فاجعة طنجة .. أو حقيقتنا بدون ماكياج !

بقلم خالد أشيبان

ما حدث بالأمس بمدينة طنجة يستوجب المساءلة والمحاسبة، وفي بلدان أخرى تستقيل الحكومات عندما يحدث مثل ما حدث .. ومسؤولية السلطة ثابتة في الحادثة .. فنحن لا نتحدث عن صفقة أو علاوة مرَّت في الخفاء ويوجد مثلها في العالم بأسره، نحن نتحدث عن أرواح أُزهِقت وعائلات جُرِحت وأطفال يُتِّمت !

وعندما تقع الفواجع في الدول التي تحترم شعوبها، تتم محاسبة المسؤولين المباشرين ويستقيل المسؤولون غير المباشرون .. وإذا لم يستقيلوا تتم إقالتهم … ولا يمكن استرجاع ثقة الناس إلا بهذه الطريقة، ولا يمكن تحريك المياه الراكدة إلا بهذه الطريقة !

مواطن مالابسش كمامة نسيفطوه عند وكيل الملك .. ومواطن قال كورونا ماكايناش نسيفطوه للحبس .. ولكن مسؤول يتسبب باستهتاره في مقتل عشرات الناس، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، نسكتو عليه !!!

أرواح المغاربة ليست لعبة .. ويجب محاسبة كل من تسببوا في هذه الجريمة، وإقالة من يتحملون المسؤولية السياسية فيها !

وإذا كانت (مي نعيمة) قد استحقت السجن فقط لأنها قالت عن جهل بأن كورونا ماكايناش، وعرضت بذلك حياة بعض متابعيها للخطر .. فماذا يستحق من تسبب عن وعي وسابق عِلم في مقتل عشرات المواطنين المغاربة ؟!

ماذا يستحق كل من كانوا على عِلم بظروف استعباد هؤلاء العاملين وغيرهم ولم يتحركوا ؟!

ماذا يستحق من تسبب في يُتم أطفال كل ذنبهم أن آباءهم قبلوا أن يشتغلوا عبيدا في قبو ضمانا للقمة عيشهم ؟!

ماذا يستحق من تسبب في قطع أرزاق أسر مات معيلوها في ظروف ماسَّة بكرامتهم وآدميتهم ؟!

ماذا يستحق من شوَّه صورة البلد في العالم وأهدى الصحف والقنوات العالمية مادة خصبة للترويج ؟!

يموت العشرات من المواطنين في ظروف ماسَّة بكرامتهم وحقوقهم وآدميتهم، ولا تسمع لرئيس الحكومة حسا .. لا يتحرك .. لا يتكلم .. لا يفعل شيئا .. ويقول بأنه يمثل الشعب،
وبأنه يملك شرعية الصناديق !

ويوم وقَّع المغرب اتفاقا مع إسرائيل، خرج وزير الشغل في قناة تلفزية شيعية يمولها أعداء المغرب ليعربد ويزبد ويتبرأ ويستنكر .. وعندما وقعت فاجعة تدخل في صلب مجال اختصاصه (الشغل وحقوق الشغيلة)، اختفى والتزم الصمت …

وحتى المعارضة في بلدنا أصبحت معارضة مع وقف التنفيذ .. ولا أدري كم يجب أن يموت من مواطن وفي أي ظروف ليتحركوا، ويملأوا الدنيا صراخا، ويقدموا الملتمسات ؟!

لا أدري ماذا يجب أن يقع ليفكر أحدهم في ممارسة صلاحياته في محاسبة الحكومة وإسقاطها ؟! لا أدري أي كارثة تلزم لينددوا ويشجبوا ويكلفوا نفسهم عناء الدفاع عن البسطاء ؟!

لكنهم يجدون الوقت والجرأة ليتحدثوا عن الانتخابات .. واللوائح .. والامتيازات .. والتعويضات .. والمجالس .. والتقاعد … وفي الكوارث يختفون، وربما يجدون التبريرات في سبيل كرسي متعدد الامتيازات !

الحاصوول .. الشعب في واد، وسياسيوه في واد !

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. احسن جريدة إلكترونية وسباق للمعلومات. أما عن الكارتة الحكومة ومعها جماعة ومقاطعة ومسؤولين عن الشغل وشركات التطهير هم من يتحمل المسؤولية .مع اننا كلامنا .متل كوب ما في رملة. تعازينا الى عائلة الضحايا

  2. يجب محاسبة المسؤولين الأوائل على هده الفجعة واذا لم تتحركة الجهة العليا على الشعب ان يتحرك

  3. اجمل ما قيل عن هذه الفاجعة
    عندما تقع الفواجع في الدول التي تحترم شعوبها، تتم محاسبة المسؤولين المباشرين ويستقيل المسؤولون غير المباشرون .. وإذا لم يستقيلوا تتم إقالتهم … ولا يمكن استرجاع ثقة الناس إلا بهذه الطريقة، ولا يمكن تحريك المياه الراكدة إلا بهذه الطريقة !

  4. حكومة لا مصداقية حكومة فاشلة 200/100 حكومة نموها جمع المال.اين هما المسؤولين في طنجة حتى يسمحوا مثل المعامل السرية هل شيخ الحومة لايعلم دالك قطعا نعم وإدا علم مقدم الحومة سيكون طبعاً القائد و الباشا و حتى العامل و العمداء الشرطة …ولكن تيحقرو على هداك مول الكروسة ليكي بيع مطيشا باش يوكل ولادوا

  5. اخ الباترون قال بأن الاخ ديالو عندو الوراق يعني قانوني السؤال هو منين كتجي اللجنة مع الوقاية المدنية كشوف من الناحية الصحية واش كاينين ابواب السلامة ولا لا

  6. عشنا فياضلنات طنجة سنة 2009او2010 لما دخل الماء عليهم في لاكب وتضررت كل ءالات الخياطة التي اشتروها بتمن. هل فكروا في الحل؟ لو كانوا مسؤلين في المستوى ما تكررت مثل هذه الفاجعة.واذا لحظتم عند حضور رجال الاسعاف اول شيئ فعلوه بدء بعضهم يسرحوا قادوس واد الحار.مع الاسف كل المدن تعاني من هذا المشكل.كل شيئ باين مثل ضوء الشمس في النهار.رحم الله كل الشهداء الذين ماتوا

  7. je ne comprends pas pourquoi Hespress fait de la discrimination, il publient ce qu’ils veulent et laisse d’autres points de vus même si c’est important. C’est vraiment triste d’agir de manière sans justice. Chaque point de vue est la responsabilité de celui qui l’a écrit quand il est loin d’insultes gratuites.

  8. la première chose à faire c’est que le roi doit convoquer tout le gouvernement et les inciter à partir sans retour. Nous ne voulons de gouvernements qui ne pensent qu’à eux même, c’est honteux, tous doivent démissionner, du premier ministre au moqadam et donner des compte à la vrai justice, pas à Abdennabaoui..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى