إلياس العماري يكتب: تفاعلا مع علي أنوزلا: القلم قد خان الكاتب

الياس العماري 

 

بعد اطلاعي على التحقيق الإخباري الذي نشره الصديق علي أنوزلا على موقعه الإلكتروني لكم 2، تحت عنوان: خيوط “الإنقلاب” الداخلي على بنكيران، قررت التفاعل معه، ليس من باب الرد على ما ورد فيه أو تصحيح مغالطات قد تكون شابت التحقيق عن قصد أو عن غير قصد، وإنما انطلاقا من صداقتي مع الكاتب، أردت أن أثير ملاحظة حول الفقرة الثالثة من تحقيقه الإخباري.

وأعني بالضبط قوله: ” ففي اليوم التالي لتلك الانتخابات، أي يوم 8 أكتوبر، اجتمعت قيادات عدة أحزاب بزعامة “الأصالة والمعاصرة”، وكان جدول اجتماعها هو تسريع انتخاب رئيس مجلس النواب لوضع حزب “العدالة والتنمية” المتصدر لتلك الانتخابات أمام الأمر الواقع، لكن رفض حزب “الاستقلال” المشاركة في تلك الخطة التي وصفها البعض بـمحاولة الانقلاب الأولى، هو من فضحها وأفشلها دون أن يثني أصحابها عن مواصلة المحاولات التي نجحت يوم انتُخِب مرشح حزب صغير مدعوم من  حزب معارض على رأس مجلس النواب…”

فخروجا عن المنهجية الصحفية الصارمة التي نلمسها طوال التحقيق، نلاحظ أن القلم قد خان الكاتب عندما أراد الكلام عن حزب الأصالة والمعاصرة وعلاقته بالمؤامرة المزعومة.

فمنذ بداية التحقيق حرص السيد علي أنوزلا على الاستناد إلى “مصادر من داخل الأمانة العامة” للحزب المقصود بالتحقيق، أو إلى “عبارات البيان” أو إلى ” ..المعلومات التي استقاها موقع “لكم” من عدة مصادر متطابقة من داخل حزب “العدالة والتنمية”…” إلى غير ذلك من الإحالات على الوقائع والأحداث والتصريحات والتدوينات الموثقة. وباعتباري فاعلا سياسيا في المشهد الحزبي المغربي، فإن ما تضمنه التحقيق يهمني ويهم الحزب الذي أتشرف بأمانته العامة، ورغم ملاحظتي لهذا “الإنحراف” المنهجي في التحقيق، فإنني أعبر عن تقديري للتحليل الذي انتهجه الكاتب وللاستنتاجات التي انتهى إليها، والتي قد أختلف معها ويختلف حولها المحللون السياسيون.

أريد أن استفسر الأستاذ أنوزلا عن المانع الذي وقف في مسار تحليله قصد “التحقيق” والتحقُق من الخبر الذي أخذه كمُسَلمة بديهية عندما تعرض لما سمي “مؤامرة” 8 أكتوبر؟ فهو يعلم جيدا أن هذا “الخبر” الذي تداولته بعض وسائل الإعلام،  نقله السيد عبد الإله بنكيران عن السيد حميد شباط. و دقد تم نفيه رسميا، وفي حينه، من طرف حزب الأصالة والمعاصرة. ونفيته شخصيا وبصفة مباشرة للسيد رئيس الحكومة السابق. فقد كان حريا بالسيد علي أنوزلا، ولو كان لديه إحراج سياسي أو نفسي للإتصال ب”مصادر موثوقة” من حزب البام، أن يحيل على الردود الرسمية والتصريحات الشخصية للأمين العام للحزب المنشورة في مختلف وسائل الإعلام؛ و دأن لا يكتفي بالتسليم بالمعلومات التي صرح بها مصدر واحد.

أقول هذا، وأنا أخاطب صحفيا من خريجي إحدى المعاهد الصحفية الرفيعة المستوى، وهو الممارس لهذه المهنة، في مختلف أجناسها. وأشهد له شخصيا، بحكم علاقتي وصداقتي المتينة به التي تفوق عشرين سنة، بأنه من الذين حافظوا على مهنيتهم الصحفية طيلة اشتغالهم في مختلف المؤسسات الإعلامية المعروفة داخل الوطن وخارجه. ورغم توجهات بعض هذه المؤسسات وتناقضاتها المعروفة لدى الخاصة والعامة، فقد نجح الصديق أنوزلا في الحفاظ على استقلالية كتاباته وفصله الدائم بين مهنته وبين متطلبات هذه المؤسسات وقناعاته وصداقاته الشخصية.

انطلاقا من هذه المعرفة والعلاقة المسبقة بالكاتب، سمحت لنفسي بأن أكتب هذا المقال الصغير، وبتحليل بسيط، لأوجه ملاحظة لصديق بخصوص جزء من فقرة لتحقيق طويل وتحليل عميق.

فعلي أنوزلا يعرف عني ربما أكثر مما أعرفه عن نفسي. ويعرف جيدا أنني كنت دائما أحصن نفسي من مرض الكذب، واستنادا لهذه المعرفة، أريد أن أجدد التأكيد على أن ما سمي ب”مؤامرة 8 أكتوبر” هو إحدى لحظات الكذب في مسار تشكيل الحكومة، وهي لحظة روج لها مبتدعوها من أجل الاستفادة من نعمة السلطة وشرف المعارضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى