اللعب مع الكبار.. إسبانيا تقلم أظافر كابرنات الجزائر
اللعب مع الكبار، ذلك ما اختاره نظام الكابرانات في علاقته مع الجارة الشمالية إسبانيا التي رفع في وجهها سياسة التحدي قبل أن تصفعه على خذيه معلنة عن حزمة من العقوبات قد تزيد من تعميق الهوة بينه وبين الشعب الجزائري التواق إلى الحرية والعيش في سلام وكرامة.
كابرانات الجزائر بسياستهم التقليدية التي لم تساير العصر ولم تواكب التغيرات والمتغيرات التي يعرفها العالم المتحضر بنظامه الاقتصادي الجديد التي بات يتشكل منذ أزمة كورونا،(لازال هذا النظام العسكري المتهاكل والمتهاوي) يعزف على فزاعة العدو الوهمي وعدائه اليومي الذي يكنه للمغرب ليل نهار بهدف اخماد نيران الاحتجاجات المتواصلة داخل رقعته، بدل أن يجد هذا النظام الشيخوخي، مخرجا يحفظ له ما بقي من دم في وجهه والعمل على نهج سياسة اقتصادية منفتحة تعيد لبلد الغاز والبترول هيبته وكرامته، تجده متمادي في تبنيه لسياسة العناد التي ينهجها بقصد أو جهل، جعلت منه عدوا لنفسه وأقحمته في عزلة اقليمية امتدت إلى عزلة دولية حتى مع جيرانه الأوربيين.
سياسة كابرانات الجارة الشرقية، وتطاولها على الجارة الاسبانية غداة تجميد معاهدة الصداقة بين البلدين في وقت سابق، لم تمر بردا وسلاما، إذ سرعان ما جاء الرد سريعا من مدريد عبر تنزيل سلسلة من العقوبات في حق النظام العسكري الجزائري، كرد قاسي وفوري بلغ مبلغ تقليم أظافر جنرالات الجزائر، ذلك ما ذهبت إليه جريدة الشروق الناطقة باسم الكابرانات التي اعتبرت تجميد الجزائر للاستيراد والتصدير من إسبانيا، في أعقاب تعليق معاهدة الصداقة بين البلدين، قابله فرض السلطات الإسبانية لشروط على كافة السلع المتجهة من موانئها نحو الجزائر، حتى تلك غير الإسبانية المنشأ وشمل الإجراء الطرود أيضا، من خلال التعليمات الصادرة من غرفة التجارة الإسبانية إلى مصالح الجمارك وكافة المتعاملين الاقتصاديين بإقليمها تمنع من خلالها خروج السلع من المملكة الإسبانية نحو الجزائر دون خضوعها للجمركة، موقفة بذلك كافة الامتيازات السابقة التي كانت تتيح خروج السلع بسلاسة ومرونة في السفن المتجهة إلى الجزائر.
موقف اسبانيا الجريء هذا، اعتبره محللون وسياسيون مهتمون بالعلاقات الدولية، يندرج في إطار إعادة ” التْرابي” لكابرانات النظام العسكري الجزائري، وهو القرار الذي لا محالة سيخلف آثارا وخيمة على مستوى الوضعية الاقتصادية الهشة التي تعرفها الجزائر في زمن تداعيات كورونا والحرب الأوكرانية وغلاء الأسعار.