات، وإعادة الصياغة، وإنشاء التصاميم … وغيرها من الاستخدامات التي تساهم في تحليل كميات ضخمة من البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر كل ذلك من أجل تحسين كفاءة ودقة الكتابة والنشر العلمي.
كما أن البحث العلمي يقتضى مراعاة الشفافية والدقة، لذلك يتوجب على الباحثين إستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي كأدوات و عوامل مساعدة ولیس کمعطیات وبدائل مسلم بكل نتائجها، تبعد الباحث عن التفكير النقدي والحكم العلمي وتخفي ذاتيه في البحث. لذلك من الضروري الاعتراف بالقيود والاعتبارات الأخلاقية المرتبطة باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الميدان الأكاديمي، مثل الاعتماد على النماذج والتحيز في النصوص.
ولكي تكون تطبيقات الذكاء الاصطناعي أداة قيمة في حقل الأبحاث العلمية و الأكاديمية وجب الاستفادة منها بشكل أخلاقي بغية الحفاظ على جودة البحث العلمي وحماية الكفاءات والقدرات واستمرار الإبداع والابتكار.