الاتحاد الاشتراكي : “سنصوت ضد قانون مالية 2022”

توقف المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في اجتماعه المنعقد أمس الأحد، عند مناقشة مشروع قانون المالية الذي أعدته الحكومة الجديدة.

واعتبر الحزب في بلاغ له، أن مشروع قانون المالية لا يعكس حتى المرجعيات التي يدعي مشروع القانون الاستناد عليها ( التوجيهات الملكية الواردة في خطاب افتتاح الدورة البرلمانية، تقرير لجنة النموذج التنموي الجديد، التصريح الحكومي).

وذكر الحزب في بلاغه، أن هذا المشروع أبان عن تهافت ادعاءات طموح الأغلبية الحكومية المستجدة نحو الدولة الاجتماعية، إذ عبر عن مرجعية ليبيرالية محافظة تسعى لجعل التوازنات المالية على حساب التوازنات الاجتماعية.

واعتبر المكتب السياسي أن نسبة النمو المقترحة تعبر عن تواضع طموح هذه الحكومة، وعن افتقارها للإبداع في تجاوز المعضلات الموروثة، وأن هذه النسبة غير كافية لضمان فرص الشغل التي وعدت بها الحكومة، لافتا إلى أن عدد تلك الفرص الموعودة هو بدوره دليل على ارتباك حكومي واضح في مقاربة موضوع التشغيل، إذ أن مناصب الشغل التي فقدناها بسبب الجائحة، ومضافا إليها ولوج وافدين جدد للالتحاق بالباحثين عن فرص شغل، يجعل الأرقام التي قدمتها الحكومة بعيدة جدا عن التقليص من نسبة البطالة التي أصبحت مرجحة أكثر من أي وقت مضى لارتفاع بنسب لا يستهان بها.

وأضاف الحزب أن الإجراءات الضريبة المتخذة لا تخرج عن النهج الموروث في جعل الموارد الضريبة تقع نسبتها الكبرى على المأجورين، مما يساهم في إضعاف توسيع الطبقة الوسطى، الذي بدونه، ستظل كل برامج التنمية تراوح مكانها، كما أن إلغاء الضريبة التصاعدية على الشركات لصالح الضريبة التناسبية لا يخدم مصلحة المقاولات الصغيرة والمتوسطة، ولا يشجع على التنافسية التي من شأنها خلق ثروات واستثمارات جديدة تساهم في توسيع سوق الشغل.

ولم تخرج الحكومة عن الطرائق المألوفة في تغطية موارد الخزينة العامة، يضيف الاتحاد، عبر اللجوء إلى الاستدانة سواء في السوق الدولية، أو في عبر توسيع مساهمة الدين العمومي، مما يهدد حتى التوازنات المالية مستقبلا، ويجعل الميزانيات القادمة تعاني من تبعات التكلفة الباهظة لخدمة الدين، وهو ما يبرز قصر نظر الحكومة التي لا تمتلك أي حلول مستقبلية.

وأشار الحزب إلى أن الزيادات المتواضعة في ميزانيات القطاعات الاجتماعية، والإجراءات الضريبية التي لم تراع حتى مخرجات المناظرة الوطنية حول الإصلاح الضريبي، ونسبة النمو المقترحة التي لا تلائم التحديات الاجتماعية والتنموية، وغياب مقترحات واضحة لجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، وبناء الميزانية على فرضيات إما غير متحكم فيها (سنة فلاحية جيدة) أو غير معقولة (متوسط أسعار الطاقة التي بنى عليها مشروع قانون المالية توقعاته، هو أقل بكثير من الأسعار الموجودة اليوم في السوق الدولية).

وشدد الحزب، على أن كل هذه المؤشرات تجعل من المنطقي أن نصوت ضد مشروع قانون المالية، وننبه في الوقت نفسه قبل فوات الأوان أن الأغلبية المستجدة قد ابتعدت عن التنزيل الأسلم لبدايات التأسيس للنموذج التنموي الجديد، وأن استمرارها في غلق آذانها عن كل الأصوات المنبهة، وفي نهج مقاربات إقصائية، يجعلها تتحمل أي توترات اجتماعية قادمة إذا لم تعدل من نهجها، ومن انحيازها لسياسات تقع على النقيض من طموح الدولة الاجتماعية. وفق البلاغ ذاته

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. يا حسرتاه على الزمن الذي كنا نصدق فيها هذا الحزب وبنينا عليه آمال كبيرة وما وصل الى مركز القرار حتى تنكر للشعب ولقواعده
    الآن سواء صوتت مع او ضد الميزانية فلن يصدقكم احد العبوا غبرها

  2. حكومة التناوب برئاسة الإتحاد الاشتراكي أفلست المالية العمومية بخوصصة مؤسسات كانت من الروافض المهمة لموارد الدولة و تبعتها حكومة إدريس حطو بالمغارة الطوعية إجراء أغرق المالية العمومية لأن من غادروا الوضائف مع إستفادتهم من تعويضات المغادرة المهمة عادوا مناولين للدولة فشكلوا عبئا على المالية.
    وإنعكست سلبيات الإجراء بعد سنوات، على الاحتياطي المالي لصندوق التقاعد حيث تقلص إلى حد مقلق ما فرض على الحكومة التي تولاها عبد الإله ابن كيران، فتح ملف صناديق التقاعد بغاية إنقاذها من الإفلاس وعجزها على المدى المتوسط، عن الوفاء بالتزاماتها حيال الموظفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى