محاكمة لمجرد والأسئلة العالقة

لعل المُستشفَّ من الشظايا الإعلامية هنا وهناك أن ما ثبت لهيئة المحكمة الفرنسية في قضية سعد لمجرد هو هروب “الضحية” من غرفتها، وهي تبكي وتستغيث، وهذا توثقه كاميرا الفندق والشهود، لكن ظل سبب الهروب والبكاء مجهولين من وجهة نظر القانون، في غياب إقرار صريح من المتهم ، وبانعدام وسيلة إثبات جلية من “الضحية”، فلا أحد كان مع الطرفين في الشقة، ولا يمكن القول بالاغتصاب أو محاولته إلا ببرهان ساطع، فالثابت قبل الفرار من الغرفة والاستنجاد، أن “الضحية” رافقت المتهم بمحض إرادتها إلى غرفته، فهو لم يستدرجها أو يخدعها، وفي مفكرة القانون تؤخذ هذه الخطوة مأخذا مهما، فما الذي جعل “الضحية” تفر من غرفة المتهم وهي التي دخلتها عن طيب خاطر؟ و هل هروبها يفسر على أنه محاولة من المتهم لاغتصابها؟ وثمة سؤال يحتاج لجواب هو، لماذا رافقته إلى غرفته بالفندق؟ هل للتعرف عليه أكثر؟ أم لممارسة الجنس بعيدا عن الأعين بمقابل أو بدونه؟، ثم يليه سؤال آخر، ماهو دليل “الضحية” على أن فرارها من الغرفة كان بسبب هجوم المتهم عليها من أجل اغتصابها؟ فالخدوش على الوجه لا تعني أن العنف كان بغاية الاغتصاب، لاسيما وأن التقرير الطبي أثبت خلو “الضحية” من كل اعتداء جنسي، وعدم وجود أثر للسائل المنوي، حتى يمكن القول أن العنف المفترض كان لغاية جنسية.
ومن جهة أخرى يمكن أن يكون سعد قد هم ب”الضحية” يريد اغتصابها، لكن لا برهان يدعم ذلك ويستميل قناعة المحكمة، وننتظر قرارا حاسما من محكمة الدرجة الثانية يقول: “فرار الطرف المدني من الغرفة التي كانت تتواجد فيها مع المتهم ليس دليلا على قيام جناية الاغتصاب أو محاولته”.
عموما في غياب الحجة يبقى الحادث مجرد شنآن متوقع يحدث عشرات المرات في دولة لا ترى مانعا أن تختلي فتاة في سن 20 مع شخص ليس زوجها بغرفة في فندق مصنف، وأمام عدسات الكاميرات وأعين الشرطة ومسيري الفندق.
أقول هذا وهناك تقارير إعلامية تتحدث عن عصابات متخصصة في استدراج النجوم والمشاهير وتخصيص فتيات لهذه المرامي، وليس المراد من ذلك هو ابتزاز أولئك المشاهير أو تحصيل الأموال منهم، بل هو وأد مستقبلهم الفني أو الرياضي، وطبعا يكون الأداء من جهة التي سخرت العصابة…
أقول هذا ما لم يكن ثمة معطى من معطيات الملف لم تخرجه الصحافة للعلن…
    

مقالات ذات صلة

‫19 تعليقات

  1. في البلدان الديمقراطية القانون فوق كل شيء في فرنسا الرئيس جاك شراك وساركوزي و فرنسوا هولاند وعدد من النجوم الاخرين لم يرحمهم القضاء وحكموا وهذا شيء عادي..

  2. ربما ان السلطات الفرنسية ارادت الانتقام من المغرب بطريقة وحشية عن طريق المجرد سعد..

  3. كلنا سعد المجرد انه فنان محترم الله اطلق اسراحو على خير أنها مؤامرة سياسية وتصفية حسابات اللهم ارزق الصبر لوالديه ولزوجته..

  4. فرنسا ما قامت به انها أصدرت حكما على سعد المجرد بناءا على معطيات وقد أدلى بها بنفسه..

  5. الزنى كبيرة من للكبائر ❌ إذا لم يتم معاقبته في الدنيا ففالاخرة عقابه لأن الله لا يخلف وعده ولا رسله ووعده الحق إلا من تاب توبة نصوحة وامن وعمل صالحا واستغفر فعسى الله أن يغفر له ويرحمه ان ربنا غفور رحيم

  6. يا ريت لو كنتم تدافعون بنفس الطريقة عن أولائك الذين لفقت لهم تهم الإغتصاب في المغرب فحكم عليهم ب15 سنة و اكثر لا لشيء إلا لأنهم كانو مزعجون!! ينتقدون مثلا العفو عن كالڢان الذي اغتصب 11 طفل وطفلة…!!

  7. العديد من التعاليق انجرفت أمام ما كتب في المقال. إذا كان تحليلكم هكذا، فلماذا سجن بوعشرين و الراضي و الزفزافي؟؟ أين البراهين على إغتصاب بوعشرين للفتيات؟؟ أين هو الدليل على محاولة إغتصاب مثلي من طرف الراضي؟ أين هو دليل تعامل الزفزافي مع جهات أجنبية لزعزعة إستقرار الدولة و المس بأمنها؟؟؟ هؤلاء فعلا ظلموا في بلاد اللا قانون.. أما ذالك المسمى بفنان فعليه عدة شكايات في بلدان مختلفة، و أقواله غير منطقية. و سوابقه هي التي حكمت عليه و ليس توثر العلاقات بين البلدين.

  8. فرنسا دولة ديمقراطية ذات مؤسسات دستورية منها القضاء المستقل عن جميع السلطات ، لهذا فالحكم الذي أصدرته المحكمة الفرنسية ضد هذا الشخص عادل لا شك فيه .

  9. لقد ألِفنا في المغرب نوعاً من الفوضى في كل المجالات ، في شوارعنا ، في مقاهينا ، في فندقنا و في مطاعمنا ..و .. و هذه الخِصلة المذمومة تُرافِقُنا إلى الدول الأجنبيّة الديمقراطيّة التي يحكُمُها القانون الذي يُطبَّق على الجميع دون استثناء ، ليس هناك لا فنّان نجم و لا شخصيّة مرموقة …هذا ( الفنّان ) المغرور قد ارتكب جريمة لابُدّ من مُعاقبته .علماً أن القضاء الفرنسيّ مُستقِلّ لكونها دولةً ديمقراطيّة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى