لشكر: المعارضة الاتحادية مسؤولة وقائمة على الوضوح في الموقف والموقع

أكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، أن المعارضة الاتحادية مسؤولة وحريصة على التعددية السياسية والتوازن المؤسساتي وخدمة القضايا الكبرى للوطن.

واعتبر لشكر، أن وجود الاتحاد في المعارضة كان ولا يزال من أجل حماية البناء الديمقراطي ومؤسسات هذا البلد، مشيرا إلى مواجهتها لكل أشكال التغول التي عرفها المشهد السياسي مؤخرا، والتي سعت إلى إضعاف المؤسسات بما في ذلك الاعتداء على سلطات البرلمان.

ونوه الكاتب الأول، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية لورشة التفكير التي نظمها الفريق الاشتراكي من أجل إعداد مخطط عمل للولاية التشريعية الحادية عشرة 2021 – 2022 بمراكش يوم 22 مارس 2022، بالأداء البرلماني للفريقين الاشتراكيين بمجلسي البرلمان خلال الدورة البرلمانية الخريفية، خاصة أمام الهيمنة البرلمانية التي مارستها الأغلبية الحكومية والبرلمانية.

كما ثمن عقد الفريق الاشتراكي لهذه الورشة الداخلية من أجل تقوية التواصل الداخلي وتقييم الأداء النيابي والتفكير الجماعي بخصوص العمل المستقبلي.

وأشار إدريس لشكر إلى أن الورشة الداخلية تأتي بعد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، والذي انعقد بكل شفافية و مسؤولية من خلال منصات جهوية أكثر فعالية، مشيرا إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي تمكن في سابقة من نوعها من عقد مؤتمره عن بعد، في جو تميز بالحوار والإنصات والتواصل وبالمساهمات والمخرجات المهمة التي عكستها وثائق المؤتمر. كما أشاد بتمكن الحزب، لأول مرة في تاريخه، من إفراز تنظيمات جهوية ستشكل نقطة انطلاقة جديدة في عمل الاتحاد الاشتراكي.

علاوة على ذلك، اعتبر الكاتب الأول أن الفريقين الاشتراكيين بمجلسي البرلمان واجهة أساسية للحزب على مستوى المؤسسة البرلمانية التي تعتبر أقوى مؤسسة يمكن من خلالها تبليغ القرار الحزبي للرأي العام.

ولذلك، دعا الفريق الاشتراكي بمجلس النواب إلى الإعداد للدورة البرلمانية المقبلة أخذا بعين الاعتبار التطورات الإيجابية في محاصرة الجائحة والخروج منها، وبالتالي العودة إلى الحياة الطبيعية وما يستتبعه من ظروف مواتية للعمل الجماعي والحضوري لأشغال هياكل البرلمان.

وزاد المتحذت أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار كذلك التحول الكبير الذي شهدته قضية الوحدة الترابية وضرورة استثماره بشكل مسؤول وشجاع في سياق الدينامية الوطنية تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية.

وأكد أن موقف الاتحاد الاشتراكي هو اللاتنازل عن القضية الوطنية والتأسيس للدبلوماسية على أساس خيار الشعب المغربي، ولا شيء غير ذلك.

واستشهد الكاتب الأول بما وقع حاليا في موقف إسبانيا الذي لا يعتبره انقلابا، وإنما تطورا في الموقف وتعاملا مع الواقع لمسؤوليتها التاريخية والأخلاقية ولمعرفتها بحقائق التاريخ.

وعزا إدريس لشكر هذه التحولات في العديد من مواقف الدول إلى تفوق العهد الجديد في معالجة العديد من القضايا الاستراتيجية، ومن ضمنها ملف الوحدة الترابية الذي تم تدبيره بشكل محكم من طرف جلالة الملك محمد السادس، مشددا على أن هذه المسائل الاستراتيجية لا معارضة ولا أغلبية فيها.

وعلى صعيد آخر، تساءل إدريس لشكر عن أية معارضة سيمارسها الاتحاد الاشتراكي وفريقاه البرلمانيان، مؤكدا على نجاح الفريق الاشتراكي بمجلس النواب في تدبير وتنسيق المعارضة البرلمانية، ومشددا على أن هذا التنسيق يحتاج مستقبلا إلى حد أدنى من الوضوح في الموقف والموقع، والتوافق والاحترام في ما بين مكوناته.

ودعا إلى ضرورة ممارسة معارضة مسؤولة، رقابية لا تتنازل قيد أنملة عن أية قضية تهم المال العام والتدبير العمومي، ولا يحدها في ذلك إلا القانون.

كما دعا إلى الدفاع المستميت عن حقوق المعارضة، ومتطلبات الدولة الاجتماعية والعدالة الاجتماعية والحقوق والحريات كما نصت عليها وثائق الحزب، خاصة البرنامج الانتخابي والمقرر السياسي للمؤتمر الوطني الحادي عشر.

يذكر أن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب نظم ورشة التفكير من أجل إعداد مخطط عمل الولاية التشريعية الحادية عشر