المشككون في التلقيح ومقولة “سوّل لَمْجَرّب لا تْسوّل الطبيب”

محمد منفلوطي_هبة بريس

“سوّل لَمْجَرّب لا تْسوّل الطبيب”، مقولة شعبية يرددها الناس عندما تعترضهم المصائب ويتخطونها بحكمة وتبصر وتصير لديهم المناعة الكافية لتخطي أخرى قد تعترض سبيلهم في المستقبل.

“سوّل لَمْجَرّب لا تْسوّل الطبيب”، مقولة اخترناها اليوم، لتذكر البعض وخاصة منهم المشككين في وجود فيروس كورونا والذين انتقل بهم الوضع حتى التشكيك بفعالية التلقيح المزمع اطلاقه ضمن حملة طبية واسعة بتعليمات من عاهل البلاد.

“سوّل لَمْجَرّب لا تْسوّل الطبيب”، جاء التذكير بها، بعد أن كثر اليوم العديد من دعاة العلم والمعرفة، الذين صاروا ينسجون رواياتهم وآرائهم عن جهل، فمنهم من بات يشكك حتى في وجود فيروس كورونا أصلا، ضاربا عرض الحائط كافة التدابير والإجراءات الاحترازية التي اتخذها العالم بأسره.

حكايات وروايات تنسج…” قل لي واش كتعرف شي واحد مات بكورونا”، إذ دأب كثيرون على نسج قصص من الخيال وتمريرها في المجالس، لكن بعد هذا وذاك، انقلب السحر على الساحر، وباتت الصورة أكثر قتامة من ذي قبل، صورة لموتى يشيعون اتباعا، وأقارب خطفهم الموت من بين أيدي أسرهم وعائلاتهم، حتى أضحت مقابرنا مرقدا لهم على شكل طوابير، إذ يكفي للمرء أن يقوم بجولة ببعضها لكي يطمئن قلبه ويعود لرشده.

ارتفعت أرقام الإصابات، وضاقت الأرض بما رحبت على العباد، واتسعت دائرة العدوى لتضم بين ثناياها كثيرين ممن ظلوا يشككون في الأمر، فنقلوا اتباعا إلى أقسام العناية المركزة، ومنهم من عانق قنينة اوكسجين ورأى فيها خلاصه من موت محقق، ومنهم من فارق الحياة في حين غفلة منه، ومنهم من غادر المستشفى وكأنه عائد من بطن أمه لأول مرة…ليبقى شاهدا على ساعات قضاها في الجحيم، ليروي لنا قصة سفره إلى العالم الآخر وملاقاة الموتى من بني جلدته.

من العائدين من الموت، رغم اختلاف مناصبهم ومراتبهم داخل المجتمع، انقلبوا هاربين إلى ديارهم وأهليهم مذكرين ومحذرين ناصحين، مع العلم أنهم كانوا حتى الأمس القريب لايريدون سماع حتى كلمة النصح…

أحد الناجين من كلاليب فيروس كورونا، سألته وطلبت منه البوح بكل مسؤولية، وطلبت منه الإجابة عن سؤال شافي كافي، مفاده، “واش كورونا كينة ولالا”.

أجاب وهو بالكاد يتنفس: ” ماشي غير كينة أخويا، راها خطيرة، أنا عمري 36 سنة، معمري شفت بحال هذا المرض في حياتي… اختناق خطير، وحرارة مفرطة، وتقيآت مستمرة، وسفر إلى دار الآخرة والعيش مع الموتى…”.

أضاف هذا العائد من الموت قائلا: ” أنا دابا وليت منقدرش نمشي لمسافة طويلة، حتى يستوقفني العياء وأجد نفسي مضطرا للتوقف والجلوس… أصبحت ملتزما بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم باستمرار”.

تابعنا الحديث معه، وسألته سؤالا واستحلفته بالله ان يكون صادقا مع نفسه: ” واش دابا دير التلقيح ولا لا”، أجاب مسرعا بالقول: ” شوف أخويا راني شفت الموت بعيني، وهذا السبب هو لي جعلني غادي ندير التلقيح”.

غيّرنا الوجهة، وانتقلنا إلى أخذ رأي ضحية آخر، وهذه المرة، استقر الموقف على رأي طبيب مختص في طب الإنعاش، وهو بالمناسبة أحد الناجين من شبح الموت وهول كورونا…السلام عليكم، والحمد لله على سلامتك أخي، كيف حالك؟ أجاب بحسرة قائلا: ” أنا لي باقي كيخلعني هو وجود أناس مستهثرين ومشككين في المرض، وهذا هو سر الخطورة.. واش اعباد الله، كلشي ولاو علماء وكيفهموا في الطب؟

وتابع بالقول: ” خاصنا نوضعوا حد لهذا الاستهثار، وخاص الناس تقتانع بأن الوضع خطير، وأن بلادنا مقبلة على حملة طبية للتلقيح خاصنا كلنا نساهموا فيها ونجحوها باش على الأقل نوضعو حد لهذا الوباء الذي يتطلب منا جميعا تحمل المسؤولية.

وتابع المتحدث بالقول: ” كيفاش كينين ناس ديرين حملة ضد التلقيح، واش معرفوش راه هذا الفيروس ميمكنش نوقفوه لمدرناش التلقيح، والحمد لله التلقيح لي ختاروا المغرب أثبت نجاعته….الله يرحم الوالدين خليونا من الكلام الخاوي ودعوا الأمر لأصحاب الشأن”.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. اقسم بالله العلي العظيم بأن كورونا موجودة وخير دليل انا عشته في اسرتي بحيث توفي ابن عمي وفي اليوم الموالي توفيت امه بعد صراع مرير مع هذا الفيروس الفتاك حذار ثم حذار لمن يشككون ونسأل الله السلامة للجميع وحفظ الله الجميع من كل مكروه.

  2. اتر علينا بشكل كبير الجهل والهشاشة ، لو تمكن مجتمعنا من تجاوز الامية لوجدنا افرادا يفهمون ويتفهمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى