كذب عطوان وصدق المغرب: سالت دماؤنا فوق الأرض التي باعوها …

إن كان للحظ نصيب في السياسة فإن المغرب أكبر بلد في العالم غير محظوظ، المغرب الذي سقى جنوده أرض فلسطين وسوريا والأردن ومصر بدمائهم وهم يناصرون الإخوة في الدم والتاريخ واللغة والدين، المغرب الذي ليس لاعبا دوليا ممسكا بسبب من أسباب التأثير، المغرب الذي يعاني غدر الجارين، جار أخ شرقي مسلم يتلهف لفصل رأسه عن جسده، و جار نصراني تهافت على مدن وجزر مغربية فاستولى عليها كما يفعل القراصنة…
هذا المغرب لا يحظى من بعض الصحافيين الذين يقتاتون على قضية وطنهم حتى بشهادة حق، إن لم تكن مستوحاة من سجلات التاريخ فعلى الأقل تسمح لهم أعمارهم وقد بلغوا من الكبر عتيا أن يشهدوا بما عاينوا وعلموا…
وسبب نزول هذه التوطئة أن الصحافي عبد الباري عطوان الفلسطيني المولد والانجليزي المقام وربما حتى الجنسية تحدث بالبهتان عن زيارة “الاخ عباس” للجزائر، وتعمد الصحافي الذي يقتات على مصائب شعبه وهو الذي لم يسبق له أن رمى صهيونيا بحجر، بل يناضل من لندن ويجاهد من فنادق مصنفة، تعمد هذا الصحافي الذي كنا نتطلع لافتتاحياته في ” القدس العربي” ونحن يافعون ، وهو يُسوِّق لنا الحلم العربي بالوحدة المستحيلة، تعمد الى إقحام المغرب في تلك الزيارة، ووصف عباس بالمقرب من المغرب، وأثنى على الجزائر، ثم عاد للسع المغرب بقلمه إفكا وباطلا، فتوهم و”التقليد عليه” أن الجزائر تعادي المغرب بسبب علاقة المغرب بإسرائيل، وأن الجزائر عضو في حلف الممانعة، وأن اتفاقيات المغرب مع إسرائيل ستجلب له وبالا وقال…وقال…
أن يمدح الجزائر فذاك حقه، وأن يعيب على المغرب سياسته فهذا أيضا حقه، لكن أن يكذب على التاريخ فهذا لا تجيزه له حتى الديانات الوثنية، فالجزائر أعلنت العداء على المغرب مباشرة بعد استقلالها في مستهل الستينيات، والمغرب هو الذي غذى ثورتها التي دامت اكثر من 130 سنة، والجزائر حضنت انفصاليين مغاربة وغررت بهم واوهتهم بدولة ذات حدود بلا سيادة، ثم حرضتهم ومدتهم بالسلاح والمرتزقة وقعد جنرالاتها يتفرجون على لعبة الدم في حرب انتهت لكن بقيت آثارها المدمرة، فنظام عسكر الجزائر يا عبد الباري عطوان هو حصان اعرج راهن عليه مقامر مفلس، إنه وشأنه شأنك أنت ومن يدور في فلككم يتاجر بالقضية الفلسطينية حتى يفك قيود الحراك التي تطوقه فيريد مسح آثام شرعيته المعلقة بأوراق فلسطين، عله يقمع أو يخمد نيران ثوار يخرجون لثلاث سنوات مطالبين ب”رحيل العصابة”، نظام الجزائر كما نظام إيران كما ما تبقى من نظام الأسد كما “الحزب الدولة” في لبنان، هذه أنظمة شمولية تكفر بالارادة الشعبية وتمقت صناديق الاقتراع وتكفر بالديمقراطية وتكره المعارضة، وهي تحاول تجميل وجوهها المستبشعة بمساحيق فلسطينية، وهي أنظمة خائبة فاشلة تخفي تجاعيدها الفظة بشعارات رنانة خاوية، وتلقى من صحافيين من أمثالك المديح والتطبيل والتهليل وطبعا كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما تفعلون …
وأعود بك لميثاق الصحافة كما هو متعارف عليه دوليا، فنجده يلزم الصحافي بالانحياز للمبادئ السامية والكبرى لتوجهات الإنسانية، فالصحافي بفطرته السليمة ينبذ الديكتاتوريات أينما برزت، ويرفض الإحسان المسموم، ويأبى السمسرة في القضايا العادلة، ميثاق اخلاقيات الصحافة يلزمك يا عطوان بأن تصف الطاغية بالطاغية، والانقلابي بالانقلابي، والمستبد بالمستبد، لا تستحضر في ذلك غير حكم التاريخ ووجه الله إن كنت من الموحدين، وأن ترد المعاونة من اللصوص بسمو ورفعة، وأن لا تحدو حدو تلك الراقصة الرخيصة التي ترقص بين يدي من يدفع.
لم تكتب يوما يا عطوان أن الصحراء مغربية وأنت تعلم ذلك، لم تكتب يوما أن عساكر الجزائر توارثوا ذات الارادة في تمزيق المغرب والتحريض على ذلك، بل في تبديد ثروة شعب كرشاوى للجماعات الضاغطة لعلها تشتري للجزائر مسؤولا سياسيا كبيرا ومؤثرا، أو حيزا في مجلة، ليغنيان معها أغنيتها وأمنيتها في مغرب “مقسوم على جوج”، لم تلمهم يوما في سطر أو سطرين لومة الاخ لأخيه، لم تلحق المغرب بصحرائه رغم أن إلحاقك لا يقدم ولا يؤخر، ووجد المغرب الخير في ترامب ولم يجده فيك ولا منك، ولا في “تبونك” ولا في ” أئمتك”، أما عباسك الذي نزل ضيفا على “تبونه” فقد جاء في وساطة بين نظام الجزائر وإسرائيل لإعلان إقامة علاقة بين الطرفين تبقى سرية الى حين، ثم تخرج للعلن بحسب المكاسب والمغانم، عباسك يا عطوان مجرد أجير لدى إسرائيل لا يزور دولة إلا بموافقتها ولا يعود منها إلا وقد كتب تقريرا مفصلا عنها، عباسك يا عطوان مثلك تماما تبيعون الارض يوميا، ولا تشبعون من بيعها والتمتع بعائداتها، حتى إذا بارت تجارتك سبحت في حوض الانترنت في ثياب الوعاظين الكاذبين عن القضية لصيد قطعان القراء والمشاهدين لرفع المقروئية لتجمع مالا لبدا من العالم الافتراضي، أما المغرب فشامخ منتصب ترتطم به “مويجاتكم القصيرة والصغيرة ” فترتد خاسئة حسيرة…

مقالات ذات صلة

‫18 تعليقات

  1. اعجبني الوصف لكون عطوان مناضل شرس ولكن ليس في الميدان بل في فنادق 5 نجوم في انجلترا
    اقول لهذا العطيون تبا لك ولامثال امثالك المغرب شجرة باسقة قوية لا تشعر بخزعبلات امثالك فالمغاربة احفاد الابطال والشجعان المتجذرين في عمق التاريخ والحضارة لن يرضوا ابدا بالنزول الى مستواك يا عميل فقل ما شءت لكن نحن نعرف جذورك وجذور اسلافك وما تركوه من خزي وعار في بلدهم ان بقي لهم شبر مما باعوه لاسيادهم

  2. السيد محمد الشمسي
    بارك الله فيك.. قلت وقولك الحق.. عطوان بيدق المناسبات الرديئة التي توظف للمساس بالقومية العربية وليس الفليسطينية وحدها.
    شكرا لك مرة اخرى

  3. كيف يمكن لعطوان ان ينتقد المغرب وهو مقيم في بلد بلفور صاحب الوعد المشؤوم.أنا وآلله لم افهم شيئا انتم غير قولوا لي كيف قال سي عبد الهادي بلخياط

  4. مقال رائع ايها الصحفي الشامخ…العزة والنصر للمغرب وابنائه. من يريد صداقتنا فايدينا ممدودة له ومن يتربص بنا من اجل تشويه صورة بلدنا الغالي فلن يصل إلى مبتغاه.القافلة تسير والكلاب تنبح.

  5. عبد الباري مكشوف الانتماء و القدس العربي معروفة التوجه واذا عرف السبب بطل العجب. هو لا يتحمل غضب أسياده في طهران لذلك بلعق أحذيتهم كما يلعقون هم أعمدة الحسينيات موظفا ما راكمه من تجربة صحافية من أجل الطعن في كل من يدور في فلك معاكس لنظام الملالي.نسي عبدالباري أن تبون استقدم ما يسمى وهما برءيس السلطة الفلسطنية من أجل أن يتوسط له عند الصهاينة.

  6. النظام الجزائري نظام إرهابي قاتل لشعبه ناكر للجميل يحارب المغرب على وحدته الترابية يتآمر لزرع النزاعات والتفرقة و الفتنة بين الشعوب العربية ارتكب جراءم حرب ضد الشعب المغربي يقف مع الإسبان في احتلالها سبتة و مليلية و يحتل جمهورية القباءل و الصحراء الشرقية المغربية على العرب الأحرار ان يقفوا في وجه هدا النظام الفاسد ويقفوا إلى جانب الحق المغربي و يعترفوا بمغربية الصحراء .

  7. مند ان زادت علاقة الجارين ، الاشقاء في الدين واللغة والعادات والمصاهرة ، ركب المنتسبون الى السياسة والتدريس والصحافة على الموضوع الا انه قليل منهم من تشبت بالموضوعية التاريخية مساهما في تنوير الناس وسط الغث والسمين حتى فقد القارئ بوصلته
    مند قرنين تقريبا والمغرب يساند جاره الشرقي وقد تكبد خسائر فادحة جراء ذلك وحربه في ايسلي شاهدة ، وكيفية تعامله في حرب الرمال ، جنب المغرب المنطقة بأكملها حروبا لما نهجت الجزائر وصنيعتها حرب عصابات أودت بارواح عديدة ولم يرد بالمثل لما كانت المعارضة تطالب بذلك ، رغم ان الصحراء ارضه فقد سلك كل السبل متنازلا لاخراج المنطقة من النفق المسدود ، وتزداد الجزائر تعنتا وشراسة هي التي انفقت كل مواردها من اجل اضعاف المغرب وتحطيمه وما طردها لخمسة وأربعين الف شخص في عز عيد الأضحى الا عربونا عن كراهية مقيتة مجانية
    اليست الجزائر من تدفع بالمنطقة الى استعمار جديد بتصرفاتها الحمقاء ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى