رجال السبورة والطبشورة..عندما يشتعل الرأس شيبا

نفتخر، ونقف لهم وقفة احترام وتقدير، لالشيء، سوى أنهم علمونا أبجديات الحروف الهجائية، أخرجونا من ظلمات الجهل إلى نور الحق واليقين، إنهم شرفاء مهنة الطبشورة والسبورة السوداء..

يقفون شامخين، رغم تقدم السن، والاقتراب من معانقة التقاعد، على الرغم من الشيب رمز الوقار، إلا أنهم ظلوا مرابطين مناضلين مرافقين صغارهم على مقاعد العلم والمعرفة…

الأستاذ” الحبيب بنعامر”، من طينة هؤلاء، هنا بمدرسة ثلاثاء لولاد التابعة للمديرية الاقليمية للتعليم بسطات، لازال الرجل ماض في أداء الرسالة التربوية التعليمية، رسالة الانبياء والرسل بكل إخلاص وجدية ومهنية، كما وصفها زميله ورفيق دربه في ساحات النضال فوزي بوزيان كمدير لابتدائية سيدي عبد الكريم دائرة ابن احمد، قال فيه الرجل قولا لم يقله في غيره، فدون مادحا: ” اشتعل الرأس شيبا ولازال على العهد المهني معتزا بأبنائه من تلامذته الذي تعاقب على تعليمهم منهم أطر عليا اليوم، بخط جميل منظم على سبورة سوداء يرسم دروسه بمنهجية مهنية مستعملا الطبشور غير عابئ بما استنشقته رئتاه من غبار أبيض، وعلى هذا الاساس استمر على درب النضال مع اخوته مناضلي ومناضلات النقابة الوطنية للتعليم فدش كقيادي محلي وإقليمي مسؤول بنفس المبادئ الأصيلة” هكذا كانت شهادة الرجل في الرجل…

رجل تعليم، بوزرة بيضاء ونظرات ثاقبة، وعلامات الوقار بادية على محياه، شأنه شأن العديد من بني جلدته ممن رفعوا الطبشورة وارتدوا الوزرة البيضاء، وانتصبوا شامخين أمام السبورة السوداء، دفاعا عن المدرسة العمومية، كمعلمين وأساتذة ومربين، سلاحهم العلم وزادهم المعرفة وعزة النفس، كان لهم الفضل علينا وعليك وعليهم، ربوا الاجيال ولقنوا الدروس وساهموا في بناء الأمة وصناعة الاجيال…إنهم شرفاء مهنة التعليم.

شأنه كشأن كل شريف عفيف قضى زهرة شبابه في المداشر والقرى النائية اتخذ من زاوية قسم مهترئ مسكنا له، تراه يسابق الطيور في البكور ليستقبل تلامذته في عز القر والحر، فاتحا لهم باب العطاء والمحبة والوفاء، شامخا كالرمح يلقي سهام المعرفة والمعرفة والعلم ليصيب بها مكامن الخلل ومواطن العلل

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى