على هامش خطاب “تبون” في الأمم المتحدة

بعدما أثَّث الجيش المغربي ترسانته العسكرية بأحدث المعدات الحربية التي لا تتوفر عليها معظم الدول العربية والإفريقية؛ سواء على مستوى البر أو البحر أو الجو، وبعدما عقد المغرب تحالفات استراتيجية في مجال الصناعة العسكرية مع كبريات الدول مثل أمريكا وإسرائيل والصين، مما حذا بسفيرة فرنسا لتقترح على المغرب فك بعض هذه الشراكات مقابل ضمانات لتطبيع العلاقات مع الجزائر، وبعدما أصبح المغرب رائدا في التفوق الجوي بامتلاكه آخر طراز من الطائرات الحربية المسيرة عن بعد، وكذا توفره على قمرين صناعيين حربيين قادرين على رؤية ماركات “الصنادل” التي ينتعلها “الأبطال الأشاوس” لجمهورية صندلستان حينما ينوون تخطي المناطق المحرمة؛ حينها فقط، تأكد نظام الجزائر من أن الحرب مع المغرب إنما هي حرب خاسرة لا محالة.

في ظل هذه المعطيات المثيرة نهج النظام الجزائري العفن خطة بديلة، تكمن في محاولة قتل الشعب المغربي بالضحك الهستيري والكوميديا المثيرة مثلما يصرح عادة اليوتوبر المغربي “أنس توب”، وآخر حلقة من هذا المسلسل المثير، الخطاب الذي ألقاه مؤخرا “تبون” في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث صرّح بأن الجزائر، التيتأمل في أن تصل إلى تحلية مليار و ثلاث مائة مليون متر مربع من مياه البحر في اليوم؛ أي أنها في غضون بضع سنوات، سيكون بإمكان مواطنيها أن يعبروا إلى أوروبا سيرا على الأقدام، بعدما ستجف البحار.

لا تكاد تمر حادثة، أو تقع واقعة؛ إلا وكان في جعبة النظام الجزائري الكثير من “خفة الدم” التي يفاجئنا بها باستمرار؛ بل وحتى في المواضيع الدرامية حيث لا يخطر ببال أحد أن الجزائر قادرة على أن تصبغ الموضوع المؤلم والحزين بشيء من المزحة والطرافة؛ هذا ما يؤكده بيان وزارة الدفاع الجزائرية في موضوع قتل المغاربة الأبرياء العزل، والذين تجاوزوا الحدود البحرية المغربية خطأ في مدينة السعيدية، وبدم بارد.

لقد جاء في هذا البيان المضحك المبكي بأن هؤلاء المغاربة بدل أن يلتزموا بتعليمات خفر السواحل الجزائرية قاموا بمناورات خطيرة؛ ولا أحد يعلم بالضبط ما نوع هذه المناورات الخطيرة التي يمكن أن يقوم بها شباب عُزَّل وتائه في عرض البحر، يخاف أن تخَطَّفه الطير أو يبلعه الحوت، ولا ينشد إلا أن يعرف الوجهة الصحيحة ليعود لأهله وأبنائه سالما من كل سوء؟
هل هي مناورات لولبية خارقة تُعلي الدراجة في السماء وترفعها عشرات الأميال في الهواء؟ أم هي مناورات حلزونية مثيرة تجعل الدراجة المائية تغوص في البحر مثلما تفعل أعتى الغواصات؟
صحيح أن شر البلية يضحك.
نورالدين زاوش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى