في ظل الخصاص وسوء توزيع الموارد البشرية.. الموت يخطف طبيبة المستعجلات بسطات

فقدت المنظومة الصحية بإقليم سطات إحدى طبيباتها المشهود لها بالكفاءة والتواصل الفعال ويتعلق الأمر بالدكتورة سهام السعدي التي كانت تشتغل قيد حياتها بقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بسطات والتي وافتها المنية أمس الأربعاء بشكل مفاجئ، وبالتالي يكون القطاع الصحي بالإقليم وخاصة بهذا المستشفى الذي يعاني أصلا من سوء تدبير الموارد البشرية والخصاص المسجل على مستواها، قد فقد أحد كوادره في زمن الخصاص، وهو الأمر الذي سينعكس سلبا على السير العادي بقسم المستعجلات.

فأمام التلكؤ في تعيين مدير رسمي على رأس إدارة المستشفى، وفي ظل تفاقم العديد من المشاكل والاكراهات اليومية، يبقى قسم المستعجلات الملاذ الوحيد للمواطنين والفقراء الباحثين عن العلاج، إذ يتحول في معظم الأحيان إلى ما يشبه حلبة للمصارعة والصراخ والتدافع والسباق نحو ولوج قاعات الفحص من قبل المواطنين ومرافقيهم، ومن بين ثنايا هذه المشاهد اليومية المملة، تقف الأطر الطبية العاملة بهذا القسم وقفة تأمل لتقييم الوضع المشوب بالحذر خوفا من تكرار سيناريو مابات يعرف بـــ”سياسة التنقيل دون التعويض، ووضع الرخص المرضية ذات الطابع الفجائي”، لاسيما وأن هذه الأيام يحتدم النقاش على منصات التواصل الاجتماعي وداخل ردهات المستشفى حول الخصاص المهول الذي سيعاني من هذا القسم على وجه الخصوص والمستشفى على وجه العموم.

ويذكر، أن مستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات وعلى الرغم من النقص الحاد في الموارد البشرية إلا أنه لازال يصارع من أجل البقاء ويقدم خدماته للطبقة الفقيرة من حاملي بطاقات راميد وغيرهم، لكنه يعيش على وقع المعاناة الحقيقية المتمثلة في النقص الحاد في الكوادر الطبية من أطباء مختصين مقيمين وممرضين ناهيك عن الغيابات المتكررة لبعض أطره، مما يجعل قسم المستعجلات في مواجهة مباشرة مع الحالات المرضية وضحايا حوادث السير التي ترد عليه بشكل مسترسل، مما يضع الطاقم الطبي المشرف أمام واقع مرير، مجبرا من خلاله على تقديم خدمات طبية في ظروف غير لائقة تكمن مجملها في الفوضى العارمة التي تعم المكان والناتجة عن سوء التنظيم، والضغط على مستواها وقلة الوسائل الضرورية للعلاج وكذا لجوء البعض إلى تدخل معارفهم لإجراء الفحوصات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى