ديمقراطية الجزائر تدخل كتاب “جينيس”

منذ أن بدأ الإنسان الاشتغال على علم الرياضيات، ومنذ أن أصبح مولعا بالعد والحساب، كان العدد Pi (الذي يميز الدائرة) على رأس الإشكاليات التي شغلت باله وقضّت مضجعه، فعمل جاهدا على فك رموزه وحل طلاسمه قرنا بعد قرن، وجيلا بعد جيل، وما زال لحد كتابة هذه السطور مشدوها بجماله ومعجبا بأسراره وحائرا في ملكوته.
لقد وجد العلماء أن العدد Pi يظهر في الشكل الحلزوني لذرات ADN، وفي أطوال الأنهار، وإبرة « bouffon »، وفضاء « Mondel broat »، وفي تردد حركة الأجسام، ويظهر بشكل مفاجئ وغير متوقع في علم الاحتمال، حتى كاد لا يخلو مجال من المجالات إلا وتفاجأ الباحثون بِطَلَّته البهية وسحره الأخّاذ؛ مما حذا بأحد علماء الرياضيات المتطرفين لأن يصفه بكونه اللوح المحفوظ الذي يحوي ألغاز الكون وأسرار الماضي والمستقبل.
إلا أن أول ظهور للعدد Pi في عالم السياسة كان في آخر انتخابات أجريت في الجزائر، حيث اقتربت نسبة المشاركة من 3.14%، فدخلت هذه الانتخابات كتاب جينيس للأرقام القياسية، وصارت بذلك إحدى عجائب الدنيا في العصر الحديث؛ ربما لهذا السبب لا يمل المسؤولون الجزائريون من التأكيد على أن الجزائر قوة ضاربة؛ ورغم تسخير النظام لإمكانياته الإعلامية الضخمة من أجل التستر على هذه النسبة المخزية إلا أنها باءت جميعها بالفشل؛ حتى علَّق أحد الظرفاء الجزائريين على هذه المهزلة “الديمقراطية” بأن ساكنة منطقة “لَقْبَايل” ما زالت تحت وطأة الصدمة حينما شوهدت امرأة في يوم الانتخابات وهي تلج مكتب التصويت. ودعا آخر ربه: “اللهم إني جزائري وأنت أرحم الراحمين”.
من الطبيعي أن تأكل البغضاء أفئدة المسؤولين الجزائريين؛ أو بالأحرى تأكل ما فضل منها، ومن العادي جدا أن يبلغ بهم الحقد مبلغه؛ فأينما ولووا وجوههم شطر المغرب إلا ووجدوا ما يحزنهم ولا يسرهم، ومن أية زاوية نظروا من خلالها إليه، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، لم يجدوا إلا ما يثلج صدر الصديق ويفقأ عين الحسود، وآخرها الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية الأخيرة، والتي تصدرت أقاليمنا الجنوبية الصدارة في نسبة المشاركة فيها، وكأنها استفتاء شعبي واسع تمَّ تحت أعين العالم.
عقود طويلة والشعب الجزائري يدور في حلقة دائرية مُفرغة، ولم يظهر إلاّ الآن العدد المبجل Pi الذي يحدد محيط هذه الدائرة ومساحتها، وهو فأل خير يحمل في طياته إشارة خفية لقرب انتهاء الكابوس وسقوط الصنم، وبسقوطه سيُبْنى المغرب العربي من جديد، وسيعود الشعب المحتجز لوطنه الأم، وستشرق شمس الحرية على الشعب الجزائري العظيم.

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. نعم انها الطامة الكبرى بالنسبة للشعب الجزاءري الشقيق وللعالم العربي بصفة عامة ويمكرون والله خير الماكرين عصابة الكابرانات لن تتوارى عن معاكسة المغرب وتسخر كل القوى وتشتري الدمم وباموال البترول والغاز والشعب الجزاءري اولى بها وكل ما يربك حسابات الكابرانات هو تماسك الشعب المغربي ملكا وحكومتا وشعبا لا وجود لجمهورية الوهم كما يدعون بل سولت لهم أنفسهم أمرا والله المستعان على ما يصفون .

  2. جميل لكن سيبنى المغرب الكبير…أما نعته بالعربي فهذا ينم عن قومجية دفينة أو عن جهل بالانسان المغاربي…والله اعلى واعلم

  3. الاكاذيب الحزائرية هي التي دخلت كتاب غنيس او اي كتاب يكتب الارقام المحطمة.ورئيسهم في اول مرتبة.بشاهدة العالم.وااجزائريين المغلوبين على امرهم قالوا بان تبون اكبر كذاب

  4. هذا كلام الصواب لمن يريد استعمال العقل.و حل قضية الصحراء المغربية التي في مغربها هو السماح للمحتجزين أن يرجعوا الى الوطن الآم و لتتكفل الجزائر بالمحتجزين الغير الصحراويين. غير هذا لن يكون هناك حل آخر.

  5. نعم وهل العدد pi مجهول لذى الحكام الجزائريين، ان العدد 3,14 هو عدد طبعا مرتبط بمحيط الدائرة، لكن هده الدائرة ليس كالدوائر المعروفة : انها الدائرة الفارغة التي يدور حولها الكابرانات …

  6. بلغ بالكابرانات العجزة الخزي ان يتحدثوا على تقرير المصير،فبالاولى بهم ان يتركوا الشعب الجزائري يقرر مصيره بيده نحن في عصر الثورات(لا للاستلاء العسكري ولا لتدخل العسكر في الحكم)الموت اهون.الفتنة اشد من القتل

  7. إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، المغرب بلد دو حضارة ، بلد الامويين والمرابطين والادارسة والعلويين والامازيغ، بلد الضيافة والخير والبركة ، والحساد يبقوا أسفل سافلين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى