الأطباء الخواص يحتجون ضد رفض الحكومة “مراجعة تعريفة كلفة العلاج”

هبة بريس – الدار البيضاء

نظم ممثلو خمس تنظيمات نقابية ومهنية للصحة بالقطاع الخاص وقفة احتجاجية رمزية وهم يضعون شارات احتجاجية سوداء، صباح الإثنين 7 مارس بالدارالبيضاء، لتجديد تأكيد استنكار الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع مراسلاتهم التي تدعو عددا من مسؤوليها إلى عقد جلسات للحوار، بغية تدارس مختلف المطالب المرفوعة، وعلى رأسها مراجعة التعريفة المرجعية الوطنية بشكل يضع حدّا لاستمرار تحمّل المؤمّنين لما يعادل 54 في المئة من كلفة العلاج التي تخص كل ملف مرضي، بالنظر إلى أن المصاريف المستردّة لا تتوافق مع ما يتم تسديده، لأنها تحتسب قيمة فحوصات تعود إلى سنة 2006 لحظة توقيع الاتفاقية التي يتعين مراجعتها كل 3 سنوات، الأمر الذي لم يتم احترامه إلى غاية اليوم.

وأكد المحتجون، أنهم يرفضون شيطنة الطبيب المغربي بشكل عام، وطبيب القطاع حر خصوصا، ويستنكرون تعميم المغالطات لتشويه صورتهم واستهدافهم، كترويج أنهم يستعدون لرفع التسعيرة، وهو الأمر الذي لا أساس له من الصحة.

وشددوا خلال هذه الوقفة على أن مطلب مراجعة التعريفة المرجعية الوطنية هو لحماية المؤمّنين الذين يتم التعامل مع ملفاتهم المرضية بتقشف من طرف الصناديق الاجتماعية، في الوقت الذي تحقق فيه فائضا ماليا كبيرا يجب أن يخصص لعلاج المرضى، والذي يصل إلى 37 مليار درهم بالنسبة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و 16 مليار درهم بالنسبة لـ “كنوبس”، علما بأن الأمر يتعلق بصناديق اجتماعية وليست مالية استثمارية، في الوقت الذي لا يجب على المؤمّن أن يسدد أكثر من 20 في المئة من مصاريف العلاجات.

وفي تصريح صحفي قال، البروفيسور رضوان السملالي، رئيس الجمعية الوطني للمصحات الخاصة، :”إن هذا الشكل الاحتجاجي الرمزي الذي تم تنظيمه صباح الاثنين يعتبر رسالة جديدة للتعبير بشكل حضاري عن عدم رضا أطباء القطاع الخاص لتجاهل المسؤولين لمطالبهم، وعلى رأسها مراجعة التعريفة المرجعية وتطوير العرض الصحي وكذا النقطة المتعلقة باستفادة هذه الفئة من التغطية الصحية، والتي تعتبر مطالب عادلة ومشروعة تهدف إلى تجويد الخدمات الصحية بما يستجيب لانتظارات المواطنين”.

من جانبه، قال الدكتور سعد أكومي، الرئيس المؤسس للتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، بأن تنظيم الوقفة وحمل الشارة السوداء، يأتيان تبعا لقرار الجمع العام الذي قرر تأجيل إضراب شهر فبراير وتعويضها بالشارة من 3 إلى 10 مارس، احتراما لخلاصات اللقاء الذي تم عقده بين ممثلي الأمة في الأغلبية والمعارضة بمجس النواب مع مسؤولي النقابات والجمعية، والذي خلص إلى تنظيم يوم دراسي في العاشر من الشهر الجاري، لإيجاد حلول لكل ما هو عالق ومتعلق بالمنظومة الصحية والمساهمة في التنزيل السليم للورش الملكي للحماية الاجتماعي. وتأتي كذلك احتجاجا على غياب تفاعل من الحكومة التي لم تتجاوب مع كل المراسلات التي تم توجيهها إليها، وللتأكيد على أن نضال أطباء القطاع الخاص يهدف إلى تجويد الخدمات الصحية وللمطالبة بتمكين هذه الفئة من التغطية الصحية على قدم المساواة مع غيرهم.

الدكتور أحمد بنبوجيدة، رئيس النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، صرح مدوره موكداً على أن الوقفة تطالب كذلك بإنصاف أطباء القطاع الخاص وبتمكينهم من تغطية صحية منصفة التي لطالما نادوا بها، إضافة إلى مراجعة التعريفة المرجعية، مع حث الحكومة على الجلوس لطاولة الحوار من أجل الإنصات لـ 13 ألف طبيب بهذا القطاع حتى يتسنى تعبئة كل الجهود وتظافرها وتكتلها لخدمة الصحة بالشكل الذي ينتظره الجميع ويتوافق مع ركائز الورش الملكي للحماية الاجتماعية، خدمة للمواطن المغربي أولا وأخيرا.

أما الدكتور الطيب حمضي، رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالقطاع الخاص، أوضح أنه “ومراعاة للظرفية التي تمر منها بلادنا وإيمانا منا بأهمية المقاربة التشاركية وضرورة مدّ جسور الحوار، ونظرا لأن الأشكال الاحتجاجية نمارسها كنقابات حين تكون هناك أعطاب في الحوار، وهو ما دفعنا لإضراب 18 يناير، لكن للأسف تأكد لنا العطب لا يزال متواصلا، وبالتالي فالوقفة وحمل الشارة هما للفت الانتباه من أجل فتح حوار جدي يؤدي لنتائج لا على مستوى العدالة فيما يخص استفادة أطباء القطاع الخاص من التغطية الصحية وتمكينهم من الحماية الاجتماعية ككل المغاربة بشكل متكافئ ولا فيما يخص مراجعة التعريفة المرجعية الوطنية، التي كان من المفروض أن نكون في نسختها السادسة، مما يؤدي إلى استمرار خلق المشاكل بين المؤمّنين والأطباء والمصحات والصناديق”.

الدكتور حميد البياض، ممثل الفدرالية الوطنية لنقابات أطباء الأسنان بالقطاع الحر بالمغرب، أشار في تصريحه إلى أن الوقفة تندرج ضمن البرنامج النضالي الذي سطّرته التنسيقية الذي يدافع أولا عن المصلحة العامة للمواطنين وعن حقهم في صحة متكافئة ويطالب ثانيا برفع الحيف عن أطباء القطاع الخاص من أجل استفادتهم من التغطية الصحية، مشددا على أن تهميش الطبي بالمغربي لن يخدم المنظومة بل سيعمّق من جراحها ويكرّس الحكرة التي يحسها كل أطباء القطاع الخاص.

وأكد ممثلو التنظيمات النقابية على أن ترحيبهم بمقترح رئيس فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب خلال الاجتماع مع رؤساء الفرق من الأغلبية والمعارضة، من أجل تنظيم يوم دراسي في 10 مارس، كان دافعا لتأجيل الإضراب الذي كان مقررا في 20 فبراير، مع استحضار الوضعية الدقيقة التي تمر منها بلادنا، لهذا فهم ينتظرون أن يعرف اليوم الدراسي مشاركة المسؤولين وأصحاب القرار إضافة إلى الفاعلين الصحيين المختلفين، كي يخرج بتوصيات مسؤولة تساهم في تنزيل سليم لمضامين الورش الملكي للحماية الاجتماعية، مع التشديد على أن استمرار تغييب الحكومة للمقاربة التشاركية وعدم التفاعل مع المراسلات الموجهة إليها من أجل الحوار قد يشكل دافعا للعودة إلى الإضرابات التي لا تعتبر هدفا وإنما هي وسيلة احتجاجية قد يفرضها استمرار التهميش وإقصاء أطباء القطاع الخاص من كل حوار جاد.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. رأيي ان المريض ضحية مصاصي الدماء الا من رحم الله اغلب الدكاترة اصبحوا مليارديرات بفضل جيوب المواطنين ارخص زيارة عند الدكتور ب300درهم في ظرف ربع ساعة الكل اصبح يبحت عن الثراء الفاحش في كل شيء ليس الطب فقط سير على الله

  2. الأطباء كلهم يملكون الفيلات و الشاليهات و السيارات الفارهة و الفيرمات …و يسمعون في المواطن البسيط ليمصو دمه والله عار عليكن يا أصحاب الرسالة ال…

  3. سبحان الله، تطالبون بالزيادة وكانكم ملائكة، فالخارج من مصحتكم بخير فقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تاخر، وما تقبضونه من تحت الطاولة ماذا تسمونه، اليست سرقة موصوفة، كفاكم بكاء على الميت وانتم قاتلوه.

  4. فعلا صناديق التامين والحماية الإجتماعية تنهب جيوب الضعفاء بدل ان تخفف عنهم وتتعامل مع الملفات كلعبة الحظ وتكون نسبة الإسترداد غالبا اقل من خمسين في المئة

  5. انا مريض بمرض مزمن السكري وكندوز كل ثلاتة شهور 2013كنت كندوز ب200درهم 2017تفاجأت بلافتة فيها ثمن الزيارة 250درهم وفي 2020 لافتة اخرى٢ثمن الزيارة300درهم للاسف بدلت الطبيب لقيت نفس الثمن وللاشارة كلهم عندهم عدد محدود يصل الى30مريض زيارة في اليوم إلى جيتي فوق هاد العدد ترجع غدا الثلاتة دالعشية كيسالي الطبيب الزياراا وصل المبلغ اللي حددو لراسو كمدخول يومي والباقي جاي
    الله ياخد فيهم الحق. شافو السياسي فظرف خمس سنين خدمة في مقاولة الدولة صبح ملايري ومستثمر ومقاول كلشي بغا يرجع ثري في ظرف وجيز على حساب الشعب. وفين الشعب

  6. الكل يتكالب على جيوب هذا المواطن المغربي المسكين الذي لم يجد احدا يدافع عنه فكل قطاع الخواص والعمومي والتنظيمات الاجتماعية والمقاولينةالعقاريين .ووووو يسعون بكل ما يملكون من جهد لاستنزاف هذا المائن الذي لا يملك الا الله عز وجل وامله فيه كبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى