بعد بنكيران.. أخنوش يعيد المغاربة للاهتمام بالسياسة و تتبع أحوالها

يتذكر المغاربة حتى وقت قريب، أن فئة كبيرة منهم أضحت تتابع جلسات البرلمان بغرفتيه باهتمام كبير خلال حقبة رئاسة عبد الإله بنكيران للحكومة، و ذلك بسبب مداخلاته المثيرة للجدل و المشاحنات التي كانت تطبع تلك الجلسات.

غادر بنكيران الحكومة بعد واقعة “البلوكاج” و ابتعد قليلا عن الساحة السياسية “إعلاميا” و بدأ حجم الاهتمام بالسياسة و بجلسات البرلمان يقل تدريجيا ليعود لما كان عليه الأمر قبل حقبة بنكيران.

العثماني لم ينجح في إقناع المغاربة كما سلفه في الاهتمام بجلسات البرلمان التي كانت تمر باردة كبرودة الطقس في ليالي الخريف الماطرة، قبل أن يبرز إسم أخنوش للواجهة و تتغير المعطيات من جديد.

فمنذ إعلان حزب التجمع الوطني للأحرار فائزا بالانتخابات التشريعية الأخيرة، غصت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الآلاف من التدوينات تحلل و تناقش و تفتي و تتوقع هوية الرجل الثاني في هرم السلطة بعد الملك.

البعض عين أخنوش رئيسا للحكومة حتى قبل أن يعينه الملك رسميا، و البعض ذهب بعيدا في تحليلاته و توقع أسماء أخرى لقيادة الحكومة، قبل أن يأتي الخبر اليقين بكون ابن تافراوت خليفة العثماني في منصبه الحكومي.

انطلق أخنوش في مشاوراته مع الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة و انطلقت معها إبداعات المغاربة ليس فقط بمواقع التواصل الاجتماعي و إنما بجل الفضاءات التي يتقابلون فيها و يجتمعون بها و في مقدمتها المقاهي.

و قبل أن ينهي رئيس الحكومة الجديد مشاوراته، تفنن المغاربة في إقناع أحزاب بلعب دور المعارضة و آخرين بالانضمام للأغلبية، فوضعوا نزار بركة تارة في صف الأغلبية و تارة في المعارضة و كذلك الأمر مع لشكر، بينما الإجماع كان على وهبي و ساجد و العنصر للاصطفاف في الأغلبية.

الأمر تعدى ذلك ليصل لهوية الوزراء و حقائبهم الوزارية التي سيتقلدونها، فشرع جمع من “محللي الشارع” يوزعون المناصب على أسماء بعضها سبق و جرب مناصب المسؤولية الوزارية و آخرون عينوا وزراء قبل أن ينهي أخنوش مشاوراته مع قادة الأحزاب.

هذا “الرواج” السياسي أعاد للواجهة حقبة بنكيران، و على ما يبدو فعزيز أخنوش استطاع أن يعيد المغاربة للتصالح مع قضاياهم السياسية و أن يجعلهم مهتمين أكثر فأكثر بكل مواضيع السياسة الراهنة في انتظار جلسات البرلمان التي تظل “سخونتها” غامضة في ظل غياب معارضة قوية لرئيس حكومة “اسثتنائي” بكل المقاييس…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى