بعد قطع العلاقات.. إعلام الجارة يُكشر عن أنيابه
بعد القرار الأحادي الجانب التي اتخذته الجارة الشرقية بدافع قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب لأسباب واهية واستنباطات لا أساس لها من الصحة، وما تلا ذلك من ردود أفعال متباينة لقوى عالمية واقليمية استنكرت الخطوة ووصفتها بالمتسرعة، كونها لا تخدم القضايا العربية المشتركة ولا تساير تطلعات شعوب المنطقة وحقهم في العيش الكريم وحرية التنقل…
بعد هذا القرار، لم يقف إعلام الجارة مكتوف اليدين، بل أطلق العنان لقنواته التلفزية بصحفييها وضيوفها من محللين سياسيين وأساتذة جامعيين، ليصبوا الزيت على النار…. فعوض مناقشة الموضوع بشكل علمي أكاديمي تؤطرة أدبيات العلاقات الدولية والبحث الأكاديمي، بات هؤلاء الضيوف في بلاطوات القنوات التلفزية الجزائرية ينسجون قصصا وروايات خرافية، ويقتاتون على النعرات والصراعات بين الدول، تارة يتهمون المغرب ويحملونه مسؤولية أحوال الطقس المضطربة، ومرة ينسبون له اندلاع الحرائق في منطقة القبايل، ومرة أخرى يوجهون سهام انتقاذاتهم للمغرب كونه المزود الرئيسي لسوق المخدرات والأسلحة المهربة…يا للغرابة…
اعلام الجارة الذي انخرط منذ الوهلة الأولى بعد قرار العسكر قطع العلاقات الدبلوماسية، في ” اجترار” لغته التحريضية كالعادة، وينفث سمومه عبر استضافته للعديد من الوجوه ممن يعتبرون أنفسهم محللين ومتخصصين في العلاقات الدولية والقانون الدولي.
ولم يقف هذا الاعلام المغلوب على أمره عند هذا الحد، بل ذهب إلى حد الترويج للسيناريوهات المحتملة، بأسلوب ينم عن حقد دفين….لم يحسب إعلام الجارة حساباته بشكل دقيق وهو يهاجم أسياده بعدما حاصروا دويلته وعزلوها تماما عن محيطها الخارجي وعمقها الافريقي، ليسقط هاويا كما سقطت قبله ديبلوماسية بلاده الذي صار محاصرا محتلا من قبل شردمة نهبت خيراته وثرواته وأفقرت شعبه العزيز على قلوب المغاربة…
كما كان متوقعا، تطرقت عدة قنوات اعلامية اليوم الاربعاء عن احباط العديد من محاولات تهريب المخدرات والحبوب المهلوسة على مستوى الحدود المغربية الجزائرية، والقاء القبض على العديد من المشتبه فيهم، في سيناريو سينمائي محبوك لم يختر له هؤلاء المروجون للأكاذيب والمغالطات، الوقت المناسب، الذي يأتي مباشرة مع الاعلان عن قطع العلاقات…يا للغرابة..
نقول لهذا الإعلام الخارج عن قواعد اللباقة الصحفية واحترام الرأي والرأي الآخر، وعدم مناقشة المواضيع كيفما كان شكلها ولونها وأهدافها، بنوع من المسؤولية بلا تجريح ولا “تقلاز من تحت الجلاليب بلغة العامية”، أن يكون اعلاما هادفا يقرب طموحات الشعوب ويساهم في التخفيف من حالة التوثر بين البلدين والشعبين اللذين يجمعهما روح الوطنية والدم والأخوة، وأن لا يركب موجة التحريض والترويج لأطروحة الصراع المفتعل، وأن يصطف إلى جانب الشعب الجزائري الشقيق الذي ” عاق وفاق” بلعبة العسكر وفزاعته التي رفعها ولا زال يرفعها، وهي الفزاعة المصطنعة التي أضحضتها سياسة ” اليد الممدوة” التي مدها الملك محمد السادس وتعهد من خلالها بأن الشر لن يأتي من المغرب أبدا…
ليعلم هذا الاعلام المزيف، أن المغرب ملكا وشعبا، يُكِّن لشعب الجزائر المناضل الاحترام والتقدير، وهو يسعى دائما إلى تحسين وضعيته الاقتصادية والاجتماعية، وما دعوات المغرب المتكررة لفتح الحدود لخير دليل على سياسة حسن الجوار الذي ينتهجها المغرب…عكس السياسة القذرة التي يتبناها العسكر المزعزعة للاستقرار ووقوفه المستميت بجانب شردمة البوليساريو وأطروحته الانفصالية، التي تبقى في المحصلة سوى دمية بيد بنظام العسكر يحركها متى شاء وكيف شاء، للنيل من استقرار المغرب وسلامة وأمن حدوده وعزله عن عمقه الافريقي..لكن هيهات هيهات.
ليعلم هذا الاعلام العسكري، أن العالم اليوم يعيش على ايقاعات أخرى بنفس جديد تنظمها علاقات دولية برؤية حديثة.
والمغرب في هذا الاتجاه، انخرط وبقوة، وبات من الدول التي يحسب لها ألف حساب، إذ أن عودته القوية إلى بيته الافريقي، ومشاركته واحتضانه لكافة المشاورات التي تهم القضايا العربية والاقليمية، لخير دليل على ثقة المنتظم الدولي، ناهيك أن أقاليمنا الجنوبية، صارت قبلة للوفود الدبلوماسية من الدول الافريقية والعالمية لفتح قنصلياتها هناك، في خطوة جريئة وغير مسبوقة….كل هذه المكاسب السياسية المسترسلة، اربكت حسابات جنرالات الجارة، وحشرتهم في الزاوية وعرت عوراتهم أمام الشعب الجزائري الذي خرج مناديا ومطالبا بالتغيير، قبل أن تطاله أيادي القمع والتحايل على مطالبه المشروعة، وارغامه على قبول نتائج الانتخابات التي أتت ب” تبون” على ظهر ذبابة.
نقول لهذا الاعلام العسكري، إن ملك المغرب أعطى الدروس حتى في زمن الجائحة، وظل ملازما ومصاحبا لكافة التطورات التي عرفها هذا الوباء، وأعطى تعليماته لتمكين الشعب المغربي من اللقاح، اسوة بباقي الدول الكبرى… وغيرها من الانجازات الغير المسبوقة، كلها عوامل أحرجت جنرالات الجارة…
نصيحتي إليك يا اعلام الجارة، أن تبقى وفيا لأخلاقيات المهنة، ومتسما بالحرفية، فالعالم أصبح قرية صغيرة بفضل تنوع مشارب القنوات الاعلامية المتنافسة صورة وخبرا وتعليقا…وهذا التطور الاعلامي هو أمر ايجابي خلق نوعا من المنافسة الشريفة، لكنه في الوقت ذاته عرى زيف الاعلام الذي يحاول اخفاء الحقاىق بالغربال…فلاتسقط في فخ الاعلام المأجور الذي يلبس عباءة العسكر ليخاطب المواطنين بلغة النضال والمواقف.