كفى تشويها لجامعتكم وتشهيرا للمعتقلين.. فصغارهم باتوا يرفضون الذهاب للمدارس

في أوج محاكمة أساتذة جامعيين تابعين لكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، والتي ستستأنف غدا الثلاثاء، في سياق هذا الحدث، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لهؤلاء المعتقلين وحتى الذين في حالة سراح، وملأت الفضاء الأزرق والأخضر وحتى الأصفر، ومعه وسائل التواصل الاجتماعي دون استحضار للقيم الاخلاقية والانسانية، ودون أدنى اعتبار لمشاعر أسرهم وأطفالهم الصغار الذين باتوا يرفضون الذهاب حتى إلى المدارس…فماذنب هؤلاء.

مجالس المقاهي والشارع، بدورها لا تخلو من ” اجترار” هذه القضية التي أصبحت اليوم بين يدي القضاء، هو الفيصل والحكم، بيد لا يحق لأي كان أن يستبق الأحداث وأن يطلق أحكام القيمة.
ففي خضم هذه الأحداث وما خلفته من اعصار قوي عصف بخمسة أساتذة، منهم من ادخل السجن، ومنهم من قدم في حالة سراح، ضمن ملف أصبح الآن بين يدي القضاء ليقول كلمته الأخيرة، هناك ملاحظة لابد من التحذير منها والاشارة إليها، تلك المتعلقة بسمعة الجامعة وخريجيها وشواهدها ودبلوماتها، التي ستصبح في مهب الريح، إن لم ينتبه هؤلاء الذين لازالوا يصبون الزيت على النار، فهم بأفعالهم هاته أضحوا مساهمين في تشويه جامعتهم ودبلوماتها وخريجيها ومحتواها العلمي، بل وأن بخسوا حتى مجهودات شرفاء المهنة بها…

هؤلاء الذين لازالوا يروجون حتى لصور المتهمين على مواقع التواصل الاجتماعي دون” استحياء، أليس فيكم رجل رشيد يستحضر كلام ربنا، بل ومشاعر أبناء هؤلاء المعتقلين وأسرهم وآبائهم وأمهاتهم وصغارهم الذين باتوا يرفضون الذهاب ألى المدارس بعد أن طوق حبل القال والقيل أعناقهم وألزمهم البيوت….

أليس في هؤلاء رجل رشيد، وهو يضع أصبعه على زر النشر والتقاسم على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي لصور المتهمين دون أن يعلم علم اليقين ان تداول هذه الأخيرة يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وهي مس خطير بالخصوصية الشخصية، بل وأن أفعالهم هاته ستساهم لامحالة في هز أركان البيوت الأسرية وهدمها، مع العلم أن المتهم بريء حتى تثبت أدانته….

رجاء، مادام الملف معروض أمام القضاء، فهو الوحيد الذي يملك حق المتابعة وانزال العقوبات من غيرها، فلايحق لأي كان أن يستبق الأحداث ويتطاول على اختصاص مؤسسة قضائية تتمتع بالاستقلالية.

رجاء ارحموا جامعتكم التي كان لها الفضل على كثيرين، كانت سببا في منحهم شواهد ودبلومات ومكنتهم من ولوح وظائف لم يكونوا يحلمون بها حتى ولو بعد حين….فهي صرح جامعي يضم بين ثناياه أطرا وكفاءات علمية مثلت البحث العلمي وطنيا ودوليا….فلاتبخسوا الناس أشياءهم…ودعوا القضاء يأخذ مجراه….وكفى من التجريح…فللمعتقلين أسرا وأطفالا….

ويذكر، أن الوكيل العام لدى استئنافية سطات قرر اعتقال أستاذ جامعي وتحديد جلسة الاربعاء المقبل لانطلاق محاكمته، فيما أحال أربعة أساتذة جامعيين آخرين على ابتدائية سطات، بحث أمر وكيل الملك بها باعتقال أستاذين وتمتيع اثنين بالسراح المؤقت، لتستأتف محاكمتهم الثلاثاء المقبل.

وللإشارة، فقد عرفت قاعة المحكمة الابتدائية الخميس الماضي أولى جلسات محاكمة أربعة أساتذة جامعيين في قضية ماباتت تعرف ب “الجنس مقابل النقط” بكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، والتي تميزت بمرافعة نقيب المحامين وهيئة الدفاع الذين التمسوا من المحكمة تمتيع المعتقلين بالسراح المؤقت لما لهما من ضمانات قانونية مقابل كفالة تعهدوا بوضعها بصندوق المحكمة.

المحكمة بدورها وبعد التأمل، قررت رفض السراح المؤقت للمعتقلين، مع تحديد جلسة الثلاثاء المقبل لاستئناف النظر في القضية التي يتابع فيها أربعة أساتذة، اثنين منهم في حالة اعتقال بسجن عين علي مومن، واثنين يتابعان في حالة سراح.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. صراحة لي ما كنحملوش فالمغاربة هو حبهم نشر الفضائح مما يسيئون لوطنهم بطريقة غبر مباشرة..كل الدول فيها فضائح و ساترينها ،لكن حنا نتنافس شكون يفضح أكثر حتى ولات دول أخرى تستغل هذه الفضائح لتشويه بلدنا..اتقوا الله و استروا شوية ريوسكم.

  2. فعلا كفى تشويها للاستاذ الجامعي الذي يكرس جهده لتكوين الاطر و النخبة و اتركوا القضاء يقول كلمته.
    لماذا لا يتم نشر رد الأستاذ المتهم و المعتقل بسبب شكاية كيدية لان الطالبات اللواتي قدمن الشكاية فعلن ذلك بعد اصدار قرارات تاديبية في حقهن بعد ضبطهن من طرف الاستاذ في حالة غش خلال الإمتحانات.
    تهمة التحرش الجنسي قديمة منذ عهد النبي يوسف و كذلك تعرضت لها امنا عائشة.
    عجبا يخطأ الطلبة مرتين و يتم تصديقهم و يظلم الاستاذ مرات عدة و يتم التشهير به.
    الموضوع الذي يجب أن يناقش هو الغش في الامتحانات و خاصة في المراحل الجامعية.

  3. الأساتذة المعنيون بالأمر بشر وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
    الفضيحة هي متنفس المرضى النفسيين الذين يتلذذون بالشماتة. المتهم بريء حتى تثبت إدانته. هذا أن كانت الإدانة اصلا لا تشوبها شائبة كالمكيدة والمصييدة التي منبعها رغبة في تصفية الحسابات.

  4. بعد التحية والسلام,
    يا صاحب المقال اليسو من الذين يضرب بهم المثل ( كاد ……ان يكون رسولا ) الن يفكروا يوما ان ما يقومون به مخالف للشرع والقانون الن يفكرو على الاقل قي عائلاتهم التي يخونونها بهذه الاعمال الن يفكروا في ضحاياهم سواء من من مارسوا عليهم او الذين ضاع حقهم ( لان الضحية اخذت مكانه مع الناجحين ) او الجامعة التي انتهكت حرمتها.
    لماذا ترمي باللوم على المواطن او المتضرر في الاذلاء برايه.
    وفي الاخير للقانون الكلمة الاخيرة سواء في هذه الحياة او الثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى