عندما حاورت “بن قنة” “تبون” الجزائر على الجزيرة
هي الاعلامية الجزائرية والمذيعة بقناة الجزيرة خديجة بن قنة، التي كلفت نفسها عناء التنقل إلى العاصمة الجزائرية لتستضيف رئيسها عبد المجيد تبون، تاركة له مساحة طويلة عريضة لاستعراض “عضلاته”، ظنا منه أنه الزعيم العربي الوحيد الذي يدافع عن القضايا العربية والافريقية والدولية وعن شعوبها في تقرير مصيرها، متناسيا في الوقت ذاته أن أزمة بلاده الداخلية مع طوابير الحصول على الحليب والمواد الغذائية، تتطلب مصالحة وطنية، و هي الأولى أولى بها التحرك الدبلوماسي، بدل تكلم الرجل في مواضيع هي أكبر منه مقاسا..
جلس الرجل وكأنه ينتشي “نشوة” الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها بلاده، وعن أي انتصارات يتحدث الرجل، وبلاده تعيش أسوأ أيامها وأتعس، سواء على المستوى الحقوقي أو الاقتصادي أو السياسي.
وقد بدى الرجل أيضا، وكأنه يجيب عن أسئلة متفق عليها مسبقا في الكواليس للضرب تحت الحزام، في كل فرصة يحاول اقحام قضيتنا الوطنية في النقاش، وهي القضية التي حسمت دوليا بفضل الاعترافات المتوالية وفتح القنصليات والسفارات التي لم تعجب تبون.
جلس الرجل أمام اعلامية بلاده، وهو يتبجح بأن الجزائر في علاقتها مع المغرب وصلت نقطة “اللاعودة”، وهو يتحدث وعلامات التناقض بادية على محياه، فكيف يعقل أن يكون رئيس دولة “آسفا” لمستوى العلاقات، وهو الذي يصر على عدم استئنافها في كل مرة، رغم أن يد المغرب كانت ممدودة لذلك ولا زالت حسب ما أكده العاهل المغربي الملك محمد السادس نصره الله في كل مناسبة..
كما بدى الرجل لابسا لباسا دبلوماسيا أكبر من حجمه حين قال بكل ثقة في النفس بأن بلاده تعتبر من الدول القلائل التي يمكن أن تلعب دور الوساطة في الأزمة الأوكرانية…يا للغرابة…وهو الذي لم ينجح في القيام بدور الوساطة بين نظامه المتهالك وبين شعبه الثواق إلى الحرية والتحرر من نظام ظل جاثما على صدور الجزائرين لعقود من الزمن..هذا طبعا، دون حاجة إلى الحديث عن عدم قدرته على لعب دور الوساطة بين دولتين جارتين هما الجزائر والمغرب اللتان تربط بين شعبيهما روابط الدم والعروبة والتاريخ والجغرافيا…فكيف له أن ينجح في رأب الصدع بين أكرانيا وروسيا…
جلس الرجل ليجيب عن أسئلة اعلامية بلاده، وهي بالمناسبة مذيعة بقناة الجزيرة، وهي في ذات الوقت من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وقد كان لها موقف واضح في عدة قضايا من بينها الصحراء المغربية والملحاف المغربي والزليج المغربي، وكانت السيدة لا تلتزم الحياد بيد كان موقفها معاديا لبلدنا، وهاهي اليوم تجلس أمام رئيس يكن بدوره العداء للمغرب ولقضيته لتحاوره بأسلوب يبدو متفق عليه مسبقا لتمرير عدة مغالطات وإعطاء الفرصة لطرف على حساب طرف آخر، فهل ستقوم القناة بتصحيح المسار وتستضيف شخصية وطنية مغربية للرد والحوار واغناء النقاش عن قضية مغربية قحة، كان للنظام الجزائري دور كبير في عرقلتها…