نعم أخنوش.. ما يدوم غير المعقول!

أتفق تمام الاتفاق مع مايسة سلامة الناجي، وأبدأ بما أنهت به مقالها “ما يدوم غير المعقول”.

أتفق تمام الاتفاق مع مايسة لأنها اتفقت مع عزيز أخنوش والذي ختم بدوره تصريحه المقتضب أمام وسائل الإعلام بذات العبارة “ما يدوم غير المعقول”.

أتفق معها تماما لأنها لم تفاجئني بمقالها الأخير عن عزيز أخنوش، والذي لا يمكن إلا أن نشم من بين ثنايا سطوره رائحة العنف المشحون بحروف من الحقد وتصفية الحساب بالوكالة، خاصة وأن “أختنا في الله” هاته تحمل في جيناتها أصول الخطاب المتطرف الذي أفصحت عنه بصراحة يوما ما مؤيدة تأييدا مطلقا أحد شيوخ التطرف الذي يهدد النسق العام للمجتمع المغربي، ومع ذلك نجد هاته “الكاتبة” تستمر في صولاتها وجولاتها “الفيسبوكية الزرقاء” دون أن يدق ولا أحد منا “ناقوس الانتباه” لمثل هاته المقالات العنيفة..

أتفق معها تماما وهي التي لا تزال مستمرة في الاشتغال بالوكالة أحيانا ذات اليمين وأحيانا أخرى ذات اليمين المتطرف، بل أجد نفسي ألتمس لها الأعذار أحيانا، لأنها في آخر المطاف تبقى وفية لحرفتها الأولى كمضيفة للطيران، وهل يخفى علينا ما تتطلبه هاته المهنة من حرص على إرضاء الزبناء -مع احترامنا للمضيفات الشريفات- وهل لها من عمل الآن سوى إرضاء آلاف المعجبين على حائطها الأزرق بما هو مطلوب في سوق “الكومونطير والإعجاب والبارطاج” الوهمي الافتراضي، حتى وإن كانت تعلم في قرارة نفسها أنها غارقة في وحل التجني على هيئات، وتنظيمات، وشخصيات وطنية، بما ترقنه من كلمات لا تبتعد دلالتها اللفظية عن خطاب شيوخ التطرف.

لا أريد أن أطيل هنا في كثير من “الاتفاق” حتى وإن كان ممزوجا ببعض من السخرية السوداء، لأنني ببساطة أخاف أن أتحول من دائرة “الاتفاق” إلى أنفاق “النفاق” وذاك مالا أرضاه لنفسي..

أعود مجددا إلى مقالتك معلقا.. نعم الشعب المغربي اكتوى حقيقة بنيران الزيادات الكبيرة والمتتالية في الأسعار، والتي يعلم الجميع من كان وراءها، ولا يمكن لعاقل إنكارها، دون تحوير ودون تهريب للنقاش الحقيقي.

لكن تعالي معي سيدتي وأنت جاحظة العينين، لأذكرك بالنقاش الحقيقي، وهو التساؤل عمن كان وراء تحرير سعر المحروقات، النقاش الحقيقي هو التساؤل عمن يخطط الآن للإجهاز عن ما تبقى من القدرة الشرائية “المهلوكة” للمواطن البسيط، عبر الإلغاء النهائي لصندوق المقاصة.

تعالي معي سيدتي لأذكرك إن كان لك قلب أو ألقيت السمع وأنت شهيدة، أن الدعوة لمقاطعة منتوجات بعينها دون أخرى لا يمكن إلا أن تشتم منها رائحة التسييس، هذا إذا لم يكن أنفك مصابا بداء التحامل.

تعالي معي سيدتي لأذكرك ثالثا أن هاته المقاطعة قد تم تأجيلها لبضع سنوات، وتحديدا منذ تحرير أسعار المحروقات بالإضافة إلى منتوجات أخرى عندما كان زعيم الكتائب قائدا لسفينة الحكومة، غير أن ذلك تم تأجيله بطريقة مثيرة إلى أن انقضت على هاته المطالب المشروعة أياد آثمة، والتي صارت تتقن المتاجرة بكل شيء، ذلك أنها بعدما فشلت في تسييس الدين، ها هي الآن تجرب تسييس الاقتصاد عبثا.

على أي، تعالي معي سيدتي لأذكرك أخيرا وليس آخرا أن الشعب المغربي شعب ذكي وعظيم، حتى في التعبير عن غضبه، وحتى في احتجاجه الذي لا يمكن وصفه إلا بالرقي، فأرجوكم اتركوه وشأنه يمارس قناعاته كما يريد.

أرجوكم اتركوا هذا الشعب يمارس غضبه كما يريد دون زرع بذور التشكيك والتخوين والتدليس والبهتان.

ختاما أهمس في أذن “أختنا في الله” معبرا لها بصراحة على أنني أجد صعوبة بالغة في تصنيفها، من تكون؟ من يقف وراءها؟ من يدعمها؟ ما خطها؟ مكتفيا بهذا القدر من التساؤلات والتوجسات حتى لا أقول أشياء أخرى تعلمها مايسة جيدا ونعلمها معها أيضا.

 

 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. أحيي صاحب المقال على خطه المتزن والمتوازن الذي أفحم مايسة سلامة الناجي، بدون تجريح للمقاطعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى