الجزائر من الدولة “القارة” إلى الدولة “الجزيرة”

يوما بعد يوم، يضيق حبل المشنقة حول رقبة ما يسمى، زورا وبهتانا، بدولة الجزائر، ويوما بعد يوم يعلم العالم، شعوبا وحكومات ودولا، من حشرنا الله بقربهم في الجوار؛ فبعدما عادت الجزائر صاغرة إلى بيت الطاعة في قصر الإليزي ودون أن يعتذر ماكرون، مثلما طالبت الجزائر، على إثر ما قام به من إمعان في إذلالها واحتقارها وادعاء أن فرنسا من صنعتها، وبعد رجوعها صاغرة لبيت الطاعة في إسبانيا؛ رغم أن موقف هذه الأخيرة من الصحراء المغربية لم يتزحزح قيد أنملة عما كان عليه قبل انتفاضة الجزائر عليها وسحب سفيرها، وبعد الصفعات المدويات التي تلقتها اتباعا، من الإمارات والسعودية وليبيا وروسيا ونيجريا وآخرها مالي، تحولت الجزائر من الدولة “القارة” إلى الدولة “الجزيرة”، من شدة عزلتها عن العالم الخارجي، وشدة خصومتها مع محيطها الإفريقي.
في ظل الأوضاع الداخلية المزرية للجزائر، وفي ظل علاقاتها المتأزمة على المستوى الخارجي؛ سواء على المستوى الإفريقي أو الأوروبي أو حتى الأمريكي، طلع علينا “أحمد عطاف” وزير خارجية الجزائر بتصريح مفاجئ على قناة الجزيرة يدَّعي فيه بأن بلاده تمد يد الصلح للمغرب، في سابقة غير مفهومة وغير منسجمة مع مواقفها المبدئية من معاداة المغرب، ومعاكسة مصالحه واستقراره ووحدة أراضيه.
حقيقةً، لست أدري أين تتجلى مؤشرات الصلح وبوادر اليد الممدودة وحسن الجوار؟
ربما تتجلى حسن النية هذه فيما قامت به الجزائر قبل أيام من إرجاع جثة السائح المغربي الذي قتلته البحرية الجزائرية بدم بارد، واعتقلت جثته لديها لأكثر من أربعة أشهر بلا وازع ديني أو أخلاقي أو حتى سياسي، أو ربما تتجلى في إعلامها المقروء والمسموع والمرئي والذي لا يمر يوم واحد دونما الحديث عن المخزن والمؤامرة والشعب الصحراوي “الفنكوشي”، وكما يعلم الجميع؛ إذا أحب المرء شيئا أكثر من ذكره.
في الوقت الذي تصير فيه الجزائر معزولة عن العالم الخارجي أكثر فأكثر، يوطد المغرب علاقاته مع الدول الغربية وخصوصا الإفريقية، حتى أنه اقترح على دول الساحل أن يوفر لها منفذا على المحيط الأطلسي لإنعاش اقتصادها وفك العزلة عنها؛ الشيء الذي تلقته النيجر ومالي والتشاد وبوركينفاسو بصدر رحب، في الوقت الذي تلقته الجزائر بصدر حَرِجٍ كأنما تصعد في السماء.

نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أولا هي ليست دولة بل مقاطعة فرنسية و ليس لها تاريخ عندها ستين سنة من الوجود أرض احتلتها تركيا لسنين و بعدها تلتها فرنسا يحكمها بلطجية الحركي بجوازات فرنسية لا دين لهم ذنب المغرب هو أنهم جيراننا كما قال المرحوم الحسن الثاني رحمه الله ليعلم الناس مع من حشرنا الله

  2. مجرد تساؤل.
    ما طبيعة صفعات الإمارات والسعودية وليبيا وروسيا ونيجيريا ومالي !!!؟؟؟
    جاء في المقال ما نصه:
    ” وبعد الصفعات المدويات التي تلقتها اتباعا، من الإمارات والسعودية وليبيا وروسيا ونيجريا وآخرها مالي” انتهى الاقتباس
    أغلب الإعلاميين، المحللين والخبراء في المغرب يحاولون إقناع المداويخ بواقع مزيف ليس فقط عن الجزائر بل عن المغرب نفسه.
    المقال تكلم عن صفعات وهمية ولم يشرح ولا واحدة منها والواقع يفند مزاعمه:
    1- صفعة الإمارات:
    بتاريخ:24/01/2023، وجه عبد المجيد تبون، رسالة خطية لرئيس دولة الإمارات العربية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
    بتاريخ:24/02/2023، استضافت الإمارات أعمال الدورة 15 للجنة الاقتصادية المشتركة بين الدولة والجزائر.
    بتاريخ: 21/03/2023، تلقى عطاف مكالمة من نظيره الإماراتي هنأه بمناسبة تقلده رأس الدبلوماسية الجزائرية، استغلها الوزيران لاستعراض سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
    بتاريخ: 21/06/2023، وعقب اتهام الإعلام الجزائري للإمارات العربية بتصويتها ضد عضوية الجزائر في مجلس، وتجنيد جواسيس لصالح “الموساد”، ونشر خبر طرد السفير الإماراتي، أقال عبد المجيد تبون وزير الاتصال، وتلقى عطاف مكالمة من نظير الإماراتي هنأه فيها عن انتخاب الجزائر لعضوية مجلس الأمن. أعرب له عن استعداد بلاده لتقاسم تجربتها.
    بتاريخ: 17/08/2023، بعث تبون رسالة خطية لنظيره الإماراتي تتعلق بعلاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها.
    2- صفعة السعودية:
    22/11/2023، زار وزير التجارة الجزائري الرياض ليشرف على افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري- السعودي.
    21/11/2023، زار وزير العدل السعودي الجزائر
    16‏-05‏-2023‏ ترأس وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم بجدة، رفقة نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، الدورة الرابعة للجنة المشاورات السياسية الجزائرية-السعودية. لإنشاء مجلس التنسيق الأعلى الجزائري-السعودي
    ‏08‏-05‏-2023‏ استقبل أحمد عطاف، نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وذلك في إطار زيارة رسمية يقوم بها إلى الجزائر.
    ‏01‏-05‏-2023‏، استقبل رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي.
    12/04/2023، على هامش مشاركته في افتتاح معرض الدفاع والأمن بالبرازيل تحادث شنڨريحة مع نظيره السعودي حول سبل تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
    09‏-04‏-2023‏ عُقد في الرياض الاجتماع الأول للجنة التشاور السياسي على مستوى كبار مسؤولي وزارتي الخارجية السعودية والجزائرية.
    28‏-02‏-2023‏ استقبل الفريق أول السعيد شنڨريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع السعودية الرئيس المشارك للجنة المختلطة الجزائرية-السعودية المكلفة بالتعاون العسكري العميد الركن يوسف بن عبد الرحمن الطاسان.
    ‏25‏-01‏-2023‏ استقبل عبد المجيد تبون، وزير الحج والعمرة السعودي توفيق بن فوزان الربيعة.
    3- صفعة ليبيا:
    ‏16‏-10‏-2023‏ وزير الداخلية الليبي عماد مصطفى الطرابلسي يزور الجزائر
    ‏24‏-09‏-2023‏ وزيرة الدولة لشؤون المرأة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، حورية خليفة الطرمال تزور الجزائر
    ‏03‏-05‏-2023‏ وزيرة الخارجية والتعاون الدولي لدولة ليبيا، نجلاء المنقوش
    ‏09‏-03‏-2023‏ رئيس هيئة الأركان لحكومة الوحدة الوطنية الليبية الفريق أول محمد علي حداد يزور الجزائر
    ‏22‏-01‏-2023‏ رمطان لعمامرة، يزور ليبيا
    ‏21‏-01‏-2023‏ استقبل وزير التعليم العالي الليبي عمران القيب يزور الجزائر
    26/12/2023، صرح وزير النفط الليبي محمد إمحمد عون لموقع “الطاقة” المتخصص، أكد الوزير الليبي:”بالنسبة للشركات العربية في مجال الاستكشاف والإنتاج، فإن الشركة الوحيدة التي دخلت قطاع النفط والغاز في ليبيا هي شركة سوناطراك”.
    4- صفعة نيجيريا
    27/06/2022، استقبل الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان وفداً وزارياً متكونا من سارة زعفراني زنزري، وزيرة التجهيز والسكن للجمهورية التونسية ، ومعزو جاجي سامبو، وزير الأشغال العمومية والسكن لجمهورية نيجيريا الاتحادية، وقادو سابو مختار، وزير التجهيز لجمهورية النيجر، الذين يقومون بزيارة إلى بلادنا في إطار المشاركة في الدورة الثالثة والسبعين للجنة الربط للطريق العابر للصحراء.
    16/12/2023، وجه رئيس نيجيريا، أحمد بولا تينوبو، برسالة إلى نظيره الصحراوي ابراهيم غالي جدد له تطلعه لتعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده و الجمهورية العربية الصحراوية.
    5- صفعة روسيا:
    عندما حاول نواب أمريكيون التهجم على الجزائر خاطبهم لافروف بما نصه: “لقد هاجمتم الدولة الخطأ”.
    وأن بوتين هو من خاطب تبون خلال زيارته لموسكو بما نصه:
    “الجزائر شريك مفتاحي بالنسبة لنا في العالم العربي وفي إفريقيا” انتهى الاقتباس
    يوم:09/12/2023، منح بوتين وسام الصداقة لسفير الجزائر السابق لدى روسيا إسماعيل بن عمارة، تكريما له على جهوده في تطوير العلاقات بين موسكو والجزائر.
    ولدى استقبله سفير الجزائر الجديد صرح بوتين بما نصه:
    ” أنّ التعاون الثنائي بين البلدين يتقدم بوتيرة جيدة، وأنّ موسكو تعتزم تكثيف التنسيق مع الجزائر بشأن القضايا الحالية على الساحتين الدولية والإقليمية، و نحن نقدّر مسار السياسة الخارجية المتوازن للقيادة الجزائرية، خصوصاً و أنّ الجزائر ستشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الفترة ما بين 2024 و2025″ انتهى الاقتباس
    ونختم بالمناورات البحرية بين وروسيا والجزائر يوم 05/12/2023 في غرب البحر الأبيض المتوسط.
    6- صفعة مالي:
    الجزائر ليست قلقة عن مالي مادام ساهمت في طرد فرنسا وإدخال فاغنر وروسيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى