close button

أكادير : مافيا تهرب ”أعشاب طبيعية” من جبال اداوتنان

ع اللطيف بركة : هبة بريس

 

زادت مافيا الأعشاب الطبية ، من عملها خلال السنوات الأخيرة بجبال اكادير اداوتنان، في نهب ” الغطاء النباتي  ” مما عرض المجال الغابوي لعملية استنزاف ممنهجة ومتعددة الأطراف .

فالمجال النباتي لجبال اكادير اداوتنان، كان محط مافيات تشتغل في هذا المجال وتعرض الثروة الوطنية من الأعشاب الطبيعية للاستنزاف، فمثلا منطقة ايموزار لوحدها ضمن مجال غابوي كبير تضم عدد من أنواع الأعشاب، لو تمت حمايتها لكانت لعبت دور طلائعي في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية محليا من ضمنها شجر الأركان والبلوط الأخضر والزعيترة والدوم وأعشاب طبية اخرى .

ومن ضمن مظاهر عمل تلك ” المافيات ” ما رصده سكان احد الدواوير بجماعة اقصري قيادة تغازوت بداية الأسبوع الجاري ، بعد محاصرة سيارة تحمل كميات مهمة من عشبة (الزعيترة) ، وتوقيف سائقها وتسليمه لمصالح المياه والغابات من اجل استكمال الإجراءات في حقه، غير ان السكان تفاجؤوا بإطلاق سراحه في ظروف غامضة مما يسائل المصالح الجهوية حول خلفيات هذه القضية .

وكانت فيدرالية الجمعيات التنموية واتحاد التعاونيات الفلاحية لإيموزار بأكَادير قد طالبت بحماية عشبة تزوكَنيت (الزعيترة) من الانقراض، مشددة في رسائل موجهة سابقا إلى الجهات المعنية، على ضرورة المحافظة على الثروة الغابوية بإداوتنان، وخاصة عشبة تزوكنيت (الزعيترة) المهددة بالانقراض والاندثار لتعرضها منذ سنين لاقتلاع خطير و اجتثاث منظم.

وذكرت هذه الإطارات والتعاونيات أن عملية الاجتثاث كانت مستهدفة بكل من جماعة تقي وأزيار وايموزار وتدرارت وإضمين و أقصري و غيرها، فضلا عن إقليم الصويرة بجماعة بوزمور، مما يهدد مستقبل هذه الثروة الغابوية ويهدد أيضا مستقبل المستفيدين منها من فلاحين ومزارعين ومنتجي العسل.

و التمست الهيئات نفسها من مندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر ومن السلطات المحلية والأمنية محاربة ظاهرة استنزاف الثروات الغابوية، علما أنه سبق لأعضاء المجلس الإقليمي لأكادير اداوتنان، سابقا، أن دقوا ناقوس خطر التهديد الذي يطال عشبة تزوكنيت في إحدى دورات المجلس السابقة.

و ثبت علميا أن عشبة تزوكنيت تحتاج إلى أكثر من ثلاث سنوات لتنبت من جديد في حالة ما إذا تم اقتلاعها أو حصدها، مما يعني أنه في حالة الاجتثاث تظل المنطقة منكوبة لثلاث سنوات على الأقل، و هو ما يستلزم تشديد المراقبة بصرامة على هذا المنتوج الغابوي، ومعاقبة المتورطين في اقتلاع العشبة وحصدها، وتشديد المراقبة على السيارات الشاحنات القادمة من هذه الجماعات وتفتيشها، خاصة أن عناصر الدرك الملكي لإيموزار، سبق لها أن أوقفت العديد منها في مناسبات سابقة، وهي متلبسة بشحن أطنان من نبتة تزوكنيت، خصوصا مع الحديث على وجود مافيا تعمل على استغلال هذه المادة الحيوية والمهمة وبيعها بأبخس الأثمان، علما أن هذه العشبة الطبية تدخل ضمن مكونات العسل الحر الذي تعرف به منطقة اداوتنان كما تستعمل للتداوي من بعض الأمراض الهامة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حتى نحافظ على هذه الثروة الغابوية و خاصة في وقتنا الراهن وجب انزال أقصى العقوبات على كل متورط من قريب أو بعيد يفسد هذه الثروة الغابوية. فهاد المافيات لتنفيذ اعمالهم ضروري يستعينون ببعض الحراس الفاسدين الذين همهم هو كسب المال و لو على حساب وطنهم كلما أتيجت له الفرصة.و مثل هؤلاء جرمهم أكثر من هؤلاء المافيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى