أمـزازي: برلمان الطفل جهاز لترسيخ القيم

أثنى سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث في كلمته على هامش أشغال الجلسة الختامية للدورة الجهوية لبرلمان الطفل التي انعقدت بمقر الأكاديمية الجهوية البيضاء سطات، (أثنى) على الدور الذي يقوم به الأطفال البرلمانيين الذين التأموا في إطار أشغال هذه الدورة، على اختيارهم أطفالا برلمانيين لتمثيل أقرانهم بالدوائر الانتخابية التي ينتسبون إليها، منوها بالمجهوداتِ الّتي بَذَلَهَا قدماءُ برلمانِ الطفلِ، ولاسيما منذُ إطلاقِ ملكِ البلاد محمدٍ السادس أوراشَ المبادرة ِالوطنيةِ للتنميةِ البشريةِ، وَبَلْوَرَةِ الخُطَّةِ الوطنيةِ للطُّفولةِ: “مغربٌ جديرٌ بِأطفالهِ “.

وأكد أمـــــــزازي على أن برلمان الطفلِ أصبح فعلاً “مدرسةً للتربيةِ على المواطنةِ والديمقراطيةِ، وقوَّة ًاقتراحيةً، في كل ما يرتبطُ بتدبيرِ الشأنِ العام، منوها بمنجز المَرْصَدِ الوطنيِ لِحُقوقِ الطفل تحت رئاسة الأميرةِ للا مريم من خلالِ البرنامجِ الوطنِي للِاستِماعِ والتَّبليغِ والدِّفاعِ عن الأطفالِ ضحايا العُنفِ والاِستغلالِ والإهمالِ؛ أو برلمانِ الطفلِ كجهازٍ للمساهمةِ في ترسيخِ ثقافةِ المُواطنةِ وقِيَمِ الديمقراطيةِ لَدَى الأجيالِ الصّاعدةِ من خلالِ تنميةِ وَعْيِهَا بِحُقوقِها ووَاجباتِها.

وشدد الوزير الوصي على القطاع على أهمية هذا اللقاء في الحفاظ على استمرارية دِينامِيَةِ دورات برلمان الطفل وما يفتحه من أفق يسهم في ترسيخِ ثقافةِ المواطنةِ، وقِيَمِ الديمقراطيةِ لَدَى الأجيالِ الصَّاعِدَةِ، عبر إنماء وَعْيِهَا بِحُقوقِها َوواجباتِها، وخَلْقِ ثقافةِ الحوارِ فيما بينَ الأطفالِ من جهةٍ وبينَ الأطفالِ والمسؤولين من جهةٍ ثانيةٍ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الوزارة بلورت مقاربة تربوية مندمجة لتنزيل برنامج تربية الناشئة على القيم، وهي ماضية اليوم في تنزيلها من خلال إرساءِ الآلياتِ المناسبة ِ عبر عدد من المداخل وفي المقدمة منها : مدخل المناهج والبرامج الدراسية ، ومدخل أنشطةِ الحياةِ المدرسيةِ، وكذا بعض التدابير التي اتخذتها الوزارة في هذا الصدد كإدراج تدريسِ مادّةِ المُواطَنةِ في السِّلْكَيْنِ الابتدائي والإعدادي، وتنقيح الكُتُبِ المدرسيةِ (122 كتابا مدرسيا) موازاةً مع لحظةِ التَّحَوُّلِ التي عَرَفَها المغربُ في ظل ِّالدستورِ الجديدِ، وإحداثُ مَرْصَدِ القِيمِ الذي أُنيطَتْ بِهِ مَهَمَّةُ دَعْم ِوتعزيزِ مجهوداتِ الوزارةِ في مجالِ النّهوضِ بِالقِيَمِ الوطنيةِ والإنسانيةِ في المناهجِ والكتبِ المدرسيةِ من خلالِ قراءةِ كلِّ الإنتاجاتِ التربويةِ المُتَداوَلَةِ في المدرسةِ المغربيةِ من زاويةِ القِيَمِ، بالإضافةِ إلى مهامِ الرَّصْدِ والبَحْثِ والتَّتَبُّعِ وتَقْوِيمِ الظَّوَاهِرِ والسلوكات المُرتبِطةِ بالقيَمِ داخلَ الفضاءِ المدرسِي، ناهيك عن ما أصدرته الوزارة من مجموعةٍ من القراراتِ والنّصوصِ التنظيمية لتأهيل وتأطيِرِ الفضاءاتِ المدرسيةِ، وتحديدِ آلياتِ التفعيلِ وضبطِ عملِ المتدخلينَ من قبيل مجالس المؤسّسةِ، والمجالس الإدارية للأكاديمياتِ، واستثمار الاتفاقيات الدوليةِ لحقوقِ الطفل، وتفعيل الأنديةِ التربوية، وإدماج مبادئِ مدونةِ الأسرة، وتخليد الأيامِ الوطنيةِ والعِلْميةِ ذاتِ الصّلة.

وخلص سعيد أمزازي إلى أن وزارته اتخذت جملة من التدابير والإجراءات استهدفت تعزيزِ الحقِّ في مشاركة التلميذاتِ والتلاميذِ، وتربيتِهِمْ على المُمَارَسةِ الديمقراطيةِ من خلالِ الحرص على ضمان مشاركتِهِمْ في مُخْتَلِفِ مَجَالِسِ المُؤَسَّساتِ، وتدبيرِ الشَّأْنِ التّربوِي والمجتمعِي على غِرارِ تجربةِ برلمانِ الطفل.

ومن جهته أعرب عبد المومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية، (أعرب) عن اعتزازه باختيار الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين البيضاء سطات كمحطة لانطلاق الدورات الجهوية لبرلمان الطفل، منوها بالتفاعل الإيجابي للأطفال البرلمانيين مع مختلف مضامين الورشات، مما سينعكس لا محالة على ممارستهم اليومية داخل الحياة المدرسية، وامتداداتها في الحياة اليومية.

عبد المومن طالب الذي كان يتحدث على هامش أشغال الجلسة الختامية للدورة الجهوية لبرلمان الطفل المنظمة من لدن المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت شعار “من أجل طفل مواطن وفاعل في التنمية الجهوية والوطنية”، قدّم شكره للمرصد الوطني لحقوق الطفل ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي على هذه المبادرة النبيلة التي تتيح الفرصة للأطفال البرلمانيين ومن خلالهم كافة التلميذات والتلاميذ بهذه الجهة الانخراط الواسع في الشأن المحلي والجهوي، ووضع خطط عمل وتنفيذها، مغتمنا هذه الفرصة ليؤكد من جديد انخراط الأكاديمية التام في تفعيل الخلية الجهوية للتنسيق، وتسخير كافة الإمكانات المتاحة لدعم عمل الأطفال البرلمانيين، بما يحقق الأهداف المرجوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى