إسبانيا: حركة إنتقالية واسعة تهم الموظفين الديبلوماسيين من مختلف المراكز

حزموا أمتعتهم وحقائبهم بعد إنتهاء المهام ، بعضهم إلتحق بمقر وزارة الخارجية والتعاون والبعض الآخر نقلوا إلى مراكز قنصلية جديدة في إطار إعادة الإنتشار متحمسين أكثر من أي وقت مضى لخدمة مصالح الجالية المغربية سيما في هذه الظروف الصحية التي يمر منها العالم .

كل هؤلاء وإن إختلفت رتبهم ومناصبهم الإدارية يبقى قاسمهم المشترك أنهم إجتازوا مرحلة الوباء بنجاح وأبانوا خلال السنتين الأخيرتين عن علو كعب لا ينسب سوى للأبطال ، فقد كانت فترة عصيبة حقا على كل من عايش مرحلة الوباء مواطنون كانوا او موظفون من أعلى السلم إلى أدناه .

ضمن هؤلاء ثمة قناصلة عامون أكملوا مددهم المحددة ليعودوا إلى الوطن حاملين في ذاكراتهم مواقف شجاعة سجلها التاريخ لحسابهم كالقنصل العام “عبد الاله الادريسي” الذي ذاع صيته بعد واقعة إنزال العلم المغربي من مقر قنصلية “فالينسيا” بعد الهجوم عليها من طرف عصابات البوليساريو.

إلى أولائك الذين غادروا مراكزهم نقول لهم : من لا يشكر الخلق لا يشكر الخالق، ومن هذه القناعات الراسخة لدينا في “هبة بريس” نوجه لكم مليون تحية شكر وامتنان على كل ما أسديتموه لخدمة الجالية خصوصا والمصالح العليا للوطن عامة، نعلم ونحن الذين واكبنا تضحياتكم وتعبكم في جل القنصليات المنتشرة في إسبانيا أنكم أبليتم البلاء الحسن وتركتم سمعة طيبة لدى الجميع، فالكل يشهد لكم بذلك إعترافا بما قدمتموه.

كنا هناك عندما كانت سياراتكم المرقمة ب (50) تجوب شوارع المدن التي حولها الوباء إلى مدن أشباح، دون ان تكثرتوا بخطورة الإصابة، فهذا من العالقين يحتاج إلى دواء، وذاك آخر يحتاج إلى مؤونة وغذاء ، اما الآخر فأصبح عالقا ونفذ ماله فلم يجد سوى هؤلاء، أولائك جنود الخفاء الذين أقسموا بشرفهم على تأذية الواجب شأنهم شأن كل مواطن غيور على الوطن ورموز سيادته.

حصة الأسد خلال هذه التنقيلات كانت لصالح القنصلية العامة ل”برشلونة” التي إنتقل قنصلها إلى جزيرة “بالما دي مايوركا” خلفا للقنصلة “نزهة الطهار”، حيث ستتعزز بطاقم إداري جديد تم خلاله تعيين “الشرقاوي شريف” رئيسا للمركز إضافة إلى رؤساء المصالح الأخرى كرئيسة مصلحة الحالة المدنية السيدة “فاطمة القاضي” التي ودعت زملائها من قنصلية مدريد بعد مشوار طويل وشهادات مؤثرة بحسن الإلتزام والسلوك.

المصلحة الإجتماعية بالقنصلية العامة لمدريد بدورها فقدت احد أعمدتها المشهود لهم بالكفاءة ومعالجة الملفات الثقيلة ويتعلق الأمر بنائب القنصل “عبد الفتاح مستبشر” الرجل البشوش والانسان الخلوق الذي إنتقل الى قنصلية “مورسيا” لما عرف عنه من حنكة في إدارة المصلحة الإجتماعية والتواصل مع السلطات الإسبانية لإيجاد الحلول الخاصة بمشاكل المهاجرين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى