
معلومة(9).. لماذا سميت مدينة وجدة بهذا الإسم أول مرة؟
كثيرة هي المدن و المناطق و القبائل المغربية التي يجهل سكانها سبب تسميتها، خاصة في ظل شح المصادر التوثيقية التاريخية مما يفتح باب التأويلات على مصراعيه لتتعدد الروايات و تختلف التفسيرات، و من بين هاته المدن و المناطق نذكر وجدة.
وجدة المدينة الحدودية المغربية التي لا تبعد عن الجارة الجزائر سوى بكيلومترات قليلة، مدينة التاريخ و العراقة و الكرم، المدينة التي أنجبت عددا من المشاهير و الرموز التي لا يتسع المقام لذكرها جميعها.
اختلف الباحثون حول تسمية وجدة بهذا الإسم، فمن الباحثين من أوضح أن إسمها مشتق من كلمة “وجدات” أي الكمائن التي كان يقوم بها العصاة والمتمردون وقطاع الطرق لتجار القوافل.
إلا أن المرجح هو أن إسمها ارتبط بحدث تاريخي يتمثل في مطاردة سليمان الشماخ الذي اغتال الملك إدريس الأول بأمر من العباسيين الذين أرسلوه في مهمة خاصة لتصفية المولى إدريس الأول الذي أسس إمارة مستقلة عن الحكم العباسي في المغرب، فدس السم للمولى إدريس وفر عائدا نحو المشرق إلا أن المغاربة اقتفوا أثره و وجدوه في مكان غير بعيد من وجدة الحالية وقتلوه، و لهذا سميت وجدة بهذا الإسم لأن فيها وجد الشخص الذي اغتال الملك آنذاك.
ارتبطت مدينة وجدة منذ العصور القديمة بجارتها مدينة تلمسان التي كانت تعد حاضرة المغرب الأوسط، ويرجع تأسيس مدينة وجدة إلى أكثر من ألف سنة، و بالضبط سنة 994م، على يد الزعيم المغراوي زيري بن عطية، الذي استطاع أن يؤسس مملكة في المغرب الأقصى، وكان في صراع مفتوح مع المنصور بن أبي عامر في الأندلس، والفاطميين وأنصارهم من الصنهاجيين في المغرب الأوسط.
وفي هذه الظروف السياسية الصعبة، فإن زيري بن عطية -وحسب أغلب الروايات التاريخية- فكر في ضرورة توسيع مملكته شرق عاصمته فاس وحماية ظهره من كل الأخطار المحدقة به من الناحية الشرقية، لهذا قرر بناء مدينة وجدة في شهر رجب سنة 384 ه / 994 م، وحصن المدينة عبر إحاطتها بالأسوار العالية والأبواب، التي كان يتحكم الحراس في فتحها وإغلاقها.
تأثرت وجدة بموقعها الحدودي طيلة تاريخها الذي يتعدى ألف عام، واتضح هذا بعد دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر، فقد كان على مدينة وجدة وساكنتها احتضان المقاومة الجزائرية ودعمها بالمال والعتاد، خاصة في عهد الأمير عبد القادر الجزائري.
ولذلك جرى احتلال وجدة من قبل فرنسا في عام 1844 والمرة الثانية في 1859 والأخيرة في 1907 حيث بقيت قواتها فيها إلى غاية استقلال المغرب، وقد اقتنعت فرنسا أن مدينة وجدة هي الحلقة الأولى لاحتلال المغرب والسيطرة على الشمال الإفريقي والقضاء على القواعد الخلفية للمقاومة الجزائرية، لذلك ضغطت على المدينة بدعوى ملاحقة العناصر الثائرة، مما أدى إلى نشوب حرب بينها وبين المغرب في معركة إسلي عام1844م و التي تلاها توقيع معاهدة للا مغنية في السنة ذاتها، وكان من أهم بنودها رسم الحدود بين الدولة المغربية والجزائر المستعمرة.
ومن الأحداث التاريخية الهامة التي شهدتها وجدة، خلال الحرب العالمية الثانية، نزول قوات أمريكية هائلة فيها تحت قيادة الجنرال المشهور جون باتون، الذي حاول تقليد الماريشال رومل الألماني في قتاله.
صحح معلوماتك.وجدة دخلتها فرنسا سنة1907 وليس قبل.ماعرفت منين راك تجيب هاد المعلومات.
قاتل الشماخ هو زير بن عطية المغراوي
وجدة تعريب لكلمة ثيوجدا بالأمازيغية واللتي تعنينبات السدرة