إحياء ذكرى ” الهولوكوست” أكبر جرائم ” النازية” ضد الانسانية

تحل اليوم الخميس 27 يناير الجاري ، ذكرى الهولوكوست، التي ارتكبتها ” النازية” في حق يهود العالم.

وتشير الذكرى أنه في مثل هذا اليوم قام الجيش السوفييتي بتحرير ما تبقى من سجناء معسكر أوشفيتس للإبادة.

ومنذ إفتتاح النصب التذكاري المقام على أرض معسكر أوشفيتز للإبادة جنوبي بولندا، زاره حوالي 49 مليون زائر منذ افتتاحه عام 1947. في العادة، يزوره أكثر من مليوني شخص من أنحاء العالم سنوياً. لكن جائحة كورونا أثرت أيضاً على النصب التذكاري في أوشفيتز، إذ انخفض عدد زواره بسببها إلى نحو 500 ألف زائر سنوياً.

على بعد 50 كيلومتراً تقريباً غربي مدينة كراكوف، وعلى أطراف بلدة أوسفيتشم الصغيرة، امتد مجمع معسكرات الاعتقال النازي الكبير عام 1945. أما اليوم، فقد بني مكانه متحف وطني ونصب تذكاري.

بالإضافة إلى ثلاثة معسكرات رئيسية، كان مجمع أوشفيتز النازي يضم محتشدات ثانوية خارج المجمع أو على أطرافه: كان عبارة عن ماكينة إبادة غير محدودة الأبعاد. فالمتحف الموجود في المعسكر الرئيسي في أوشفيتز والنصب التذكاري الكبير في أوشفيتز-بيركناو يمتدان على مساحة 191 هكتاراً.

– تاريخ الإبادة الجماعية

بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في شتنبر عام 1939 بفترة قصيرة، احتل الجيش الألماني بلدة أوسفيتشم، وضمها للرايخ الألماني. وفي عام 1940، قام جهاز “إس إس” (وحدات الحماية، وهي قوات النخبة والإرهاب التابعة للحزب النازي، والتي أشرفت على تعيين كافة العاملين في معسكرات الإبادة) بقيادة هاينريش هيملر بتحويل المكان بسرعة ودون جهد كبير في البناء إلى معسكر إبادة، والذي أصبح المحتشد الرئيسي “أوشفيتز 1″. فيما بعد، أضيف إليه المحتشد العملاق أوشفيتز-بيركناو (أوشفيتز 2)، والذي اشتهر من خلال الصور الجوية التي التقطها سلاح الجو الأمريكي والقوات الجوية الملكية البريطانية.

– السكان اليهود

قبل الحرب العالمية الثانية، كان أكثر من نصف سكان بلدة أوسفيتشم، البالغ عددهم آنذاك نحو 12 ألف نسمة، يهوداً. المجتمع اليهودي في تلك البلدة نما بشكل كبير عبر الهجرة، فيما تراجعت أعداد ذوي الأصول الألمانية. بعد الاجتياح الألماني لبولندا في الأول من شتنبر عام 1939 وفرض الاحتلال العسكري عليها، تغيرت أحوال البلدة بشكل جذري.

فقد اضطر السكان اليهود للخضوع لـ”التطهير” الذي فرضته السياسة العرقية النازية، وإفساح المجال أمام استيطان الألمان هناك. عُزل اليهود بعدها في غيتوهات، أو تم ترحيلهم – مثل كثير من البولنديين – إلى أماكن أخرى للعمل بالسخرة. أما من تبقى من البولنديين اليهود، فكانوا يعيشون في أماكن ضيقة وفي عزلة عن بقية السكان يتضورون جوعاً ويتجمدون برداً .. لم ينج من آوشفيتز سوى 7000 معتقل، 500 منهم كانوا أطفالاً

– النازية أستعملت غاز “تسيكلون بي” السام ب “مصنع الموت’

منذ عام 1942، تحول أوشفيتز إلى معسكر للإبادة الجماعية. حوالي 80 في المائة من القادمين الجدد إليه لم يُسجلوا كمعتقلين، بل أعدموا مباشرة بعد وصولهم في غرف الغاز. وفي مطلع عام 1943، أمرت قيادة معسكر أوشفيتز-بيركناو ببناء أفران إضافية في المحارق الجديدة. فاعلية تلك الأفران اختبرها جهاز الإس إس على دفعة من المعتقلين: فبعد أن عانى 1100 رجل وامرأة وطفل موتاً مؤلماً جراء غاز “تسيكلون بي” السام، تم إحراق جثثهم ونثر رمادها في البحيرات المجاورة.

في صيف عام 1943، كتب مدير البناء في أوشفيتز، المقدم في الإس إس كارل بيشوف، إلى برلين يقول: “بدءاً من الآن، يمكن إحراق 4756 جثة وتحويلها إلى رماد خلال 24 ساعة”. ومن أجل تسريع مهمة فرز القادرين على العمل من غير القادرين عند وصولهم، بُنيت في بيركناو أرصفة قطارات بثلاث سكك، ما تزال موجودة إلى يومنا هذا.

وفي نهاية خريف عام 1944، كانت آخر القطارت التي تحمل اليهود من جميع أنحاء أوروبا قد وصلت إلى أوشفيتز. من ضمن من وصلوا من هولندا المحتلة من قبل النازيين، كانت الشابة اليهودية آن فرانك، والتي كانت في الخامسة عشرة من عمرها آنذاك. مذكراتها التي عُثر عليها بالصدفة بعد انتهاء الحرب ما تزال وثيقة تاريخية صادمة لفترة ملاحقة اليهود على يد النازيين.

– خمسة ملايين شخص ضحايا الهولوكوست يفوق الخمسة ملايين

لا يوجد عدد دقيق لضحايا الهولوكوست. كل عام تخرج إلى الضوء تفاصيل جديدة من خلال وثائق تاريخية أو عبر إرث تركه شخص متوفى. لكن التقديرات العلمية تشير إلى أن العدد الإجمالي لمن تم ترحيلهم ضمن نظام معسكرات الإبادة النازية يفوق خمسة ملايين شخص. ولم ينجُ من هؤلاء إلا عدد ضئيل للغاية.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. جرائم الحروب كثيرة…من بينها ضحايا الحروب الاستعمارية في المغرب، الى اخرى حديثة العهد تتعلق بحرب العراق و التي ما زالت ضحاياها تسقط لحد الآن، فحرب لبنان..فلسطين.. اذا كان و لابد أن نعيد شريط احداث التاريخ فالاحرى ان يكون شموليا لا نزعويا!!

  2. أسيدي برافو عليكم صاحب المقال إجتهد وأوصل وأطال في الموضوع حتى كدت أن أبكي على اليهود المساكين الضعفاء الأخيار اللذين لا يضرون أحدا واش باغين نتيقوكم ؟

  3. كنا نتمى أو أن هتلر أباد اليهود من الكرة الارضية ليرتاح العالم منهم وتعيش دولة فلسطين حرة

  4. ياسلام على سلام ابرهام!!!
    كاتب ماشاء الله، يعرف تاريخ الاحباب بني صهيون جيدا، احسن من روجيه جارودي!!
    المرجو من المارخ ان ياتي بمقال يسرد تاريخ مجازر بني صهيون في حق الفلسطينيين واللتي نراها باعيننا كل يوم، اتحداك! ياالله يابطل!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى