أخطر من كورونا : شبح “أم الجوائح” يخيم على مغربنا

هي جائحة أجل وأعظم وأخطر من فيروس كورونا ومن كل الفيروسات، فلِكورونا علاج، لكن لا دواء لأم الجوائح هذه التي لاح شبحها من بعيد لكل ذي نظرة وبصيرة..

إنها نذرة المياه الآخذة في الانقراض، إنها جائحة نفاذ الماء، وجفافه من آبارنا وسدودنا وأنهارنا وعيوننا وشلالاتنا وسواقينا، فلتعلموا أن حقينة السدود انخفضت للنصف وذلك النصف نصفه مغمور بالأوحال والطين فلا يبقى غير ربع من المخزون نستنزفه في أقل من ستة أشهر، ثم نقعد نتبادل العتاب واللوم و…و….

الماء لا يُستورد ولا يُصنع ولا يُنتج، الماء يهبط من السماء، وسماؤنا شحت ولم تهطل علينا بالغيث، وفرشتنا المائية جفت، وهذا يتجاوز حجم خطايانا ويتخطى فكرة الانتقام الإلهي، فأهل المناطق الجافة دوما ليسوا أقل منا إيمانا، وأهل المياه المتدفقة ليسوا أفضلنا هداية وتقوى، نحن نغوص في صلب مناخ يتأثر و يتغير رويدا رويدا ويقودنا نحو انتهاء مادة المياه من بلدنا، فقد كنا نعيش جفافا سنة كل خمس سنوات، ثم سنتين كل خمس سنوات، فأصبحنا في تناوب بين سنة مطيرة نسبيا تليها اخرى قاحلة.

الدولة بحكوماتها وبرلمانها وجميع مؤسساتها لن تقوى على إنتاج الماء، ولا على سد الخصاص منه، ولا على توفيره، الدولة عاجزة أمام صغار المشاكل من تشغيل وتعليم وسكن وصحة، فكيف لها أن تنجح في علاج أضخمها وأكبرها على الإطلاق، مشاريع الدولة محتشمة وخجولة في هذا الباب، وكل خطب السياسيين في هذا الشأن إنما هي للاستهلاك وتفراق اللغا، فكل ما ستفعله الدولة هو إعلانات عن قطع التزويد بالماء عن مدن أو أحياء، فقد استفاقت الدولة متأخرة كثيرا عندما كانت المياه تضيع عبثا، لذلك علينا جميعا أن ندرك خطورة الوضع فهو يذهب نحو الخروج على السيطرة، فإذا وصلنا إلى مرحلة تحلية مياه البحر، أو تدوير المياه العادمة، فإنه لا زراعة ولا فلاحة ولا قمح ولا شعير ولا ذرة ولا خضر ولا فواكه ولا لحم و ولا دوش ولا حمام، وبالكاد سنتدبر أمر شربة ماء، وعلينا أن نودع حياة السكينة المتدفقة بالماء التي عشناها برعونة.

نحن على حافة هاوية بلا قاع، سنفقد فيها حياة الدلل والبدخ اللتين كنا نحياهما ولا نحمد الله، يوم كنا ندفق المياه بلا حساب، ونعبث بها بلا رقيب، ونملأ المسابح ونغسل السيارات ونسقي الهكتارات والحدائق والملاعب….

نحن في الطريق الى مناخ شبه صحراوي، لا نرى فيه غيوما ولا نسمع فيه رعدا ولا برقا، ولا نشاهد المطر ينسكب من السماء إلا لماما، وعلينا أن نعد العدة ونأخذ الجرعات لتحصين أنفسنا من المستقبل الجاف الذي ظهر لنا طيفه…

أين نحن من هذه الكارثة؟ وماذا نملك من الأمصال واللقاحات والأدوية والحلول لنواجهها؟…

في المحصلة نحن لا نملك الحل لكن الانشغال بالكارثة جزء من الحل، فعلى الأقل نعد أنفسنا للقادم الأسوأ، ونعيد النظر في بعض سلوكاتنا التي نهدر بها أصل الحياة وهو الماء، لأننا تخطينا عتبة إخوان الشياطين على مستوى التبذير، بل صرنا ضباطا للشياطين، مشاريع تسرق المياه، فيربح صاحب المشروع ويعطش الوطن، وكميات من مياه الأنهار والأمطار والعيون والشلالات تذهب سدى في جوف البحر، كم سقينا من ملاعب الكولف والكرة بمياه عذبة زلالة فهاقد نفذت المياه ولم نجن من تلك الملاعب غلة ولا نفعا، وكم سقينا من حدائق على جنبات الطريق السيار، وكم بذرنا المياه في الأحواض والمسابح وكم لهونا وعبثنا بأصل الحياة ومصدرها، وكم…وكم…

قلة المياه ونذرتها أو انقراضها يعني حياة ضنكى بل منعدمة، فلننظر في هذه الجائحة التي لا ينفع معها لقاح ولا جواز ولا دوريات وزارة ولا إغلاق أجواء ولا حجر صحي، فلا تنشغلوا بصغار الجوائح وتغفلوا عن

مقالات ذات صلة

‫16 تعليقات

  1. فعلا كل ماجاء في هدا التقرير صحيح اتمنى ان يمن الله علينا بالمطر لان الوضع صعب جدا لو كامت الدولة استتمرت في تحلية مياه البحر وكان هناك الاقتصاد في الماء وعدم حفر الابار العميقة جدا من بعض الاترياء الدين لديهم آلاف الهكتارات وغريب فيها فواكه تستهلك الماء بكترة متل البطيخ بأنواعه اتمنى وقف هده الزراعات والاكتفاء بالحبوب

  2. مياه الأمطار تهدر في الشمال منذ مدة لو استغلت بمد قنوات للمدن الداخلية .لكن tgv كان أولى.

  3. السلام عليكم
    شبح كرونا له دواء صنعه الإنسان وفيه مخاطير على صحتنا .
    أما دواء الشبح الذي نزله الله علينا له دواء هو قلة المعاصي والتراحم الإستغفار لله الواحد القهار الذي يرسل غيثه بالمدرار لمن تاب وعمل صالحا.
    اللهم أغثنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.

  4. اقول للكاتب هل انت تتكلم من داخل المغرب ام خارجه. بالغت كثيرا. كآن القيامة َقامت.

  5. لو كان الامر كما تقول لماذا اعطي الضوء الاخضر والمساحات الشاسعة لقتلة الاطفال لزراعة الافوكا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    وهي الفاكهة التي تاتي على المياه وتسفها سفا

  6. بسم الله كل إوا انسانا يضيع الماء لا اكره انضربه ضربت مبرحا الأنمي كنت في الصحراء كنت اقبض 50لتر لكل اسبوع منه الشرب والغسل والوضوء لايعرف قيمة الشيء الافاقدها

  7. والعويل ثم والعويل ثم والعويل.اسالوا عند الدلاح كم يستهلك من الما،اسألوا عن الأفوكادو اسألوا اسألوا.اسالوا عن روتيني اليومي ماذا تعمل اسألوا عن اين هو كلامكم عن حرية الإعتقاد صلي ام لا تصلي.اسالوا عن التحولات جنسيا لما كنتم تدافعون عنهم وتقولون خلق رباني.

  8. مايجب حاليا هو اقتصاد الماء ومنع ملء المسابح ومنع تبذير الماء في الحمامات خاصة حمامات النساء وعلينا التضرع الى الله ليرحمنا بالغيث فرحمة الله واسعة وعلينا ان نعود الى ديننا وقيمنا ونبتعد عن التفسخ والانحلال وكشف العورات وكل مايغضب الله فربنا يقول:وإن شكرتم لازيدنكم .

  9. ها انت قلتيها السدود عامرة بالطين والاوحال. في الدول التي تقدر نعمة الماء يتم تنقيتها كل سنة. اذن فالخطأ ليس من السماء وانما في ترشيد المياه التي تتساقط بسخاء. لكنها تجري في ما لا ينفع.

  10. المشكل ليس مشكل ماء فقط .بل حتى مشكل الطاقة نسبة كبيرة من طاقة الكهربائية مصدرها سدود

  11. علاش ما يهضروش على الفيرمات خصوصا ديال الدلاح لي استنزافو الفرشة المائية في بعض المناطق بدون لا رقيب ولا حسيب, الابار دابا على بعد 200 و 300 متر او والو الماء!
    شي يستافد وشي يموت بالعطش,
    ينقصو من سقيان القصور و الفيلات و البيسينات. أما الفقير راه بيدوزة دالماء تا يعرق عليها عاد اشربها. هذا كله بسبب محاربة الدين ونشر الفجور,بسبب الطغاة والجبابرة الله يهلكهم ف صحتهم وشتت ليهم اشمل ياااا ربي,و هذه الأفعال تغضب الله

  12. شح الأمطار بسبب كثرة المعاصي والذنوب والفساد الذي يمارسه البشر ولكل عقوبة جزاء
    وعلى كل شكر نعمة فضل وزيادة
    عندما يصبح المسلمين فاسدون ومرتشون ولصوص وظالمون ومجرمون ومحبون للمعاصي والقتل والإجرام فماذا تنتظرون من المنعم عليكم يكثر خيركم بل سيطمسه على عباده العصاة الظالمين الخبثاء والفاسدين جزاء بما كسبت أيديهم.

  13. نعم الدولة و برلمانها و حكومتها لا تقوى على انزال المطر من السماء و لكنها و للأسف تقوى على منع المياه على المساجد و اغلاق دورات المياه المتواجدة بها امعانا في منع الناس من الوضوء و بالتالي من الصلاة و السجود و الابتهال للعلي القدير بأن يرفع غضبه عنا و يسقينا غيثا نافعا فكيف ان يغات قوم هذا شأنهم فلا حول و لا قوة الا بالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى